ارتبط الشهر العقاري في أذهان المواطنين بكل أنواع المعاناة، فما بين الزحام الشديد وبطء الإجراءات وملل الروتين يقضي معظم المواطنين ساعات لإتمام مصلحة لا تستغرق سوي دقائق معدودة، مما يؤثر سلبا علي مستوي الخدمة وينشئ حالة من الصدام المتكرر بين المواطن والموظف الذي لا يقل معاناة عن صاحب المصلحة فهو يقضي يوما من العمل الشاق والمتواصل أثناء وجوده في مكان غير آدمي ظل إمكانات محدودة له لا تمكنه من تقديم الحد الأدنى من مستوي الخدمة المطلوب
. هذا ما تبين من الجولة التي قام بها "مراسلنا" في مكتب توثيق الشهر العقاري بالأقصر للوقوف علي أبرز المشكلات ولفت أنظار المسئولين للبحث عن حلول لها.
بدأت الرحلة الأولي للجولة لمكتب الشهر العقاري بالأقصر حيث التقينا بالمواطن" فولى محمد احمد "خليل يوم الاثنين الموافق 16/12/2013، الذي قال: "أنا لسه جاي ربنا يسهل وأقدر استخرج التوكيل بسرعة عشان ألحق شغلي. أنا عامل حسابي في التأخير ساعتين لأن أكيد هتأخر جوه"، وأبدي "الفولى" استياءه الشديد من المجيء إلي الفرع أكثر من مرة من أجل استكمال إجراءات استخراج التوكيل هو وزميلة ، بسبب عدم إرشاده بالخطوات اللازم إتباعها منذ البداية وحتى لا يستغرق كل هذا الوقت، قائلا: " وحضر يوم الثلاثاء الموافق 17/12/2013 لاستلام التوكيل لتوقف العمل بالكمبيوتر.
وبدخول المكتب بعد الساعة 11 ظهرا تجده مكتظا بالمواطنين في ظل عدم وجود مصادر للتهوية سوي بعض النوافذ المغلقة التي لا تناسب كثرة العدد، وفي ظل هذه الأجواء تنادي بعض السيدات علي صديقتها من النافذة قائلة: "الدنيا صعبة جدا هنا خليكي واقفة بره"، لافتة إلي أنها تعاني في كل مرة تأتي فيها إلي الشهر العقاري بسبب شدة الزحام وطول الانتظار وكثرة الإجراءات، فضلا عن عدم توفير مقاعد لكبار السن وتواجد أكثر من 20 مكتب أمامي " موثق" غير الخزينة ويعمل شباك واحد من العشرين رقم "9" لتحصيل البيانات فضلا الوقوف المتكرر ساعات بالإضافة إلى هناك شبابيك تعمل توكيلات للمحسوبيات وأصحاب المصالح ..
ومن أمام الشهر العقاري فرع الأقصر- مرشد سياحي ،قال إنه جاء لتوثيق عقد شقة لأحد أقاربه ، شفت المرار لاستخراج التوكيل زحام لافتا إلي أن مشكلة الشهر العقاري تتمثل في منظومة العمل التي تتطلب التنقل بين أكثر من موظف والوقوف في طوابير طويلة لأداء المصلحة، في الوقت الذي يمكن إنهاء الإجراءات بواسطة موظف واحد فقط وفي وقت أقل من ذلك بكثير وذلك كالمتبع في البنوك على أن يتولى كل شباك من العشرين استخراج التوكيل.
وأوضحت موظفة أنها تعرضت للسرقة منذ بضعة أشهر أثناء تأدية مصلحة داخل الشهر العقاري، مشيرة إلي أن أكثر ما يزعجها هو كثرة المشاجرات بين الموظفين والمواطنين في ظل غياب الأمن ما ينذر باحتمال حال تهور أي من الطرفين.
ويري - محام - أن غالبية الموظفين في الشهر العقاري ينقصهم التأهيل الكافي والخبرة اللازمة من أجل العمل في هذه المهنة، ما يستهلك الكثير من الوقت والجهد مقابل إتمام الإجراءات، لافتا إلي ضرورة وجود عدد من القانونيين داخل كل فرع من أجل استشارته في الأمور الخلافية بين المواطن والموظف.
وعن حال موظف الشهر العقاري حدث ولا حرج. فبنبرة صوت بائسة بسبب عدم تغير الأوضاع في المصالح الحكومية بعد اندلاع الثورة، قال أحد الموظفين بالشهر العقاري إن المشهد يتحدث عن حاله والمعاناة تعم الجميع سواء الموظف أو متلقي الخدمة، وأكد النقص الشديد في أعداد الموظفين مقارنة بأعداد المواطنين المتوافدين من مناطق متفرقة مما يزيد الضغط علي كاهل الموظفين ويجبرهم علي العمل المتواصل.
.
وقال موظف الشهر العقاري إن المكان غير آدمي بالمرة، حيث الزحام الشديد وعدم وجود مصادر للتهوية و قصور في أداء الخدمة من قبل الموظف نظرا لضيق الإمكانات التكنولوجية فضلا عن انفراد المكتب أن يقوم كل موظف بالتوثيق كمثل البنوك السحب والأيداع على جميع الشبابيك الصرف لتقديم خدمات أسرع للجمهور.
ساحة النقاش