مصطلح اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد هو الأحدث في خط طويل من المسميات التشخيصية التي أستخدمت لوصف الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض مركبة لنقص الانتباه أو شرود الذهن والأندفاع أوالتسرع وفرط النشاط , وفى بادئ الأمر لاحظ الأطباء أن هؤلاء الأطفال يظهرون مستويات عالية من نقص الانتباه والاندفاعية والنشاط الزائد وذلك في عام 1960 ومنذ ذلك الوقت أَطلق على هذا الاضطراب مسميات عديدة تشمل الخلل الوظيفي الطفيف في المخ Minimal Rrain Dysfunction أو التلف البسيط في المخ Minimal Brain Damage و النشاط الحركي الزائد Hyperkinesis وفى عام 1980 أعترفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بتشخيص هذا الاضطراب وأدرجت محكات تشخيصية في الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث للاضطرابات النفسية Diagnostic and Statistical Manual Of Mental Disorder .
وهناك اتجاهان رئيسيان يميزان تاريخ هذا الاضطراب:
الاتجاه الأول:
يتعلق بموضوع التشابه في التشخيص فمنذ الوصف الأول لستيل Still في أوائل القرن الماضي حتى أواخر الستينات كان هناك شبه اتفاق على مسمى هذه الحالة, وانعكاساً لعدم اتفاق الآراء فإن كثيراً من المسميات المختلفة تم استخدامها مثل الخلل الوظيفي للمخ والتلف البسيط في المخ وزملة النشاط الزائد للطفل ونظراً لأن استخدام مسميات متعددة يحد من التقدم العلمي بدأ الإكلينيكيون والباحثون يعترفون بالحاجة إلى وجود مصطلحات تشخيصية مشتركة أوعامة, وأدى نشر الطبعة الثانية من الدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطرابات النفسية ( DSM – II ) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1968 إلى تقديم الفرصة الحقيقية الأولى من خلال عرضه استجابة فرط الحركة لدى الأطفال, وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الأسماء الأخرى استمرت في الاستخدام لوصف هذا الاضطراب, وعندما ظهر الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث للاضطرابات النفسية ( DSM – III ) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1980 التزم معظم الإكلينيكيين والباحثين بالمعايير المحددة لتشخيص الاضطراب.
الاتجاه الثاني:
يتعلق هذا الاتجاه بطريقة وضع مسميات لهذا الاضطراب, وباستثناء وصف ستيل Still في أوائل القرن الماضي فإن معظم الأوصاف الأولى لهذه الحالة مثل اضطراب السلوك التالي لالتهاب الدماغ Postencephalistic Behavior Disorder عكست الأسباب المرضية المفترضة. وخلال الثلاثينات من القرن الماضي بدأ اتجاه منافس في الظهور لهذا الاتجاه يركز على شكل أوصاف متعددة تقوم على أعراض مرضية مثل زملة عدم الارتياح أو التململ Restlessness Syndrome, على الرغم من أن كلاًً من الاتجاهين ظل مستمرا خلال الثلاثة عقود التالية إلا أن هذا الأمر بدأ يأخذ اتجاهات مختلفة استندت على الأوصاف المرضية ومصادر العلل, وأصبح الاتجاه الذي يقوم على الأوصاف المرضية يكتسب القبول, وعندما ظهر مصطلح استجابة فرط الحركة لدى الأطفال Hyperkinetic Rreaction Of Childhood المتضمن في الدليل التشخيصي والإحصائي الثاني للاضطرابات النفسية ( DSM – II ) بدأت مرحلة جديدة من تشخيص الاضطراب وظل هذا التقليد متبعا في الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث ( DSM – III ) وكذلك الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث المعدل ( DSM-III- ) وتمت مراجعة مسمى الاضطراب ومقاييسة التشخيصية عدة مرات منذ عام 1968 أي منذ ظهور الدليل التشخيصي والإحصائي الثاني للإضطرابات النفسية, وهذا الدليل أعتبر اضطراب نقص الانتباه والاندفاعية عرضين رئيسيين والأطفال الذين يظهر عليهم هذين العرضين كانوا يشخصون على أنهم مصابون باضطراب نقص الانتباه ( Attention Deficit Disorder ) ADD ) ) والأطفال الذين يظهر عليهم هذين العرضين إضافة إلى النشاط الزائد كانوا يشخصون على أنهم مصابون باضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد Attention – Deficit \ Hyperactivity Disorder وقد لقى هذا التشخيص الكثير من النقد بسبب عدم وجود أدله تثبت وجود أضطرابين منفصلين, ومن هنا تم الحديث عن اضطراب واحد في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي الثالث للاضطرابات النفسية وهو اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد( ADHD ويتسم هذا الاضطراب بنقص الانتباه و فرط النشاط والاندفاعية غير أن الأبحاث التي أجريت فيما بعد دعمت فكرة وجود فئة من الأطفال تكمن مشكلتهم الأساسية في نقص الانتباه واحتمال وجود فئة أخرى من الأطفال خصوصاً الأصغر سنا تتمثل مشكلتهم الأساسية في فرط النشاط والاندفاعية وأدى ذلك إلى أن اضطراب نقص الانتباه المصحوب يفرط الحركة والاندفاعية Attention – Deficit \ Hyperactivity Disorder كما ورد في الطبعة الرابعة من دليل التصنيف التشخيصي والإحصائي للأمراض والأضطرابات النفسية والعقليةDSM-IV الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي ( 1994 ) APA، ينطوي علي ثلاثة أنماط يتمثل أولها في اضطراب نقص الانتباه فقط، بينما يتمثل الثاني في اضطراب النشاط الحركي المفرط – الأندفاعيه، في حين يتمثل الثالث في النمط المختلط أي الذي يجمع النمطين علي أن يبدأ ظهور الاضطراب لدي الطفل قبل بلوغ سن السابعة.. ( مجدى محمد الدسوقى, 2006 ).
و في تقرير المعهد القومي للصحة بالولايات الأمريكية ( 1998 ) NIH أن اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المفرط ADHD يمثل في جوهره مشكله نمائيه عامه تؤثر بالسلب علي الطفل والأسرة والمدرسة والمجتمع ككل نظراًُ لما تتسم به تلك المشكلة من أوجه قصور عديدة.
كما يصنف ريكوس، هوجيز ( 1998 ) Rycus & Hughes هذا الاضطراب علي أنه أحد تلك الأضطرابات النمائيه التي يتعرض لها الأطفال.
كما يري كندول ( 2000 ) Kendoll أن هذا الاضطراب يعد اضطرابا نمائيا يتسم بوجود قصور في كف السلوك تتمثل في ثلاثة مظاهر أساسية هي قصور الانتباه بشكل لا يتناسب مع المستوي النمائي للفرد، والنشاط الحركي المفرط والاندفاعية ويبدأ هذا الاضطراب قبل بلوغ الطفل السابعة من عمر الطفل.
ويرى أليساندرى ( 1992 ) Alessandri أن قصور الانتباه يتضح في سلوكيات معينه حيث يبدو الطفل وكأنه لا يسمع كما لا يتمكن من إنهاء المهام المناطه به بجانب قصر مدي الانتباه والذي يتجلى في الانتقال السريع من نشاط إلي آخر وذلك قبل أن ينهي النشاط الأول، كما يتشتت انتباهه بسهوله ولا يتمكن من تركيز انتباهه علي التعليمات.
وقد يطلق تشخيص ADHD علي الأطفال غير المنتبهين بصفه أساسيه أو المفرطين في النشاط بصفه أساسيه، وبالإضافي إلي المشكلات الأساسية للاضطراب فان الأطفال المصابين به لديهم عدداً من المصاعب الأخرى كما يتضح من الأداء الأكاديمي ( باركلي و دوبول و ماك موراي 1990 ) ( Barkley, Du poul & Mc Murray )
وهذا ما يتفق مع رأي ساتلر فيلد وآخرون ( 1972 ) حيث وجد أن نسبه ( 20 : 25 % ) من هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات تعلم، كما يوجد إساءة للسلوك في المدرسة لدي حوالي (80% ) من هؤلاء الأطفال Satterfied et. al ) ).
ويصف البالغون أولئك الأطفال بأنهم غير ناضجين عامه، ويختاروا أن يلعبوا مع أطفال أصغر منهم سناً وبألعاب غير مناسبة لسنهم وكثيراً منهم يتصفون بالعناد وأن لديهم مستوي أدني من تحمل الإحباط، وتقدير الذات المنخفض، وكثيراً ما تنتابهم نوبات الغضب كما أن نسبة تقترب من (50 % ) منهم تتوافر لديهم المعايير التشخيصية لاضطراب السلوك أو اضطراب المعارضة والتحدي ( Weiss et. al 1971 ).
وتبدأ مشكلات أولئك الأطفال في باكورة الطفولة، وهم أكثر ميلاً من أقرانهم للأصابه بالقولون ( ستيوارت و آخرون 1966 ).
وقد بدأت الدراسات الطولية للمشكلة علي آية حال في الثمانينيات من القرن العشرين وبينت أن الأطفال المفرطين في النشاط يستمرون في مشكلاتهم الغير توافقية خلال المراهقة وباكورة الرشد، وفي احدي الدراسات ظل ما يزيد علي ( 70 % ) من الأطفال المفرطين في النشاط تتوافر فيهم المعايير التشخيصية للاضطراب في المراهقة وأن ما نسبته ( 8 : 33 % ) تستمر لديهم الأعراض إلي سن الرشد ( باركلي و آخرون 1990) Barkley et. al ) ).
المصدر: www.kayanegypt.com
نشرت فى 14 فبراير 2011
بواسطة kayanegypt
جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »
تسجيل الدخول
ابحث
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
1,702,428
مركز كيـــان للتدريب
" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "
- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.
ساحة النقاش