تـكـنـولوجـيا التـعـلـيم والـمـعـلومـات

الـدكـتـور/ خــالــد فــرجــون

الدراسة الرابعة

edit

الدراسة الرابعة  قدمت إلى : المؤتمر العلمي السنوي الحادي عشر لكلية التربية جامعة حلوان " الجودة الشاملة في إعداد المعلم بالوطن العربي لألفية جديدة 12 –13 مارس 2003" بجمهورية مصر العربية.

 

واقع الإفادة من تكنولوجيا التعليم بجامعة حلوان " دراسة مسحية "

 

      إذا كنا بحاجة إلى نهضة تعيد إلى الجامعة رونقها وقيمتها، يجب أن نبدأ من داخلها، حيث لا آمل لملاحقة الدول المتقدمة إلا بتقديم تعليم متميز يتواءم مع متطلبات العصر الحالي، تعليم قادر على تخريج طالب ذات مواصفات تتماشى مع عصر ثورة المعلومات مما يساعد على تحقيق الجودة الشاملة Total quality  في العملية التعليمية.

     وتماشيا مع الخطة الحالية للدولة لتطوير الجامعة وتحديثها، والتطوير المستمر في هياكلها والياتها من خلال تغيير شامل في عناصر النظام التعليمي، بدءاً من تغيير دور المعلم Teacher إلى مًيسـرFacilitator  باعتباره مصمم لبيئة التعلم ومشخص لمستويات طلابه، وواصف لما يناسبهم من وسائط تعليمية، ومتابع لتقدمهم، ومرشد وموجه لتحقيق الأهداف التعليمية وفق معايير الجودة التعليمية الشاملة. ومع انتشار المستحدثات المتمثلة في مفهوم الرقمية؛ والشبكات العالمية ونظم الوسـائط المتعددة ودخول الكمبيوتر في كافة المجالات التعليمية ، والتي لم توضع محل بحث وتقويم في كافة الدراسات السابقة ، ومع عدم توفر دراسة تقويمية تناولت واقع الإفادة من تكنولوجيا التعليم داخل جامعة حلوان في الوقت الحالي رغم التأثير الواضح في السنوات العشر الأخيرة لأهداف المناهج الجامعية في ظل عصر المعلومات في مختلف التخصصات وتنوع أنشطتها وأساليب تقويمها، ومع تعدد قنوات المعرفة وخاصا شبكة الإنترنت، وتمركز الممارسات التعليمية حول فردية المتعلم، وزيادة حريته في اختيار الموقف التعليمي ، ومع انتشار التعليم من بعد ودعوة الجامعة لوجوده والدولة لانتشاره، ومع تأثر معايير الجودة التعليمية بضرورة الأخذ بالمستحدثات، واعتبار الإتقان Mastery هو المعيار الأول لكافة النظم التعليمية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص ، اصبح دراسة "واقــع الإفــادة مـن تــكـنـولـوجـيا التـعـليـم" في بداية الألفية الثالثة ضرورة ملحة، بل واصبح التعرف على مدى إلمام المعلم الجامعي بكل ما هو مستحدث من أجهزة ومواد وطرق تدريس والسعي لتقويمه خطوة هامة نحو تطوير جامعتنا.

 

      وتعتبر جـامعة حـلـوان - والتي جاءت أهداف نشأتها علي تـعـلـيـم ونشــر التكنولوجيا ومتابعة التطور والمشاركة في إحداثه ، والتي أنشأت له أول قسم علمي لتكنولوجيا التعليم في الدول العربية - اقرب الجامعات لدراسة واقع إفادتها من استخدام هذه التكنولوجيا ، بدء من أعضاء هيئة التدريس والعاملين واستخدام الوسائط التعليمية والأساليب التدريسية حتى المباني وقاعات الدراسية .  وبناء على ذلك حاولت الدراسة بالتحديد الإجابة على التساؤلات التالية:

1-  ما مدى توفر الأجهزة والمواد التعليمية في كليات الجامعة ؟

2-  ما مدى استخدام الأجهزة والمواد التعليمية في كليات الجامعة ؟

3-  ما مدى توفر الفنيين في مجال الوسائط التعليمية ؟ 

4-  ما المعوقات والمشكلات التي تعوق استخدام تكنولوجيا التعليم داخل الجامعة ؟

5-  ما اتجاهات أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم نحو استخدام تكنولوجيا التعليم داخل الجامعة ؟

6-  ما نوعية أساليب التعليم الجديدة والمستحدثات التي يرغب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم إدخالها في العملية التعليمية في الجامعة ؟

 

     للإجابة على هذه التساؤلات اعتمد الباحث في البداية على دراسة الواقع الفعلي حيث تم تصميم أدوات الدراسة على محورين : المحور الأول اهتم بالجانب الكمي من خلال حصر لأعداد الأجهزة والمواد ومرات استخدام أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم لهذه الوسائط، وكذلك حصر لأعداد الفنيين المختصين بالوسائط التعليمية، وقد خصص لهذا المحور خمس استمارات ، والمحور الثاني خاص بالجانب الكيفي المتعلق بالمعوقات والمشكلات والآراء والاتجاهات حول استخدام الأجهزة والمواد التعليمية والحلول المقترحة لتطويرها، وقد خصص له أربع استبانات ، وبعد التأكد من موثوقية أدوات الدراسة تم توزيع الإستبانات على 559 من أعضاء هيئة التدريس والمدرسين المساعدين والمعيدين أثناء انعقاد دورة أعداد المعلم الجامعي بكلية التربية داخل الحرم الجامعي في شهر مايو عام 2002 وكذلك أثناء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني لنفس العام ، في حين تم استرجاع 446 استبيانا منهم 244 من أعضاء هيئة التدريس و202 من المعيدين والمدرسين المساعدين .

     استخدمت مجموعة من المعالجات الإحصائية بهدف تحليل البيانات والمعلومات المستخلصة من الاستمارات المسحية التي حدد فيها أعداد الأجهزة والمواد ومرات استخدامها والاستبانات التي تمت الإجابة عليها من قبل أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وهذه الأساليب هي: التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية.

 

وقد أسفرت النتائج بصفة عامة عن:

1-  ضرورة الاهتمام باستخدام تكنولوجيا التعليم وخاصا المواد والأجهزة ونوعيات أساليب التدريس الحديثة مثل التعليم من بعد، والأخذ بالوسائط الإلكترونية والمتعددة ، بعد أن تبين من آراء أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم انهم مقتصرون في تدريسهم على أسلوب المحاضرة والكتاب الجامعي، لعدم إلمامهم بالأساليب التدريسية الحديثة.

2-  أهمية التقييم المستمر لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم لحثهم على استخدام الأساليب والوسائط التعليمية الحديثة وتشجيعهم على التعامل مع المستحدثات في تخصصاتهم.

3-  تخصيص فرع لمركز تكنولوجيا التعليم داخل كل كلية يشتمل علي مركز للاتصال بشبكة إنترنت مع توفير الإمكانية لاستعارة الأجهزة والمواد التعليمية، مع وضع شروط لذلك.

4-  تزويد مركز تكنولوجيا التعليم بمتخصصين مع تدريبهم المستمر في مجال الوسائط التعليمية ومصادر التعلم وإداراتها والبحث في تطوير خدماتها في مختلف الجوانب لتيسير مهمة أعضاء هيئة التدريس .

5-  تزويد الجامعة ببرامج التدريب والتعليم ونشر المعلومات عن تكنولوجيا التعليم وخاصا ما يتعلق بالوسائط التعليمية والأجهزة ونظم الاتصال التعليمية وأساليب استخدامها ونتائج البحوث العلمية عنها.

6-  الاهتمام بتقليل أعداد الطلاب وتقسيمهم إلي مجموعات صغيرة، مع نشر محتوى المحاضرات علي شبكة الإنترنت ، والأخذ بنظام التعلم المفتوح، والتعليم من بعد من جهة أخرى.

7-  توزيع نشرات تثقيفية لكل عضو هيئة تدريس توضح فائدة الوسائط التعليمية وكيفية التعامل معها، علاوة على كيفية الحصول عليها، ومكان الاستعارة وشروطها، دون أي تعقيدات إدارية.

8-  عقد دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم مصاحبة لدورة إعداد المعلم الجامعي الحالية، وأن تكون بصفة مستمرة بهدف تدريبهم على المستحدثات كالتعامل علي شبكة الإنترنت واستخدام الأجهزة الحديثة، وإنتاج المواد التعليمية البسيطة، مع توفير المواد والخامات اللازمة لذلك ، وان تهتم هذه الدورات بجدوى العمل بتكنولوجيا التعليم .

9-  رصد ميزانية أكبر للوسائط غير المطبوعة داخل مكتبة الجامعة وربطها بالكليات وتدعيمهم بشبكة الإنترنت ، بالإضافة إلى توزيع نشرات لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والطلاب للاتصال بموقع الجامعة علي الشبكة لتسهيل دورها في الإعلام عن كافة الخدمات، مع استقبال استفسارات المستفيدين عن طريق البريد الإلكتروني.

10-     توفير المستلزمات من شاشات للعرض ووصلات كهربائية وتوزيعها في أماكن مناسبة وتوفير أماكن لمصادر الكهرباء، ومناضد لوضع الأجهزة داخل قاعات التدريس مع تهيئة مكان الدراسة لوضع الجهاز التعليمي بطريقة آمنة .

11-          دعم الجامعة للخدمات الطلابية وإنشاء مركز خاص لتعليم اللغات لمساعدة الطلاب والأساتذة علي

        مواجهة تحديات العصر.

12-         الاهتمام بانتهاء الجداول الدراسية قبل بدء الفصل الدراسي للاستقرار الأكاديمي، مع تقليل أعباء التدريس لهيئة التدريس ومعاونيهم، وزيادة مرتباتهم حتى يمكنهم متابعة المستحدثات.

13-          تقليل الأعباء الدراسية على الطالب لإتاحة الفرصة له للتعامل مع كافة المستحدثات كالكمبيوتر وشبكة الإنترنت بهدف تنمية جوانب البحث والتقصي والابتكار لديهم.

 

 

 

لا يوجد

أ.د.خـالـد محـمد فـرجـون

khaledfargoun
اســتاذ تـكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ (حاليا) - رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وقائم بعمادة كلية التربية بجامعة حلوان (سابقا) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

167,700