السلوك النمطي الروتيني أحدى السلوكيات التي يعانى منها أطفال التوحد وتمثل مشكلة من أهم المشكلات التي تواجه الآباء والأمهات بل والمعالجين السلوكيين ويعتبر السلوك النمطي الروتيني إحدى أهم السلوكيات الفارقة في تشخيص التوحد وذلك بالإضافة إلى ضعف التفاعل الاجتماعي وضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي وهنا نلاحظ أن الأطفال التوحديين يقضون معظم يومهم في تكرار نشاطات نمطية من نوع واحد . وتتضمن هذه النشاطات اللمس المتكرر لأشياء معينة أو وضعها في خط لانهائي . أو يقضون معظم وقتهم في وضع العملات المعدنية في صف واحد ويمكن حصر خطوط عامة للسلوك النمطي الروتيني فهناك على سبيل المثال الروتين في الطعام والشراب حيث يمكن للطفل أن يتناول نوع واحد من الطعام لفترة طويلة من الزمن, ومن الممكن هنا أن يتعلق الروتين بشكل الطعام ونوعه وهذه الروتين في الطعام لا يرتبط فقط بالسلوك النمطي الروتيني ولكنه يرتبط بخلل حاسة التذوق لدى الطفل ومن الممكن أن يتعلق الروتين باللعب فنجد أن الطفل لديه لعبة واحدة أو يلعب بمفرده وبطريقة غريبة ,وهنا أيضا يمكن القول أن ذلك السلوك لا يرتبط فقط بالسلوك النمطي الروتيني ولكن هناك نقص في اللعب التلقائي أو ألابتكاري لدى الطفل ، كما نجد أن الطفل لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة ومن الممكن أن يتعلق الروتين بالملابس أو بالأدق بعملية ارتداء الملابس نفسها ومقاومة الملابس الجديدة. وهناك الكثير والكثير من السلوكيات الروتينية التى من الممكن لطفل التوحد أن يمارسها كالدوران حول النفس , لف الأشياء بشكل دائري , رفرفة اليدين , الهز للأمام والخلف , تمزيق الورق إلى قطع صغيرة جداً , وضع اليدين على العينين , لمس الجدران أو الأبواب.أو الروتين في الأماكن وهنا نلاحظ أن الطفل التوحدى يقوم بحفظ الطرق التي اعتاد أن يسير فيها ويقوم بحفظ الأماكن التي يذهب أليها ومواعيد الذهاب إليها وعند حدوث خلل كالسير في طريق أخر أو عدم الذهاب إلى نفس الأماكن في الأوقات التي اعتاد الطفل على الذهاب إليها يتوتر الطفل وهنا وإذا لم تكن رأيت طفل توحدي لن تستطيع تخيل مدى دقة الساعة الفسيولوجية لديه فلقد كانت لدى إحدى الحالات التي اعتاد أن ياتى إليه الأب الساعة الحادية عشر كل يوم فكان الطفل عند تمام الحادية عشر تماما يقوم بالصراخ باسم الأب يقوم الطفل بضرب رأسه في الجدار إلى أن ياتى الأب ويصطحبه إلى المنزل .
الغريب في الأمر أن السلوكيات التي يقوم بها الطفل التوحدى وتكون نمطية روتينية بالنسبة له في الغالب تكون لها دلالات نفسية لدى الطفل نفسه فإحدى الأطفال كان يرتبط بالجرائد اليومية ويقوم بوضعها تحت الإبطين وهو يسير وينطق اسم جريدة وعند البحث وجد أن الأب يعمل في هذه المؤسسة كما أن هناك طفل أخر كان يقوم بنفس الحركات التي تقوم بها الجدة التي يحبها ويرتبط بها كل هذه السلوكيات تعتبر علامات فارقة في تشخيص التوحد ويعتبر قدرة الطفل على تقبل الروتين هو العنصر الاساسى الذي يقاس به السلوك النمطي الروتيني فإذا كنت كمعالج سلوكي تعمل مع طفل توحدي واستطعت أن تقيم معه علاقة مهنية جيدة فسوف تجده يستقبلك عند الباب ويقوم باصطحابك إلى غرفته ولكن عليك أن لا تتقبل ذلك بسهولة حاول تغيير نبرة الصوت أو كلمة التحية التي تلقيها في كل مرة كما أن عليك أن تقوم بتغيير الأنشطة ليس من المهم في النوعية لأنك لن تستطيع عمل ذلك إذا لم يتقن الطفل النشاط ولكن على الأقل في ترتيب الأنشطة حتى يحدث نوع من كثر السلوك النمطي الروتيني .
كما لابد أن يكون من الواضح أن هناك تداخل في التشخيص بين سلوك الارتباط لدى الطفل التوحدى وبين السلوك النمطي الروتيني فانا اعتقد أن سلوك الارتباط هو إحدى فروع السلوك النمطي الروتيني لدى الطفل فالطفل يرتبط بالأشياء لأنه يعانى من السلوك النمطي الروتيني وليس كل منهم سلوك منفصل عن الأخر فالارتباط بأشياء أو سلوكيات معينة هي نتيجة منطقية لان الطفل يعانى من السلوك النمطي الروتيني .
ساحة النقاش