كتاب: تقرير عن التنمية في العالم 2010 ( التنمية وتغير المناخ)
سنة الإصدار: 2010

الناشر: البنك الدولي

صدر عن البنك الدولي، التقرير 32 في سلسلة التقارير الخاصة بالتنمية بعنوان "عن التنمية في العالم 2010 (تغير المناخ)"، والذي يدق ناقوس الخطر حول ضرورة التكاتف العالمي لمواجهة ظاهرة تغيّر المناخ الذي يهدد كافة الدول وتحديداً البلدان النامية، عبر ربط ما يعنيه تغير المناخ بالنسبة لسياسات التنمية. حيث يتفحص مؤلفو هذا التقرير كيفية إدماج واقع عملية التنمية في (السياسات بشأن المناخ) في الاتفاقيات الدولية وأدوات تعبئة موارد تمويل أنشطة تخفيض انبعاثات غاز الكربون، والخطوات الرامية لتشجيع الابتكار ونشر وتعميم التكنولوجيات الجديدة.
وحيث تفيد التقديرات بأن البلدان النامية ستتحمل حوالي 75-80 % من تكاليف الأضرار المتوقعة التي يسببها تغير المناخ، ولأنها وحدها غير قادرة على القيام بأنشطة التكيف والتأقلم معه، فقد ناقش التقرير أهمية اتخاذ إجراءات لتخفيض ضعفها وتعرضها للمعاناة، ووضع أسس التحول لتخفيض انبعاثات غاز الكربون.
في التوطئة التي استهل بها رئيس مجموعة البنك الدولي روبرت زوليك هذا التقرير، كتب: "مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، يظهر تحول في أنماط هطول الأمطار، ويزداد حدوث وقائع شديدة الحدة مثل انحباس الأمطار والفيضانات وازدياد تواتر وقوع حرائق الغابات... وغيرها من المآسي المتوقعة، وبما ان مجموعة البنك الدولي هي مؤسسة متعددة الأطراف تتمثل رسالتها بالتنمية الشاملة والمستدامة، وبناء عليه تواجه مجموعة البنك الدولي والدول الأعضاء البالغ عددها 186 دولة، التحدي في إقامة التعاون بين دول شديدة التباين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بغية تحقيق النفع العام".
وأضاف زويك بأن هذا التقرير يسعى إلى تطبيق تلك الخبرة العملية المقترنة مع البحوث، وذلك بهدف دفع مسيرة المعرفة قدما بشأن التنمية في المناخ المتغير. وبدء اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذا الأمر، ما سيوفر الفرص الحقيقية لتحديد شكل لمناخ في المستقبل بما يساند استدامة العولمة.
يستطلع التقرير- المطبوع على ورق من ألياف معاد تدويرها مئة بالمئة من نفايات المستخدمين، وأحبار طباعة من زيوت نباتية، بما ينسجم مع التزام البنك الدولي بمبادرة الصحافة الخضراء- يستطلع كيفية تغيير السياسات العامة، بغية تحسين مساعدة الناس في التغلب على المخاطر الجديدة الحالية الآخذة في التفاقم، ويستفسر عن آلية تعديل عملية إدارة شؤون المياه من اجل تحسين حماية البيئة الطبيعية المهددة، وفي الوقت نفسه إطعام السكان المتزايدين عددا وازدهارا، وكيفية تغيير شكل وطبيعة أنظمة الطاقة.
وقد وجه التقرير رسائلاً نادت بضرورة تقليص الفقر وتخفيض أعداد الفقراء وتحقيق التنمية المستدامة كونها من الأولويات العالمية الأساسية، وطبعاً التصدي على نحو عاجل لتغير المناخ، وناقش التقرير المواضيع التالية: فهم الروابط بين تغير المناخ والتنمية، تخفيض تعرّض البشر للمعاناة، إدارة الأراضي والمياه لإطعام تسعة مليارات شخص وحماية أنظمة الطبيعة، تقوية عملية التنمية دون الإضرار بالمناخ، إدماج عملية التنمية في نظام المناخ العالمي، تعبئة التمويل اللازم لأنشطة تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس والتكيف على تغير المناخ، تعجيل خطى الابتكار ونشر التكنولوجيا والتغلب على قوى السكون في الجوانب السلوكية والمؤسسية.
تقرير التنمية في العالم المزود بالبيانات والأرقام والرسوم البيانية عدا عن مسرد المصطلحات هو نداء عاجل من اجل القيام بما ينبغي القيام به، سواء بالنسبة للبلدان النامية الساعية لضمان تعديل سياستها، بما يتناسب مع أخطار ازدياد درجة حرارة كوكب الأرض، أو البلدان عالية الدخل التي ينبغي ان تضطلع بأنشطة طموحة، لتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع مساندة جهود البلدان النامية.