الصرع مشكلة من المشكلات التي يعانى منها بعض أطفال التوحد وخاصة في مرحلة المراهقة ولذلك لا بد لنا من التطرق الى هذا الموضوع كإحدى الموضوعات التى تشغل بال الآباء والأمهات وعن علاقته بالتوحد وكيفية التعامل مع هذه الحالة ويعرف الصرع طبيا بأنه "حالة طبية تؤثر في القدرة التي تساعد الفرد على أنتاج مجموعة متنوعة من الوظائف العقلية والجسدية".والصرع يعتبر احدي اضطرابات الجهاز العصبي وهو واحد من مجموعة الاختلالات في أداء الدماغ وتتسم بصدمات مفاجئة ومتواترة .
في الوضع الطبيعي لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الصرع تقوم خلايا الدماغ بإنتاج بعض الطاقة الكهربائية ترسل عبر الجهاز العصبي وتحرك العضلات أما في حالة الصرع يفشل دماغ المريض في التحكم في أنتاج الطاقة، وهنا تحدث صدمة الصرع، والتي تسمى "نوبة الصرع" وذلك عندما تخرج هذه الخلايا دفعة عنيفة ومفاجئة من الطاقة الكهربائية.
وهناك ثلاثة انواع رئيسية من نوبات الصرع هي:
1- نوبة الصرع الكبرى.
تعتبر نوبة الصرع الكبرى أكثر نوبات الصرع خطورة، حيث يفقد المريض الوعي فجأة ويسقط على الأرض ، وتتراخى العضلات. وتدوم معظم نوبات الصرع الكبرى لدقائق معدودة يغط المريض بعدها في نوم عميق
2-نوبة الصرع الصغرى
تعتبر نوبة الصرع الصغرى اقل كثيرا في الخطورة من نوبة الصرع الكبرى وخلال نوبة الصرع الصغرى يشحب لون المصاب ويفقد الوعي لثوان وقد يبدو مرتبكاً ولكنه لايسقط وكثير من هذه النوبات لاتلاحظ ومعظم نوبات الصرع الصغرى تحدث عند الأطفال.
3- النوبة النفسية الحركية.
النوبة النفسية الحركية يتصرف المريض فيها بشكل انطوائي وغريب لعدة دقائق وقد يجوب أرجاء الغرفة فجأة أو يمزق ويكسر ما يقع في يديه .
ويمكن أن يصاب مريض الصرع بالنوبة سواء أذا كانت صغرى أو كبرى أو نفسية في أي وقت من اليوم وبعضهم يصاب بنوبات متكررة ولكن آخرين يصابون بها على فترات متباعدة وتحدث النوبات دونما سبب واضح، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن الإرهاق والإجهاد العاطفي يمكن أن يزيد من نسبة حدوثها.
وتحدث النوبة الأولى للفرد في معظم الأحيان أثناء فترة الطفولة. ويصاب بعض مرضى الصرع بتلف في الدماغ ناتج عن العدوى، أو الإصابة أو الأورام، وهناك جوانب وراثية في بعض حالات الصرع فهناك عائلات معينة ينتقل الصرع بين أفرادها وراثيا. أما حالات الصرع الأخرى فلا تشمل تلف الدماغ. ولا الجانب الوراثي. ولايمكن لهذا المرض أن ينتقل من شخص لآخر كنوع من العدوى، وتشير التقديرات إلى أن 1% من سكان العالم يحملون هذا المرض.
التوحد والصرع
تشير البحوث إلى أن ما بين 20 % و 35 % من الاطفال الذين يعانون من التوحد أيضا يعانون من الصرع ، ويمكن أن يكون هذا مصدر قلق حقيقي للوالدين الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد وحتى الان لم تكشف الدراسات ما هو الارتباط بين التوحد والصرع ، ولكن فى دراسة بعنوان "التوحد والصرع : السبب ، وبالتالي ، الاختلال المشترك قام بها ، بوميروي في عام 2005 توصل إلى أن رسوم المخ الكهربائي للأطفال المصابين بالتوحد وبالصرع تميل إلى أن الصرع يحدث بمعدلات أعلى بكثير لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد الشديد ، وفى دراسة أخرى بعنوان التوحد الاضطراب الشاذ وعلاقته بالصرع عام 2007 نشرت في دورية للتوحد واضطرابات النمو ، توصلت إلى أن الصرع كان أكثر شيوعا في الأطفال المصابين بما يعرف بالتوحد الارتدادي ، أكثر من أولئك الذين يظهر عليهم التوحد منذ بداية النمو والتوحد الارتدادي يعنى الأطفال الذين يسيرون بمعدلات نمو طبيعية ثم حدث لهم فجاءه ارتداد في عملية النمو .
وبالتالي لا يمكن لنا أن نفترض أن تشخيص الطفل على انه توحد يعنى أن هذا الطفل سوف يصاب أيضا بالصرع لان هناك فئة كبيرة من أطفال التوحد لا تصاب بالصرع ولكن وكما ذكرنا هناك احتمالية اكبر للإصابة بالصرع بين الأطفال الذين يعانون من التوحد الشديد وهنا سوف تتبع معه نفس الأساليب التي نتعامل بها مع العاديين عند أصابتهم بالصرع في أساليب الحماية أو أساليب العلاج
إعداد
د / حسام أ بوزيد
ساحة النقاش