يشعر أهالى مدينة القصير وهى الأقدم إنشاءً ما بين مدن البحر الأحمر والتى تقع وسط مدينتى سفاجا ومرسى علم، بتجاهل المسئولين لهم، فى تنمية مدينتهم، حيث إن التجاهل لهذه المدينة العريقة بدأ من رئيس المدينة مرورا بالمحافظين الذين تعاقبوا على البحر الأحمر وصولا إلى رأس الحكومة.. الجميع يمرون عليها مرور الكرام، فى صمت وتجاهل غير مبرر.
يطالب أهل القصير بمطالب غاية فى البساطة يأتى على رأسها إصلاح حياتهم اليومية العادية، من مياه الشرب التى تكاد تصل بالكاد بكميات ضئيلة، والحصول عليها داخل جراكن من المياه وبصعوبة، وكذلك التدهور الحاد فى الصرف الصحى، ناهيك عن أن النسبة الأكبر من الشباب العاطل فى البحر الأحمر.
ربما وصل إلى أهالى مدينة القصير جنوب البحر الأحمر أن التجاهل فى مدينتهم من قبل المسئولين يكون مقصوداً إلى حد كبير، وإلا فلم الاهتمام بمدن المحافظة التى يتواجد بها عدد من المشاريع الاستثمارية الكبرى التى تدر دخلا أكبر للدولة، وتجاهل مدينتهم التى لا يوجد بها سوى مجموعة من القرى السياحية والمتجعات المنتشرة على الحدود الخارجية لها، بعد غلق ميناء القصير منذ زمن طويل، فالمسئولون لا يذكرونها لأنها لا توجد بها مشاريع تدر دخلاً للدولة.
بداية التجاهل بهذه المدينة يبدأ من التباطؤ التام فى الانتهاء من تنفيذ مشروع الصرف الصحى الذى بدأ العمل به منذ 7 سنوات، ثم توقف فجأة، مما أضاع الملامح الداخلية لشوارع المدينة وكثرة انتشار البرك والمستنقعات بها، وكذلك التباطؤ فى توصيل وتشغيل شبكة المياه الجديدة، رغم الانتهاء منها دون سبب واضح، وبالرغم من أنه تم الاجتماع مع رئيس شركة المياه أكثر من مرة إلا أن الاجتماع ينتهى كل مرة بتحديد موعد مختلف للانتهاء من المشروع طيلة ثلاث سنوات كان آخرها اجتماع تم بمعرفة سكرتير المحافظة وكان من المفترض أن يتم الانتهاء من توصيل الشبكة فى شهر يونيو 2013، لكن لا جديد حتى هذه اللحظة.
وكذلك يعانى أهالى المدينة من الإهمال الشديد وإهدار المال العام المتمثل فى ملايين الجنيهات التى تصرف على تشغيل وصيانة محطة كهرباء متهالكة كان من الأولى صرفها فى تطوير المحطة بوحدات توليد ذات كفاءة عالية ثم ربطها بالشبكة الموحدة لتخدم مدن الجنوب جميعا بما فيها القرى السياحية الممتدة على طول الشاطئ، مما يجعل من هذه المحطة مصدر دخل للدولة وليس مصدر إهدار لأموالها.
ومظاهر الإهمال لا تعد ولا تحصى بالمدينة، منها ما طال الطرق الخارجية والسريعة الممتدة 50 كم شمالا و70 كم جنوبا والتى تعمل بطريق منفرد وليس ازدواجياً، مما يؤدى إلى كثرة حوادث الطرق عليها مع أن تلك الطريق يخدم الكثير من المنتجعات السياحية.
وفى السياق ذاته يعانى أهالى القصير معاناة حقيقية بسبب عدم الانتهاء من مستشفى القصير الجديدة منذ أكثر من 15 عاما والتى سرقت كبلاتها الكهربية أكثر من مرة نتيجة للإهمال وباب الفساد المفتوح على مصراعيه نتيجة طول مدة التنفيذ لهذا المشروع، وكذلك الإهمال فى المستشفى المركزى الحالى والتى لا يليق أن يطلق عليها مستشفى، حيث تفتقر لكل المقومات والإمكانيات من تخصصات وأدوات ومستلزمات طبية على الرغم من أنها تخدم مدن جنوب البحر الأحمر.
من جانبهم، قال أهالى المدينة فى مذكرة أرسلت للواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية يستنجدون به من تجاهل الدولة التام لتنمية مدينتهم "إننا نعانى من تجاهل الحكومات السابقة فى مجالات التنمية المختلفة فى مدينتنا، رغم أن المدينة أرض خصبة للتنمية فى مجالات عديدة ويمكن أن تقوم على أرضها مشروعات تنمية عديدة قائمة على الثروات التعدينية وعلى أراضيها المبسوطة للمستثمرين، مما يخلق فرص عمل هائلة لشباب المدينة والمدن المجاورة.
وطالب أهالى القصير فى مذكرتهم التى أعدتها حملة "صحوة شباب" بالمدينة بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة لوضع لائحة عمل تحدد نسبة توظيف أهالى المدينة بالمنشآت القائمة عليها من مطار مرسى علم الدولى جنوباً حتى القرى المنشأة على حدود المدينة.
يذكر أن شباب المدينة دشن حملة تحت عنوان "صحوة شباب" لجمع توقيعات من أهالى المدينة وإرسالها إلى وزارة التنمية المحلية للنظر إلى مدينتهم، وعدم اهتمام محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبد الله بمدينة القصير التى هى أقدم مدن محافظة البحر الأحمر.
ساحة النقاش