لأنها تكره المواجهة، وتحب تجنب المشاكل فقد وجدت  في شخصيتي »نسرين« و»شرويت« تعويضا لها  عن الصفات التي تفتقدها، وتري عبير صبري أن شخصيتي نسرين وشرويت اللتين قدمتهما في مسلسلي »مع سبق الإصرار« و»باب الخلق« يشبعان رغباتها الفنية والشخصية علي حد سواء.
عبير كشفت عن كواليس مشهد السيارة الجرئ الذي قامت بتقديمه في مسلسل »مع سبق الإصرار« كما تتحدث عن لقائها بالفنان محمود عبدالعزيز.
تؤكد عبير صبري إنها سعيدة بردود الفعل الإيجابية التي تلقتها عن دوريها في مسلسلي »مع سبق الإصرار« و»باب الخلق« واللتان تقدمهما مع نجوم كبار سواء مع محمود عبدالعزيز أو مع غادة عبدالرازق التي تجمع بينهما صداقة حميمة.
وتضيف عبير صبري: رغم تأجيل عدد من المسلسلات التي قمت بتصويرها هذا العام منها »أشجار النار« و»الخفافيش« إلا أنني سعيدة بما حققته من نجاح في مسلسل »مع سبق الإصرار« وتقديم دور جديد وكذلك التعليقات التي تلقتها عن دورها كضيف شرف في مسلسل »باب الخلق«.
< سألتها :من الوهلة الأولي شعرت  أن شخصية نسرين في »مع سبق الإصرار« تعاني العديد من التناقضات في حياتها فكيف تعاملت معها؟!
< أتصور أن كل شخصية بداخلها تناقضات عديدة سواء كانت سلبية أو إيجابية وهذا موجود في الواقع، فكل شخصية تحمل في جوانبها الخير والشر، ولكن بدرجات متفاوتة ولأن نسرين متفوقة في حياتها العملية فتجد لديها الطموح بأن تصبح من الشخصيات المرموقة وتسبب هذا الطموح المضر في إفساد حياتها الأسرية ونتج عنه طلاقها من زوجها »وكيل النيابة« رغم وجود طفلة بينهما، فطليقها علي النقيض تماماً من شخصيتها وهو الأمر الذي يدفعها للخوض في علاقة حبأخري بعد طلاقها حيث تراها من وجهة نظرها تحقق لها طموحها.
< البعض عاب علي جرأة الشخصية في بعض المشاهد والبعض الآخر قال إنه تم تنفيذها بشكل جيد.. هل شعرت بالقلق من الانتقادات؟
< لم أتخوف أو أقلق من هذا الأمر، خاصة أنني أقدم شخصية واقعية ونشاهدها في الحياة، خاصة أسلوبها في الحديث وتصرفاتها التي تتسم بالجرأة في بعض الأحيان، كما أن جرأتها في ارتداء الملابس هو نوع من الأناقة لأنها فتاة جميلة وجذابة، أما عن المشاهد الجريئة فلم يكن هناك سوي
مشهدالسيارة الذي يجمع بينها وبين »جوهر« رجل الأعمال الذي يقع في حبها فقد تم تقديمه بشكل جيد وبعيد تماماً عن المبالغة أو الإثارة.
< ولكنك رفضت من قبل تقديم المشاهد الجريئة وكان آخرها مشهد غرفة النوم في فيلم »حفلة منتصف الليل« والذي أثار جدلاً واسعاً كونك استعنتم فيه بدوبليرة.. فما تعليقك علي ذلك؟
< أري أن الموقف هنا مختلف تماماً، خاصة أن مشهد السيارة تم تصويره بشكل »شيك« وبدون أي إثارة أو مبالغة كما قلت، كما أنه لم يثر استياء البعض هذا بعكس مشهد »غرفة النوم« في فيلم حفلة منتصف الليل الذي لم يعرض حتي الآن فإنه مشهد مهم ومؤثر في الأحداث ولم أستطع تصويره لأنني أراه جريئاً الي حد بعيد وهو الأمر الذي لم أستطع فعله فاتفقت مع المخرج محمود كامل أن يستعين بدوبليرة للقيام بالمشهد.
< نلاحظ من خلال تعاملها مع طليقها أنها تتعامل بأسلوب غير متحضر في الوقت الذي تظهر فيه كمحامية راقية في أسلوبها وتعاملاتها.. فما رأيك في ذلك؟
< أري أن المحامين بحكم تعاملهم مع المجرمين والخارجين عن القانون يتحدثون معهم بنفس لغتهم المتدنية وبالتالي فإن نسرين تتعامل مع هذه الفئة من الناس، وبالتالي  لابد أن تتحدث بنفس لغتهم بما فيها من ألفاظ متدنية وبذيئة، ورغم أن طليقها وكيل نيابة إلا أنها تتعامل معه بنفس المنطق لأنه يمثل بالنسبة لها فترة قاسية في حياتها الزوجية، كما أنها تحاول أن تنتقم منه بسبب ما حدث لصديقتها »غادة« أو »فريدة« وهذا ظهر في مشهد اتهام فريدة بتهمة الرشوة وكان طليق نسرين يحقق معها ويأمر بحبسها وهو الأمر الذي ترفضه نسرين جملة وتفصيلاً، فتقرر أن تواجه طليقها وتهدده، وبالفعل تهاجمه بسيل من الألفاظ والشتائم الخارجة حتي يفرج عن صديقتها فريدة.
< من خلال شخصية نسرين التي تحارب من أجل الحصول علي حقوقها.. فماذا عن عبير صبري؟
< أنا لا أحب الحرب لأنني شخص أتجنب »المشاكل بالمشوار« وإذا طلب أن أواجه فإن هذا لن يتحقق وفي حقيقة الأمر صوتي ضعيف وأترك مثل هذه الأمور للجنس الآخر لأنني أؤمن بفكرة التخصص، فأنا أتحطم وليس العكس.
< نفهم من ذلك أنك لن تدافعين عن حقوقك؟
< هذا صحيح، فأنا أتسبب في فقدان الكثير من حقوقي الشخصية، ولكن بالنسبة لحقوقي الفنية فأحاول الحصول عليها وإن كنت لا أستطيع تحقيقها لأنني أؤمن في النهاية بأن حقوقي سأحصل عليها بمساعدة الخالق مهما طال العمر.
< نشاهد نسرين في حالة انفعال وعصبية أغلب الوقت.. فمتي تنفعل عبير صبري؟
< أنا لا أنفعل وأميل أكثر للهدوء لدرجة جعلت شقيقتي المذيعة مروة صبري تقول لي »قومي انفعلي ولا تقفي مثل المسمار« أما عن نسرين فانفعالها نابع من مواقف معينة تتعرض لها علي سبيل المثال عندما يجمعها لقاء بطليقها الذي تراه عاملا مؤثرا في الوقوف ضد رغباتها وطموحها وبالتالي ينتابها حالة من العصبية الشديدة عندما تتحدث معه.
< تري نسرين أن الزواج مشروع اجتماعي فاشل خاصة بعد صدمتها في زواجها من وكيل النيابة وطلاقها منه فكيف تري عبير صبري هذا الأمر؟!
- إنني أنظر للزواج برؤية مختلفة عن نسرين فإنه يعني الاستقرار والسكينة والحب والمودة وأن يكون هناك شخص بجوارك يشعرك بالأمان والاطمئنان فأري أن الزواج مشروع اجتماعي ناجح في حالة أن تحسن الاختيار.
< طالما أنك ترين  أن الزواج يعني الأمان فلماذا لا تقدمين علي هذه الخطوة؟!
< هذه الخطوة لم تأت بعد وفي انتظارها لأن بالتأكيد ليس هناك شخص عاقل يبحث لنفسه عن التعب.
< رغم حبها الظاهر لفريدة صديقتها إلا أنها طوال الوقت في حالة »غيرة« وتريد أن تكون مثلها في كل شيء ألا تتفقين معي في ذلك؟
< اتفق معك في هذا الأمر فإنها تحاول أن تصبح نسخة كربونية من فريدة ولكن هناك فرق كبير بين أن تصبح مثلها وأن تقلدها فتعد هذه الصفة ضمن التناقضات التي تعيش معها نسرين فهي تضع أمام عينها نجاح فريدة وبالتالي فهي تبحث عن النجاح مثلها وهي متأثرة بها ورغم أنها تستطيع أن يكون لها مكتب خاص إلا أنها تخشي الفشل وفي نفس الوقت تريد أن تكون بجوار صديقتها.
< في بداية الأحداث تجمع بين فريدة ونسرين صداقة حميمة ولكن بعد فترة نكتشف أنها صداقة زائفة وتسبب نسرين العديد من المشاكل لفريدة بهدف الانتقام منها.. فهل تعرضت عبير صبري لنفس هذا الموقف؟
< تعرضت له مرتين وخدعت في أقرب صديقتين بالنسبة لي وهما بالمناسبة من خارج الوسط الفني.
< وماذا عن رد فعلك تجاه هذه الصداقة الزائفة؟
< بحرقة شديدة قالت ندمت أشد الندم وحزنت كثيراً لأنني كنت أعتقد أنهما يبادلاني نفس الحب والصداقة الحميمة وكان رد الفعل الطبيعي تجاه هذه الصداقة الزائفة هي قطع العلاقة تماماً لأنني لا أستطيع أن أتعامل معهما مرة أخري.
< أشعر من خلال حديثك أنك تألمت من هذه الصداقة.. فماذا عن الجانب الآخر ألم تقابلين صداقات حقيقية؟
< أنا شخصية لا تشعر بالأمان مطلقاً بسبب كثرة الصدمات التي أتلقاها من الناس، والنابع أيضاً من عدم وجود شخص يساندني في الحياة ويشعرني بالأمان والاطمئنان ورغم ذلك من المؤكد أن هناك في الدنيا الخير مثلما يوجد الشر، وأتصور أن صداقاتي في الوقت الحالي جيدة إلي حد ما.
< تعشق نسرين المغامرة بدليل أنها غامرت باسمها عندما أقامت علاقة غير شرعية مع »جوهر« أو رجل الأعمال وغامرت من أجل الانتقام من فريدة وإذلالها بالتعاون مع زياد »ماجد المصري«.. فهل تعشقين المغامرة؟!
< أعشق المغامرة في حياتي العملية وأتصور أن أعمالي وأدواري التي أقدمها دليلاً علي ذلك، أما في حياتي الشخصية فإنني حذرة للغاية وأحسب كل خطواتي وإن كان هذا لا يمنع أن أتعرض للخداع بسهولة، رغم حذري الشديد أتصور أن ما أرغب في فعله مهما كانت درجة خطورته وأنه يثير جدلاً واسعاً فأقوم بتنفيذه والدليل علي ذلك القرارات التي أخذتها علي مدار تاريخي وأثارت جدلاً واسعاً.
< تردد أنك كنت مجبرة علي ارتداء حذاء كعب عالي طوال مدة التصوير؟
< تقاطعني عبير صبري ضاحكة: هذا صحيح والسبب في ذلك الطول الفارع لكل من غادة عبدالرازق وماجد المصري، فكنت مضطرة لارتداء حذاء كعب عالي حتي أكون علي نفس مستوي الطول، ولكن في نفس الوقت أرهقني كثيراً لذلك كنت أقوم بخلعه في الأوقات التي لا أقوم فيها بالتصوير وبسبب هذا الموقف نشبت حالة من الكوميدية لدرجة أنني قلت لهما أن أرتداء حذاء كعب عالي سبّب لي انزلاق غضروفي.
< البعض انتقد المسلسل علي الثراء الفاحش الذي ظهر من خلال الديكورات المبهرة سواء في المساكن أو المكاتب ويشبه إلي حد ما إبهار المسلسلات التركية ولكن هذا لا يمت للواقع بصلة.. فما رأيك في ذلك؟
< أري أن هذا الانتقاد نقطة تحسب لنا وليس العكس خاصة بعد ما نشاهده في المسلسلات التركية التي تتمتع بديكورات رائعة الجمال، وهم يهتمون بالصورة حتي يظهر الممثل بشكل جيد والعمل ككل، فإننا انتبهنا لهذا الأمر خاصة أن المسلسلات التركية احتلت مكانة جيدة عند المشاهدين وأصبحت تنافس بشكل كبير، الأمر الثاني  أتصور أن هذا مبني درامياً وأن كل شخصية ناجحة في حياتها العملية واستطاعت أن تصبح من الأثرياء حتي شخصية نسرين التي تعمل في مكتب فريدة فإنها تعيش بشكل جيد لأنها تلعب بالبيضة والحجر حتي تصل إلي المال، أما الأمر الأخير والذي أريد أن أؤكد عليه أن مصر بها العديد من المناظر الجميلة والتي يجب استغلالها بشكل جيد ونلقي الضوء عليها فكفانا قبح، وأتصور أنه عندما نظهر الجمال فإن هذا الأمر يسعد الجمهور ويدب فيه نوعاً من الأمل.
< ننتقل إلي مسلسل »باب الخلق« الذي تقدمين فيه دور »شرويت« وهو ضيف شرف.. فهل كانت مشاركتك كنوع من المجاملة؟
- لا لم أقصد المجاملة ولكن عندما طلب مني الفنان محمود عبدالعزيز أن أشارك في المسلسل من خلال اتصال هاتفي قال لي إن الأدوار النسائية ليست كبيرة وإن كنت أريد أن تشاركينا في هذا العمل في دور نجلة رئيس الحزب الوطني التي تتزوج من شقيق »محفوظ زلطة« فكان ردي »أنني موافقة لو أشارك في مشهد واحد وأنا الكسبانة«، فموافقتي لم تكن مجاملة ولكن نابعة من عشقي للفنان محمود عبدالعزيز وكنت أتمني أن أشارك في عمل من بطولته.
< ألا ترين أن شرويت في »باب الخلق« تشبه نسرين في »مع سبق الإصرار« خاصة في الشكل من حيث الأناقة والجمال؟
< اتفق معك علي أنهما يتمسان في الشكل من حيث الأناقة في الشكل والجمال وإظهار جميع إمكانياتهما، ولكن في الطباع الأمر مختلف لأن شرويت نجلة رئيس الحزب الوطني فتتمتع بالعديد من الصفات السلبية منها الغرور والتعامل مع الآخرين بنوع من الفوقية والتعالي والكبرياء ولكن علي مستوي المشاعر الإنسانية.. نسرين تتمتع بقدر من الحب ولديها مشاعر وأحاسيس بعكس شرويت.
< هل شعرت بالقلق أن يكرهك الجمهور كونك نجلة رئيس الحزب الوطني؟
< تضحك عبير وتقول بسخرية لم أقلق من هذا الأمر والدور به أبعاد جيدة خاصة أنها تظهر كفتاة منزوعة المشاعر والأحاسيس، لا تفكر إلا في نفسها وهو ما طلبه مني المخرج عادل أديب وقال لي أريد أن يشعر الجمهور بأنك تتعاملين مع الناس بنوع من الكبرياء والتعالي وهو ما نصحني به الفنان محمود عبدالعزيز.
< نسرين وشرويت شخصيتان مختلفتان عن شخصيتك الحقيقية ولكن تقديمك لهما هو نوع من إشباع الرغبات التي تفتقدين لها في الحقيقة.. ألا تتفقين معي؟
< أوافقك الرأي فإنني أقدم مثل هذه الشخصية كنوع من إشباع الرغبة خاصة أنني أفتقد لبعض الصفات الإيجابية التي تتمتع بها الشخصيتين مثل حب المواجهة والغوص في المشاكل وإيجاد حلول لها وعدم إهدار الحقوق سواء المادية أو الشخصية وحب المغامرة في الحياة الشخصية.
< قلت إن المسلسلات التركية تفوقت بسبب المناظر والصورة الرائعة التي تقدم.. فما رأيك فيما قامت به بخلق سوق جديد لها؟
< إنني أتابع جيداً المسلسلات التركية وشاهدت مسلسل »فاطمة« و»العشق الممنوع« وأري أن الدراما المصرية يمكن أن تستعيد مكانتها من خلال إظهار الجانب الإيجابي فإن الدراما التركية انتصرت من خلال الديكورات الجذابة والمناطق الخلابة والصورة الجيدة التي تظهر الممثل بشكل جيد، كما استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم موسم جديد وهو يدعو إلي أن نعيد التفكير في كل هذه الأمور وتحديداً مواسم العرض فليس من المنطقي أن نشاهد هذا الكم من المسلسلات ولابد من خلق موسم مستمر طوال السنة.