أرسلت (ر) إلى افتح قلبك تقول: أنا عمرى 23 عاما ، طالبة فى آخر سنة كلية طب، اتعرفت من فترة على شاب محترم جدا وطيب، هو خريج تجارة وبيشتغل فى مكان كويس أوى، قطاع خاص، مع الوقت اكتشفت أن الشاب ده حنين جدا وبيحبنى جدا جدا، وأنا كمان حسيت أنى بقيت ميالة له وببادله نفس الشعور، وحاسة أنه صعب أعيش من غيرة بعد كده.
هو حالته المادية متوسطة، وعنده شوية مشاكل فى حياتة الاجتماعية، قالى عليها من البداية مع أنه كان ممكن ماعرفش عنها أى حاجة، ودى حاجة أنا احترمتها فيه، واتأكدت منها أنه عايز نرتبط على نور من البداية، كلمت بابا وماما عنه، وكانت إجابتهم الرفض، الأول عشان بيشتغل فى قطاع خاص، وده طبعا شغل غير ثابت وغير مضمون، وبابا عايز يكون عندة شغل ثابت، وبعد كدة اتضح لى السبب الرئيسى لما ماما قالت لى ليه ترتبطى بواحد خريج تجارة وانتى هاتبقى دكتوره؟ ليه تربطى حياتك بواحد (فاشل) زى ده؟ إحنا منتظرين أنك تتجوزى واحد دكتور زيك أو مهندس أو واحد شهادتة تشرف!!!
فى البداية كنت شايفة كلامهم غريب جدا، ومكنتش حاسة له بأى معنى، لكن مع كتر (الزن) ابتديت أخاف فعلا أنى أندم بعد ما اتجوزه، لأنى لو عملت كدة ساعتها هاكون باتحدى بابا وماما والعائلة كلها، إلىّ منتظرين منى انى أتجوز واحد متميز علميا أو مهنيا أو ماديا على الأقل، محتارة جدا ومش عارفة أرد علية أقوله إيه؟ هو لسة ماتقدمش رسمى ومش عارفة أخليه ييجى يقابل بابا ولا لأ؟ أنتى رأيك اية يا دكتوره؟
وأرسل (.....) أيضا يقول:
أنا شاب عمرى 31 سنة، اتعرفت على فتاة أصغر منى بعشر سنين من حوالى سنه، وجدت فيها كل ما كنت أحلم بيه فى شريكة حياتى، وهى كمان لقت فيا الراجل إللى بتتمناه، اتقدمت لها بشكل رسمى، وقوبلت بالرفض الشديد، أولا لأن الفرق بيننا عشرة سنين، وثانيا وللعجب لأنها دكتورة وأنا خريج كلية نظرية، مع العلم أنى أعمل بالخارج وحالتى المادية ميسورة والحمد لله، وباستطاعتى أن أعيشها فى مستوى أحسن من أى دكتور.
طبعا اتصدمت بعدها، وأهلى صمموا أنى أخطب واحدة تانيه، لأن سنى كبر ولأنى بانزل أجازة مصر كل سنة، ومفيش فرص للتعرف على بنات فى مكان عملى، فوافقت وخطبت فعلا عروسة من اختيار أهى، لكنى فسخت الخطوبة بعدها بثلاثة شهور فقط، لأنه مكنش فى أى حاجة بينا ينفع نكمل عشانها، ولأنى وبصراحة لسة باحب الفتاة الأولانية، وهى كمان أكدت لى أنها لسة عايزانى.
دلوقتى أنا بفكر أرجع أتقدم لها تانى، محبط جدا، وخايف من الرفض مرة تانية، ومتعجب جدا من الأهل إلى بيتعاملوا مع بنتهم على انها صفقة لازم يطلعوا من وراها بأكبر مكسب، تفتكرى حضرتك أعمل ايه؟
وإليكما أقول:
يوم بعد يوم باكتشف أن الانسان مهما اتعلم واتطور بيفضل أسير بعض المعتقدات (البالية) إلى زرعها المجتمع فية رغما عن أنفه، الدكتورة لازم يتجوزها دكتور، والمهندسة حتما ولا بد تتجوز باشمهندس، وخريج مش عارف ايه مايحلمش بأكتر من مادرك إيه.. سبحان الله، ولا كأننا عايشين من خمسين سنة فاتوا.
ولا كأن فى دلوقتى رجال أعمال وناس ناجحة كتير تعليمهم كان متواضع، ولا كأن فى دلوقتى دكاترة ومهندسين وماعرفش إيه عاطلين ومش لاقيين شغل، ولا كأن فى آلاف البنى آدمين إلى بيشتغلوا فى غير مجال دراستهم لأن سوق العمل عايز كده.. الدنيا اتغيرت، والتفوق والنجاح فيها دلوقتى لا يقاس بالشهادات ولا بالقمة أو غير قمه، النجاح والتميز دلوقتى بيقاس بالإنجاز وبالقدرة على جعل لك دور وقيمة فى هذة الحياة.
ثم مين قال أن خريج التجارة (فاشل)؟ أمال مين إلى بيشغل البنوك والشركات الكبيره؟ وبيقوم البورصة ويقعدها؟ ويتحكم فى اقتصاد بلاد بحالها؟ دة خريج التجارة دة بالذات تشغلية فى أى مكان يشتغل ويسد، عكس تخصصات تانية كتير.
ثم مين قال إن الأرزاق بتتوزع بالشهادات؟ أو بمعنى اصح على حسب مجموع الثانوية العامه؟ ولا حتى انها هاتكون ثابتة ومضمونة مع الحكومة بس ومش مع غيرها؟ مفيش حاجة فى الدنيا مضمونه، دة حتى الريس نفسة اتشال.. يبقى تقولى لى موظف الحكومة مش ممكن يقعد فى بيتهم فى أى وقت؟ ثم أن موظف الحكومة دة بيقبض كام أساسا عشان الناس مايعجبهاش القطاع الخاص؟ وهو الواحد لو موظف حكومة وعايش على مرتبة بس كان ممكن يفكر يتجوز أصلا؟
وبعيدا عن كل هذا من يضمن لنا أن الحب والتفاهم والألفة وكل هذه المشاعر الحلوة ستتواجد بمجرد توافق (الشهادات)؟ أليس من الممكن أن تتزوج الدكتورة الدكتور _ إلى بتتفاخر بشغلة أمام الناس _ وبعد كدة عيشتهم تبقى خناق فى نكد فى سوء تفاهم؟ مش ممكن تطلع فية طباع سيئة لا تحتمل؟ مش ممكن يسئ معاملتها ولا يحترمها؟ فين الضمان أن الجوازة دى هاتكون سعيدة وموفقة لمجرد أن الاتنين دكاتره؟!
يا عزيزتى الدكتورة (ر) هاحكيلك حكاية أنا عشتها شخصيا، كان فى بنت لطيفة جدا وجميلة جدا وشخصية لذيذة أوى معانا فى دفعتنا _ كلية الصيدلة _ البنت دى اتخطبت لواحد دكتور كان أكبر مننا بكذا دفعه، وفى يوم كنا بنتفرج على صورالخطوبة فى الكلية وكلنا ملمومين حولين العروسة وبنبارك لها، فإذا بواحدة زميلتنا لكن كانت من دفعة العريس بتقول لى على جنب كده: بتباركوا لها على إيه؟ دة كان أكتر واحد عينية زايغة فى الدفعه؟ ده بكرة يطلع عينها! الحقيقة أنا معرفش إذا كانوا كملوا مع بعض ولا لأ، وإذا كان طلع عينها فعلا ولا هى نفدت بجلدها بدرى بدرى، لكن كل إللى فكرت فية ساعتها أنه أهو دكتورة واتجوزت دكتور، لا تعرفة ولا يعرفها، ولم تهتم إلا بأنة دكتوووووووور ملو العين، كانت إية النتيجه؟
أنا لا هاقولك اتجوزى فلان أو غيره، كل إلى عايزة اقوله أن الحياة الزوجية أطول وأعمق وأهم من أن إحنا نقيمها بالنظرة الضيقة دى، مهنة الزوج ومستواة المادى شىء مهم محدش ينكر، لكن مش هى المعيار الوحيد إللى عشانة أرفض بنى آدم أو أقبله، العريس لما بيتقدم لازم يتقيم كله على بعضه، وطبعا وبكل تأكيد لما بيكون فى مشاعر متبادلة ده بيرجح كفتة كتير.
لكن بينى وبينك كدة أنا حاسة من كلامك انك مش بتحبيه بجد، يمكن هو بيحبك فأنتى قررتى تبادلية الاهتمام، لكن لو أنتى كنتى عايزاة بجد، مش هاتتصورى الحياة بدونة أو مع واحد غيره، ومكنتيش هاتفكرى فى أنك ممكن تندمى فى يوم من الأيام على ارتباطك بية لمجرد أنه مش دكتور، حتى لو عائلتك وأهلك كلهم قالوا لك غير كده، نصيحتى ليكى عيدى التفكير من تانى، لكن خليكى أمينة مع نفسك، إنتى عايزة الشخص دة ولا لأ؟ وحاسة أنك هاتكونى سعيدة معاة ولا لأ؟ وساعتها خدى القرار بقلب جامد أيا كان هذا القرار.
أما عن صاحب الرسالة الثانية:
أنا عارفة أنة شعور محبط ومحرج إنك تترفض من حد وترجع تتقدم لة تانى، ومقدرة خوفك وترددك، لكن مالهاش حل تانى، أنت أعمل إلى عليك وأثبت جديتك وتمسكك بالبنت وروح اطلبها تانى من أهلها، وساعتها هاتبقى الكورة فى ملعب البنت نفسها، يا أما كانت متمسكة بيك فعلا وهاتقدر تقنع أهلها حتى ولو بعد وقت، يا أما الموضوع مانفعش، وساعتها تقدر تصرف نظر عن الموضوع كلة وأنت ضميرك مرتاح، لأنك حاولت بدل المرة اتنين لكن مفيش نصيب، ووقتها تقدر تبدأ حياتك من أول وجديد وتدور على نصك التانى لكن بجد المرة دى، لأنك المرة إلى فاتت كنت بتخطب وأنت لسة قلبك وعقلك مع واحدة تانية.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: [email protected]