مثلما تؤثر الإصابة بالشلل الدماغي على الطريقة التي يحرك بها الفرد ذراعيه ورجليه، فإنها تؤثر أيضاً على الطريقة التي يحرك بها فمه ورأسه عامة، وهو ما يجعل كلامه غير واضح بالإضافة إلي وجود صعوبات في القضم ـ المضغ ـ والبلع. وإذا قابل أحدنا على سبيل المثال فتاه لديها شلل دماغي فإنه سيلحظ أن كلامها بالكاد يمكن فهمه وأنها تبذل مجهود شاق لمجرد نطق بضع كلمات وهذا بسبب عدم قدرتها على تحريك شفتيها وفكيها ولسانها بنفس السرعة التي نقوم نحن بها بتحريك هذه الأعضاء أثناء الكلام، بالإضافة إلى مشكلات أخرى قد تعانى منها مثل عدم القدرة على التحكم في التنفس بما يسمح لصوتها أن يكون واضحاً. وجميع هذه المشكلات هي ما تؤدى إلى عدم قدرتها على التحدث بوضوح.
وسنعرض حالياً مثالا على كيفية إصدار أحد الأصوات بهدف مزيد من التوضيح لما يعانيه المصاب بالشلل الدماغي من صعوبات مرتبطة بالنطق، ففي حالة إصدار صوت الحرف (ج) على الفرد أن يثنى لسانه لأسفل ويجعل المنطقة الوسطى للسان ملامسة لأعلى التجويف الفمى، وعليه أيضاً أن يتحكم في عضلات شفتيه بحيث يجعل الفم مفتوحاً قليلاً، كما أن عليه أن يتوقف عن التنفس لثواني حتى تأخذ شفتيه ولسانه هذا الوضع السابق توضيحه على ألا يسمح بعملية التنفس أن تبدأ قبل أن تأخذ أعضاء الفم هذا الوضع المهيء لإصدار صوت (ج). وإذا كان على أعضاء الفم أن تأخذ الوضع السابق شرحه لإصدار صوت واحد فقط فلنا أن نتخيل كمية الحركات المتتابعة لأعضاء الفم في حالة نطق كلمة كاملة أو جملة، وهو ما يجعل من الصعب تصور شكل الأصوات والكلمات التي يمكن أن يحدثها فرد لا يوجد لديه القدرة على التحكم في حركات اللسان والشفاه وعملية التنفس.
يطلق على مشكلات اللغة لدى المصابين بالشلل الدماغي Disarthria ويقصد بها صعوبة التحكم في العضلات اللازمة للنطق وإحداث تآزر بينها وبين بعضها البعض. ونجد نتيجة لذلك أن كلامهم بطئ للغاية، كما أن وجوههم تأخذ ملامح الجدية الشديدة أثناء الحديث.
ونظراً للأسباب المؤدية لصعوبات النطق السابق توضيحها فإننا نجد أن من لديهم شلل دماغي تتعدد طريقة نطقهم للحرف الواحد بحسب الصعوبات المحددة التي يعانون منها، ومثال على ذلك صوت الحرف (م) فإذا أخرج الفرد هواء زائدا من الفم في أثناء نطقه له سينتج عن ذلك أن نسمع صوت الحرف مضخما، وإذا لم يخرج الهواء بشكل كافي سيظهر صوت الحرف ضعيفا وغير واضح كالحال في أثناء الإصابة بالبرد.
ومن الضروري إذا قابلنا أحد الأفراد المصابين بالشلل الدماغي ويعانى من صعوبات في النطق أن نحاول جيداً الاستماع إليه وهو يتحدث، ولا نتردد في أن نبلغه بأننا لم نفهم حديثه، ويفضل معظمهم أن نفعل ذلك عن التظاهر بفهمهم ويرحبون بإعادة نطق حديثهم ثانيةً أو إيجاد طريقة أخرى يوضحون بها حديثهم كالكتابة أو الإشارة.
نظراً لأن الكثير من العضلات المسئولة عن الكلام تستخدم أيضاً في أثناء تناول الطعام فإننا نجد أن الأفراد المصابين بالشلل الدماغي لا يستطيعون قضم ومضغ أطعمة مثل اللحوم كما أنهم لا يستطيعون استخدام (الشفاط) الشاليموه أثناء الشرب.
الدكتور / عبد الحميد كابش - استشاري الإعاقة ورئيس بعثة منظمة الإعاقة الدولية ( هانديكاب انترناشيونال الفرنسية )
المصدر: www.kayanegypt.com
نشرت فى 4 أغسطس 2011
بواسطة kayanegypt
جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »
تسجيل الدخول
ابحث
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
1,703,701
مركز كيـــان للتدريب
" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "
- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.
ساحة النقاش