وداعا....
*****
وداعا....
خنجر يقطع شريان الحب ،
لينشئ مملكة تبيع الضياع..
أنا لا أستطيع ان أقول :
وداعا....
قد أرحل عنك ،
ولا أعود للأمكنة التي كنا نلتقي قيها ،
أو نمشي قربها ،
ولن أشم ثانية وردتنا الأثيرة ..
وأستبدلها بزهر البرتقال ،
أو أشم نعناعا..
ثقيلة في لساني تلك الكلمة ،
قد أخلع ضرسا ولا أقولها ،
فهي جريمة قتل ،
في حق ذكريات ،
تعيدني الى زمن الرضاعة ،
ذكريات كحليب ثدي ،
يلعب بجريانه طفل ،
يرى وجه أم ،
يركبه جناحا ...أو شراعا
قد أسافر الف سنة،
من أقصى الحجر الى أقصى الحجر،
وأغوص في الأمكنة،
و يمل مني السفر،
لكنك تبقين ابدا في ذهني ،
تحطمين افكاري ،
وفي قلبي ...تكسرين عظمته ،
وتستبدلين القناعا .
أنا من الناس القليلين الذين ،
اذا أحبوا....
قبلوا التحدي وعايشوا الخيانة والخداعا ،
و استضافوا في أعينهم ،
مشاعل الغدر،
وقشروا جلد التفاهة ،
وروضوا الصراعا ،
لأني مؤمن بديمقراطية الحب ،
لأني أعرف حقا ،
أن أغلب الناس ،
قلبهم أرخص من أي بضاعة ،
وأن كلمة" حب" في قاموسهم ،
ك"حبة "قمح ،
في السوق تباع مشاعا .
ورغم كل هذا ....
فقد ترسخت في جذور ايماني ،
أجمل قناعة..
في كل انسان خرم أبيض ،
اذا سامحناه ازداد اتساعا ،
وأن الحب نصيب ،
أو ورقة يانصيب ،
اذا حصلت عليها ،
ملكت الشمسي ،
وصرت شعاعا .
8--6--11
ساحة النقاش