وجود آخر....
*********
كانت طعنتك أجمل ما تلقيته منك....كطعنة قصيدة تباغتني في أجمل اغفاءة....ترجني من فراشي مبتلا بعرق الحروف...نحو قلم لم يأنس وحدته منذ أن وضعته تحت المخدة الكئيبة....فالمخدة تؤرقني كلما دسست تحتها قلما...كأنها تحتج علي بلغتها الموغلة في الخصوصية...وتطرد بطريقة غريبة من ذهني هناءة النوم...كلما لامسني صوتك سرت في حشاشتي أحاسيس مجهولة ....ربما هي فيض عشق..أو فائض اشتياق....احتمالات الحب عديدة...واحتمالات احواله أكثر تعددا.....صوتك ينتشلني من مأزق الوجود ..كما تنتشلني القصيدة من مأزق السؤال.....فبرهة الكتابة غيبوبة تترنح من ثمالة الايغال في وجه الحروف....تلك اللحظة فقط هي أقصر لحظات حياتي..و أجملها....رغم توقي العارم للمكوث فيها مكوثا تصوفيا يسمونه حلولا وأسميه نكسة...لأنهم يحلون للأبد في محبو بهم ..اما أنا فأنتكس حالما تنتهي حالة الكتابة...لأعود توا لمعاشرة قدر الكآبة كتجريد لا روح فيه...منزوع منه ريش المتعة ......فعندما تباغتينني ...احس بالاضافة...أحس بطعم الحياة ...وأن وجودي له معنى في وجود آخر...له صدى...فالصدى علامة واحالة على شيئ كائن في مكان ما....لا يهم تعيين الأمكنة ..فنحن لانشتغل في وكالة عقارية...بل نحاول ان نثبت وجودا من نوع آخر...لايعرفه الا من توسد الحرف وحلم بالمعنى ...واستفاق على حب جديد أو على قصيدة جديدة.
ساحة النقاش