صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: سيد عبد النبى

ج/ المحكم والمتشابه يطلقان ويراد بهما معنى عام ومعنى خاص..

فالمعنى العام للمحكم هو المتقن، والإحكام للشيء هو ضبطه وإتقانه، على نحو لا يرى فيه خلل، وهذا المعنى يصدق على القرآن كله، كما قال تعالى {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت}، فالقرآن كله محكم نظما، فلا خلل ولا نقص في ألفاظه وعباراته فهو الغاية في البيان والفصاحة والإتقان، ومحكم أيضا معنى فلا تناقض في معانيه، ولا اختلاف ولا اضطراب..

والمعنى العام للمتشابه، هو الذي يشبه بعضه بعضا، كما قال تعالى عن القرآن {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني}، فالقرآن تشبه آياته بعضها بعضا، ويصدق بعضها بعضا، فهي نمط واحد، في الأسلوب، فلا تفاوت بينها في البلاغة والبيان والإعجاز، وفي المضمون، فكل قضاياه واحدة، تدعو إلى الإيمان والتوحيد والإسلام والبر والقسط والعدل والرحمة والإحسان، وتقص الأخبار بالصدق، وتشرع الأحكام بالحق، فهو كله من هذه الحيثية متشابه..

وأما المعنى الخاص للمحكم والمتشابه، وهو المذكور في الآية المسئول عنها، فهو:

فالمحكم من الآيات هي أمات الكتاب وأصوله القطعية {منه آيات محكمات هن أم الكتاب}، التي لا تحتمل تأويلا، ولا تحتاج تفسيرا، ولا تحتمل إلا معنى واحدا، كالدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والإيمان به وبالغيب، وطاعته، واتباع رسوله، وإسلام الوجه له، وكل ما فيه من قصص وأحكام وأخبار قطعية، كأخبار الخلق والملائكة والأنبياء وما جرى لهم مع أممهم، والجنة والنار والبعث، وما سيقع من الموت والبعث والنشور والحساب والعقاب والثواب، وكفرائض الإسلام: الصلاة والزكاة والصوم والحج، وأركان الإيمان: بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث، وما حرمه من الفواحش كالقتل والزنا والسرقة والخمر والربا والرشا والظلم والعدوان ..الخ

والمتشابه من آياته، ما يحتمل أكثر من معنى، ويحتاج فهمه إلى تأويله، ورده إلى المحكمات، كما في قوله {وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}، فأهل الفتنة من أهل الكتاب الذي يبتغون تأويله على غير الوجه الذي أنزله الله وأراده – لفتنة المؤمنين عن دينهم – لا يردونه إلى المحكمات، ولا يكلون علمه إلى الله، بل يتأولونه بأهوائهم بلا علم ولا تقوى، وما يعلم تأويله الحق إلا الله الحق الذي أنزله بالحق، والراسخون في العلم المؤمنون به يردونه إلى المحكمات لفهمه، أو يكلون علمه إلى الله فيما لا تحيط بحقائقه عقولهم وعلومهم..

والتأويل هو ما يأول إليه الشيء، وما يظهر به على ما هو عليه، كأخبار الغيب، وصفات الله، وأقدار الله وأحكامه، وحكمته في الخلق، فإن معرفتها والعلم بها بالنسبة للمؤمنين شيء، وحقائقها في ذاتها على ما هي عليه شيء آخر، فهي محكمة من وجه كإثباتها والإيمان بها حقا، ومتشابهة من وجه آخر، حيث لا يحيط بها علما ولا يدرك كنه حقائقها إلا الله وحده، فالآيات التي تخبر عن الجنة محكمة من جهة إفادتها العلم القطعي بوجودها، وبالنعيم الذي أعده الله للمؤمنين فيها، ومتشابهة من وجه آخر، لأنه لا يمكن للعقل أن يتصورها على ما هي عليه إذ (فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، ولا يعلم تأويل ذلك إلا الله، حتى يتحقق الوعد ويرونه {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}، {كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله} وهو وقوع الوعد الحق، وتحقق كل ما أخبر الله عنه..

 

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 209 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2019 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

461,175

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث