شهدت الأوساط الأثرية بصعيد مصر جدلا واسعا وتباينا في الآراء بشأن تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت غرب مدينة الأقصر . فبعد رصد ومراقبة للحدث الذي كان متوقعا مع شروق شمس اليوم 21 إلا أن التعامد لم يحدث.ولايزال سحر وعظمة الفراعنة مفعما بالأسرار حتى اللحظة أحد تلك الأسرار وربما سيكون أهم ظاهرة فى الأقصر توثق الظاهرة وتكشف إبداع وعظمة الفراعنة وجزء بسيط مما يخفونه وما وصلوا اليه. لمشاهدة ظاهرة فلكية غريبة، ألا وهي تعامد الشمس على معبد أبو سمبل الشهير مرتين في العام. هل هناك معابد أخرى تعرف هذه الظاهرة؟ النقاش يدور الآن بين الأثريين حول معبد حتشبسوت.
وكان الباحث الاثرى المصري مصطفى وزيري كشف مؤخرا عن أن دراسات يقوم بها أشارت إلى أن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بمعبد الدير البحري الذي شيدته الملكة حتشبسوت وأن الشمس تشرق على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت وهى تشرق من فوق معبد الكرنك الشهيرة شرق مدينة الأقصر والتي تواجه شرفات معبد حتشبسوت حيث أقيم المعبدان على خط مستقيم شرق وغرب النيل وأن التعامد يتم على غرار ما يجرى في معبد ابوسمبل جنوب أسوان في 22 تشرين أول/ أكتوبر، وفي 22 شباط/ فبراير من كل عام.فغدا وفقا للوثائق التى تمثلت فى تعامد أشعة الشمس فى تمام الساعة السادسة وثمانى عشرة دقيقة صباحا على قدس الأقداس بمعبد الملكة حتشبسوت غرب الأقصر قاطعة كيلو متر من معبد الكرنك مخترقة بوابته الكبرى وقاطعة لنهر النيل العظيم ثم تقتحم الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت لتتعامد على وجه الإله آمون لمدة دقيقتان لمرة واحدة فى العام.
وبحسب التفاصيل التى يتم كشف النقاب عنها للمرة الأولى فإن الشمس لا تدخل قدس الأقداس المخصص لعبادة الإله آمون سوى مرة واحدة فى العام وهو يوافق يوم 21 ديسمبر «غدا» وتترك الشمس تماثيل ونقوش ورسوم بالمعبد وتتعامد على وجه الإله «آمون» تحديدا ورسوماته المنقوشة على جدران المعبد وداخل قدس الأقداس.
وقال الدكتور منصور بريك المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا أنه ليس من السهولة رصد أو تأكيد مثل هذا الحدث وأن الأمر يحتاج إلى بحوث مشتركة من مهندسين وعلماء مساحة وعلماء فلك قد تستغرق خمس سنوات.
واستبعد بريك حدوث ذلك ، مشيرا إلى أن هناك بعثة أثرية بولندية تعمل بمعبد الملكة حتشبسوت منذ 30 عاما لم تتوصل خلالها إلى أية معلومات مؤكدة بحدوث تعامد للشمس على قدس أقداس المعبد على غرار ما يجرى في معبد أبوسمبل جنوب أسوان .
وقال إن من روج لمثل هذا الحدث في السابق هم مجموعة من الانجليز الذين ينتمون لطائفة عبدة آتون واوزيريس حيث يأتون إلى مقبرة رع موسى وزير الملك اخناتون ليؤدون صلواتهم أمام لوحة الشمس المجنحة بالمقبرة التي تقع بمنطقة مقابر الأشراف وسط آثار القرنة غرب الأقصر.
تعامد الشمس داخل الطابق الثالث تحديدا غدا بمعبد الملكة حتشبسوت بحسب أحد أعضاء الفريق الأثرى المتابع للظاهرة يتواكب مع يوم ميلاد الملكة حتشبسوت وقال إن تعامد الشمس على وجه الإله آمون وتمثال للملكة حتشبسوت يأتى تعبيرا عن ربط نفسها به بعدما منحها الحكم الشرعى كملكة للبلاد بعدما كان الملك للملك الصغير وقتها المُلك تحتمس الثالث ابن شقيقها والاعتقاد بحسب الاثريين بأن يوم ميلاد حتشبسوت يأتى تأكيدا للرسومات التى حملها معبدها فى البر الغربى الذى شيده مهندسها المعمارى «سنن موت» عام 1480ق.م. وذلك بعدما لم يكل لها الحكم الشرعى للبلاد وان صاحب الحق كان هو الملك تحتمس الثالث وكان صغيرا، ولعبت الملكة حتشبسوت يومها دور الوصى وجعلت أحد المعماريين ينقش على معبدها صورة الإله آمون وهو يتزوج والدتها لليلة واحدة ثم ينجبها، فتصبح الابنة الالهية للإله آمون.
وكان فريق من الاثريين المصريين قد لاحظوا قبل 5 سنوات بعد ازالة التعديلات امام ساحة الكرنك واعادة المشهد الجنائزى الى ماكان عليه قبل 3500 عام ليصبح المعبدان متواجهين الكرنك وحتشبسوت وهو ما أكدته الرسوم والنقوش ان الشمس تقترب من قدس الأقداس فى شهر ديسمبر كل عام وتخترق قدس الأقداس بشكل مباشر وتعامدى فى يوم 21 ديسمبر بعدما تخرج الشمس من معبد الكرنك وتخترق النيل العظيم والبر الغربى ثم التراس الثالث لمعبد حتشبسوت حيث تخترق الأشعة البوابة الرئيسية وتتعامد فى قدس الأقداس.
والظاهرة بحسب الاثريين أنفسهم الذين وثقوها بالصور عاما بعد اخر طيلة 5 سنوات تبرز عظمة المعمارى المصرى القديم فى السيطرة على الشمس لتدخل قدس الأقداس لمرة واحدة فى العام.
وتأكيدا لهذه الظاهرة التى ستلفت انتباه آلاف السائحين وعاشقى الآثار، اجرت الأهرام اتصالات بأحد المسئولين عن منطقة البر الغربى حال عملية التوثيق، حيث أكد مصطفى وزيرى مدير ادارة التوثيق الأثرى بالأقصر انه كان هناك بالفعل تتبع لهذه الظاهرة إلا انه رفض الافصاح عن الكثير من التفاصيل.
وتأتى هذه الظاهرة التى تشبه الى حد كبير تعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى فى ابو سمبل والتى تحدث مرتين فى العام فى 22 اكتوبر و21 فبرابر يوم ميلاده ويوم تتويجه وهى التى أبهرت عشاق الآثار فى العالم والسائحين. لكن الاثرى مصطفى وزيرى مدير منطقة آثار القرنة تمسك برأيه
في حدوث التعامد على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت في 21 كانون أول / ديسمبر في كل عام وإمكانية حدوثه يوم 21 أغسطس لكن عملية الرصد والمراقبة أكدت عدم حدوث ذلك .
ساحة النقاش