يسأل قارئ: أبلغ من العمر 35 عاما وأعمل أخصائى تعديل سلوك بأحد المراكز بالمملكة العربية السعودية، إلا أننى لاحظت بعض السلوكيات الغريبة التى تطرأ على الأطفال خاصة والتى تعرف باسم التنمر لذا أتساءل ما هو التنمر؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتورة أميرة عبد السميع مدرس التربية الخاصة بجامعة المنصورة، وتقول إن التنمر من أكثر المشكلات السلوكية انتشارا على مستوى العالم فهو يعد من أشكال العنف انتشارا فى المدارس، وله آثار سلبية على نفسية الطالب وعلى عملية التعلم المدرسى وعلى المناخ العام للمدرسة أيضا.
ومن مظاهر التنمر لدى الأطفال النشاط زائد والاندفاعية والقوة جسمية وتكسير ممتلكات الآخرين وتخريبها، كذلك نقد الآخرين بكلمات قاسية ومخالفة الروتين والنظام، وعدوانية تجاه الأقران ويعانون من انخفاض تقدير الذات ونقص التعاطف نحو ضحاياهم، فهم لا يشعرون بالندم عن سلوك التنمر تجاه الضحايا.
تؤكد عبد السميع أن التنمر له أشكال منها التنمر عبر شبكة الإنترنت، وأيضا هناك التنمر الجنسى والتنمر الانفعالى، وتوضح أيضا أن السلوك التنمرى ينتج من نقص فى الفعالية الاجتماعية والذى قد يؤدى إلى العنف الأسرى والاكتئاب، ومن ثم يؤدى إلى السلوك التنمرى، ونظرا لما يترتب على سلوك التنمر من آثار نفسية واجتماعية ودراسة سلبية على ضحايا التنمر يجب التأكيد على أنه إذا لم يجر التدخل مبكرا لمنع التنمر ووقفه، قد يزداد مع مرور الوقت وقد يتحول إلى سلوك إجرامى عدوانى، فالخبرات المؤلمة التى يعيشها الفرد داخل الأسرة وجماعة الأقران والمدارس تؤثر فى نمو سلوك التنمر واستمراره، لذا يجب التدخل المبكر والحد من سلوك التنمر بتعديل البيئة المحيطة بالطفل وخصوصا المحيط الأسرى.
" جريدة اليوم السابع"
ساحة النقاش