الثورة هزت اللغة السلطوية، تلك التي كنا نسخر منها بفعل الملل، لكن السخرية لم تعد كافية لنعيش وفق القواعد الصارمة لسلطة الكلام. كنّا في خانة اليك، كما لو أننا نهرول علي ظهر سلحفاة، بل نقوم بأكروبات فوق ظهرها، هكذا يمكننا أن نصف علاقتنا باللغة المهذبة، السلطوية، حيث كان التعبير أكبر من مساحة تلك اللغةالتعبير الخارج كان أكبر من اللغة..إذا استثنينا اللهجات المحلية، الكلمات غير المقبولة اجتماعيا، بالإضافة إلي ممنوعات ثابتة مثل الدين، الجنس، والسياسة، فما الذي سيبقي في قماش الكلام!؟قبل الثورة كنا نعيش في مستنقع راكد من الأحداث والتعابير والتعليقات، بشكل شبه دوري كنا نعيد إنتاج الكلام القديم، لكننا تحررنا من تلك الألسنة القديمة وفاجئتنا الثورة بلسان جديد.لو تأملنا أساليب اللغة الجديدة في الأغاني، كتابات الجدران، وحكم الجرافيتي، سنجد أن هناك إبداع لا يتوقف عند تكسير لغة الأخلاق المدعاة هذه، بل يطرح فهماً جديدا للكلمات، للتعبير بعيدا عن كهنوت معاجم المصطلحات اللغوية أو التركيبات المعدة مسبقا، حيث نشهد ولادة اللغة أمامنا وهي تتفجر وتتفاعل في الشبكات الإجتماعية لتحتوي التعبيرات الجديدة والتطورات السريعة لاستخدامات إنسان العصر الحديث، بما يتناسب مع ثورة التعبير التي نعيشها الآن..هكذا قفزنا من فوق ظهر السلحفاة، وتركنا القماشة القديمة لنسير خلف إبداعات جديدة في علم الكلام..هنا نطرح تساؤلات حول هذا الجديد علي ألسنتنا ومن حولنا ونرصد الصراع اللغوي مع كافة السلطات
.