قوانين الصيد والأتفاقات الدولية البحرية

الفضل يُنسب لبرنامج الحماية في تخفيض وفيات الدلافين بنسبة 99 بالمئة

  عجل دلفين أنثى بيضاء الجوانب تسبح بالقرب من والدتها في المحيط الهادئ

واشنطن،- يحتفل الاتفاق الدولي البارز لحماية الدلافين في شرق المحيط الهادئ بالذكرى السنوية العاشرة على توقيعه في شباط/فبراير.

ساعدت اتفاقية البرنامج الدولي للمحافظة على الدلافين (AIDCP)- التي أجرى التفاوض بشأنها مندوبو الدول التي تقوم سفنها بصيد سمك التونة في شرق المحيط الهادئ- وكذلك ميثاق سابق لها عُرف باسم اتفاقية لاجولا، في الحد من وفيات الدلافين في مناطق صيد الأسماك بنسبة تجاوزت 99 بالمئة منذ العام 1992.

شملت الدول المشاركة في البرنامج كل من بيليز، كندا، الصين، جزر كوك، كوستاريكا، الإكوادور، السلفادور، الاتحاد الأوروبي، غواتيمالا، هندوراس، المكسيك، نيكاراغوا، بنما، البيرو، الولايات المتحدة، فانواتو، وفنزويلا.

تشمل الشروط الخاصة التي ساهمت في نجاح الميثاق ما يلي:

أمر رسمي ينص على إطلاق كافة الدلافين بدون أذى من شباك الصيد قبل نقل السمك إلى متن السفينة.

تغطية مراقبة بنسبة 100 بالمئة لسفن الصيد التي تستعمل شباك الصيد الكبيرة التي يقفل أسفلها.

برنامج تعقب وتحقق لأسماك التونة.

حدود سنوية لنسبة وفيات الدلافين من أنواع ومجموعات محددة.

كما أنشأ الاتفاق أيضاً لجنة المراجعة الدولية تضم مندوبين يمثلون مجتمع المحافظة على البيئة، وصناعة صيد الأسماك، والحكومات المشاركة من أجل مراجعة الانتهاكات المحتملة والطلب بإجراء تحقيقات واتخاذ إجراءات من جانب الدولة التي ترفع سفن صيد السمك علمها.

حيوان من رتبة الحيتان محبوب من كل الناس

صُنّفت الدلافين على أنها حيوانات من رتبة الحيتان، وتشكل جزءاً من عائلة الحيتان ذوات الأسنان التي تضم حيتان الغرمبوس والحوت الدليلي. إنها ثدييات تتنفس من خلال منخر في أعلى رأسها، ويميل جسمها إلى اللون الرمادي. يعيش معظم أنواع الدلافين لسنوات طويلة، ويقدر الباحثون أن بعض الدلافين قد تعيش لمدة تزيد عن 100 عام.

"مدافع" عن الدلافين ينتقل في قطار في واشنطن العاصمة لنشر الوعي حول الحمايات القانونية الأميركية للدلافين

اشتهرت الدلافين برشاقتها وسلوكها المرح، وهي من الحيوانات المفضلة لدى مشاهدي الحياة البرية عبر العالم. تقفز أنواع عديدة من خارج المياه، وتثب وثبات مرتفعة عمودياَ من المياه لتشاهد محيطها، وتتبع السفن في تشكيلات متزامنة تشبه رقص الباليه المائي.

تعيش الدلافين في مجموعات اجتماعية مكونة من خمسة إلى عدة مئات، حيث يستعملون الصدى لتحديد مكان وجود الفريسة ويصيدون الطرائد بصورة تعاونية. يحيطون بقطعان الأسماك ويوقعونهم في شرك للسماح لكل دلفين بالسباحة كلّ بمفرده عبر القطعان والتقاط الأسماك.

قادت هذه الممارسة المتطورة لصيد السمك إلى قتل الدلافين في شباك الصيادين التجاريين. ففي أواخر الخمسينات من القرن العشرين، اكتشف صيادو السمك أن سمك التونة ذو الزعنفة الصفراء الذي يعيش في القسم الاستوائي الشرقي من المحيط الهادئ يتجمع تحت قطعان الدلافين. وفي أعقاب ذلك الاكتشاف، أصبح الأسلوب السائد لصيد السمك في المنطقة تطويق قطعان الدلافين بشباك الصيد من أجل اصطياد سمك التونة المحتشد في الأسفل.

واستناداً إلى تقديرات محافظة فقد نفق الآلاف من الدلافين في السنوات المبكرة لطريقة صيد السمك هذه. وتضع منظمة المدافعين عن الحياة البرية، وهي منظمة دولية للمحافظة على الطبيعة تعمل من مركزها الرئيسي في واشنطن، رقماً أعلى من ذلك بكثير وتقدر أن أكثر من 7 ملايين دلفين نفقت نتيجة الصيد بشباك كبيرة تُغلق من أسفلها.

الحمايات القانونية للدلافين

في عام 1972، أصدر الكونغرس قانون حماية الثدييات البحرية (MMPA) الذي خفض إلى حد كبير العدد السنوي للدلافين الذي تلتقطه السفن الأميركية عند صيد سمك التونة بواسطة شباك صيد كبيرة تُغلق من أسفلها في شرق المحيط الهادئ.

يحرّم القانون صيد معظم الثدييات البحرية، بضمنها الدلافين، في المياه الدولية الأميركية، وعلى يد مواطنين أميركيين في أعالي البحار ويمنع استيراد الثدييات البحرية ومنتجات الثدييات البحرية إلى الولايات المتحدة.

بحلول أوائل الثمانينات من القرن العشرين، لم يبقَ سوى عدد قليل من السفن الأميركية العاملة  في صيد الأسماك في شرق المحيط الهادئ نتيجة التحريمات التي نص عليها قانون حماية الثدييات البحرية حول تطويق الدلافين. لكن استمر تزايد المشاركة الأجنبية في صيد الأسماك.

وفي خريف عام 1992، وقّع مندوبو الدول التي كانت سفنها تصيد سمك التونة في شرق المحيط الهادئ على معاهدة لاجولا التي فرضت حدوداً سنوية اختيارية على عدد الدلافين التي يمكن أن تقتل بصورة عرضية وخفضت هذه الحدود في كل سنة على مدى سبع سنوات بهدف الإلغاء الكامل لقتل الدلافين. وضع هذا الميثاق البرنامج الدولي الاختياري للمحافظة على الدلافين.

وفي عام 1995 تفاوضت كل من الولايات المتحدة، بيليز، كولومبيا، كوستاريكا، الإكوادور، فرنسا، هندوراس، المكسيك، بنما وأسبانيا حول إعلان بنما الذي وضع حدوداً محافظة سنوية لقتل الدلافين وساعد في تخفيض أعداد الدلافين الملتقطة عرضياً في مناطق الصيد التجارية التي تتبع إدارة سليمة للنظام الإيكولوجي.

في شباط/فبراير 1998 تفاوضت البلدان المشاركة في البرنامج الاختياري بشأن اتفاقية البرنامج الدولي للمحافظة على الدلافين التي شكلت معاهدة ملزمة، ومنذ أن دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في شباط/فبراير 1999 تم تعديلها لتعكس أعمال الدول الأعضاء الهادفة إلى تحسين تطبيق الميثاق. شملت الدول التي صادقت على الاتفاقية كل من كوستاريكا، الإكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هندوراس، المكسيك، نيكاراغوا، بنما، بيرو، الولايات المتحدة، فانواتو، وفنزويلا. بالإضافة إلى ذلك، تطبق بوليفيا، وكولومبيا والاتحاد الأوروبي هذه الاتفاقية بصورة مؤقتة.

تشمل حمايات قانونية أخرى للدلافين معاهدة التجارة الدولية بالأنواع المعرّضة للانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES) التي تحمي كافة أنواع الدلافين، والقانون الأميركي لحماية الأنواع المعرّضة للانقراض الذي تندرج تحته دلافين نهر الصين ودلفين نهر الهندوس كنوعين معرضين للانقراض.

قال الرئيس بيل كلينتون في عام 1997 عند توقيع القانون الأميركي الذي صادق على البرنامج الدولي للمحافظة على الدلافين، "إن حماية الدلافين في الجزء الاستوائي الشرقي من المحيط الهادئ كانت تشكل منذ فترة طويلة أولوية عالية للولايات المتحدة." وقال إن تقوية البرنامج الدولي للمحافظة على الدلافين يشكل نصراً رئيسياً للجهود الدولية لحماية الدلافين.

انظر أيضاً " قانون حماية البيئة الأميركي يساعد في إنقاذ كائنات البيئة الطبيعية من الانقراض."

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 828 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2011 بواسطة leloi

ساحة النقاش

maha karamallah

leloi
ماجستير فى العلاقات الدولية - كلية الحقوق جامعة عين شمس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

170,260