<!--<!--<!--<!--
حركة الأحزاب الجديدة بعد الثورة
يرى أنها تدور في اسر البحث عن هوية لمصر ما بين دولة إسلامية و دولة علمانية و دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية و أحزاب أخرى خجولة من التصريح بانتمائها الاسلامى و تتوارى خلف أستار الليبرالية مخافة الاتهام بالراديكالية و على العكس أحزاب ليبرالية تحاول التستر بأهداب التيار الاسلامى مخافة الاتهام بالعلمانية ...
و كأن مصر ذات التاريخ الممتد منذ أكثر 7 ألاف عام و ال...تى مرت و تجاورت بها أعظم الحضارات مابين فرعونية و يونانية و فارسية و رومانية و قبطية و انتهاءً بالإسلامية التى كانت مسك الختام لازالت تبحث عن جلدها و ثقافتها و منهجها الحضاري.
إذا ظللنا سواء أحزاب إسلامية أو علمانية ندور في فلك التصارع حول الهوية فسننهك الوطن و سيفقد الشعب مصداقيته في حراكنا السياسي لذا علينا أن نتجاوز هذه المرحلة بأقصى سرعة و لا نلتفت إليها أكثر من اللازم لننطلق إلى المستقبل فقد أضعنا وقتا طويلا من عمر الثورة في التناحر المتعمد حول مسألة الهوية هذه . و لعل المجلس العسكري بشكل ماكر و خبيث هو من أشعل أزمة الهوية هذه ليشق صفوف الثوار...
إن المتأمل لتجربة اردوغان بتركيا سيجدها مثالا بارعا لمسألة تجاوز فكرة الهوية و النزاع حولها .. فقد تخلى عن الخطاب الديني التقليدي و اقتبس منه الأفكار و انطلق بها دون شعارات فجاجة و خطب رنانة و استفزاز و عداء للقوى الأخرى و لهذا فالتجربة التركية بقيادة اردوغان نجحت بكل المقاييس و استطاعت تجاوز كل العقبات التى سحقت تجربة سابقه الراحل نجم الدين اربكان و أهمها المؤسسة العسكرية قلعة العلمانية التركية . و هذا لا ينفى الدور العظيم لنجم الدين اربكان في تعزيز و ترسيخ الهوية الإسلامية لتركيا و إبقاء التيار الاسلامى نشطا و فاعلا على الساحة السياسية و ندا عنيدا للمؤسسة العسكرية .إلا أن لكل مشروع مراحله فكن اربكان مرحلة تأسيسية لهذا المشروع المتميز و لكنه كان مشروعا ثوريا أكثر منه واقعية و شعارات أكثر منه أفعال لهذا لم يستطع مواجهة سطوة الجيش و لم يقدم لتركيا نهوضا اقتصاديا يحفز الجماهير و من ثم فقد تعلم اردوغان دروس التجربة و بدأ من حيث انتهى اربكان و لم يمض على نفس المنوال .
إن لمصر لها هويتها الخاصة بحكم انتمائها العربي و الإفريقي و هذا لا ينكر أن هناك روابط مشتركة بين الدولتين المصرية و التركية أهمها الدين الاسلامى و كذلك الصراع الدفين بين الإسلامية و العلمانية و كذلك سيطرة العسكر على مقاليد أمور بالبلدين و كذلك الموقع الاستراتيجي لكليهما و الدور الريادي لهما بالمنطقة ..كذلك و هذا الأهم هو علاقات البلدين مع أمريكا و إسرائيل و هذه الروابط المشتركة تجعل من التجربة التركية نبراسا نستلهمه في حراكنا السياسي .. و يبدو لي أن كلا البلدين يسيران طريقا واحد غير أن تركيا تسبقنا فيه بخطوات أوسع و هو ما يجعنا نتعلم الدروس و نستلهم العبر قبل أن نخطو خلفها
بكرى دردردير محمد
[email protected]
egypt - luxor
ساحة النقاش