قال البابا تواضروس، إنه لم يكن يخطر بباله أن يصير البابا ويجلس على كرسي مارمرقس مشيرًا إلى أن السعي للمناصب يعتبر خطيئة في عرف الرهبنة. وأضاف -خلال حوار أجراه على قناة سي بي سي- إنه يرى أن المرشحين المنافسين أفضل منه وأن الأنبا رفائيل إنسان مبارك وأنه رسم أسقفًا في نفس اليوم وأن الأنبا رفائيل أفامينا تلميذ البابا كيرلس لا يقل عنه مؤكدًا أنهما عملاقان. وردا على سؤال لميس الحديدي له حول من الذي أخبره بخبر اختياره في القرعة الهيكلية، قال إنه كان يصلي في الدير وأن بقية الرهبان كانوا يتابعون القرعة على التليفزيون حتى فوجئ بالرهبان وبعض زوار الدير يلتفون حوله ويهنئونه وقد وصف البابا الجديد مشاعره في ذلك الوقت، بأنها مشاعر عدم تصديق وعن رد فعله، قال: "انهمرت دموعي"، فسألته لميس الحديدي هل هي دموع الفرحة؟ قال بل هي دموع الشعور بعدم الاستحقاق. وعن نية الرئيس محمد مرسي حضور حفل التجليس أعرب البابا تواضروس عن ترحيبه بذلك قائلًا إن هذا هو أول حفل تنصيب في تاريخ مصر يحضره رئيس الجمهورية، معربًا عن تقديره لحرص الرئيس حضور هذه المناسبة قائلًا: "المحبة حاجة غالية أشكره على حضوره ولن تكون جلسة طلبات لكنها ستكونة جلسة أمنيات.. سأتمنى له أن يقود المركب بطريقة تحقق الخير لمصر كلها وقال إنه مقدر للتحديات التي تواجهه". وحول أول قرار سيصدره، قال "ترتيب البيت من الداخل" سيعيد تنظيم نظام السكرتارية، قاطعته لميس الحديدي متسائلة "لماذا كانوا يقولون عن قداستك إنك المرشح الإداري؟" فحكى لها عن دراسته للإدارة في أكثر من مجال كان من ضمنها دراسته للقيادة المسيحية في سنغافورة، مضيفًا أن دراسة الصيدلة تعلم الدقة وقياس كل شيء بمعايير. وأضاف أنه سيبقي على السكرتارية التي اختارها الأنبا باخوميوس وسيضيف إليهم سكرتير جديد رافضًا توصيف لميس الحديدي سكرتارية البابا شنودة بالحرس القديم وقال إن التوصيفات في الكنيسة تختلف. وأعلن البابا تواضروس أن سكرتاريته ليس شرطًا أن تكون ثابتة إلى مدى الحياة وجائز جدًا تغييرهم لأن تغيير الدماء مطلوب من وقت لآخر. وحول ملف طلاق الأقباط ولائحة ٤٨ فجر البابا الجديد مفاجأة عندما قال إن كل شيء قابل للدراسة وإعادة النظر وأنه يجب الوصول لحلول تريح الناس لكن كله حسب الإنجيل وبعدم كسر أي من قواعد السيد المسيح، وعن لائحة ٣٨ فقد وصفها بأنها لائحة علمانية ويمكن إعادة مناقشتها. وردًا على سؤاله عن رأيه في لائحة ٥٨ التي تم انتخابه على أساسها فقال إنها لائحة لا امتداد لها خارج مصر ملمحًا إلى إمكانية إعادة النظر فيها. وعن دور الكنيسة في المجتمع، قال إن الكنيسة دورها الأول هو دور روحي وهدفها الأول والرئيسي مساعدة الإنسان على أن يكون له نصيب في السماء ودورها الاجتماعي أساسه أنها تحب المجتمع، مؤكدًا أن هدفها مساعدة المجتمع وليس تفريقه. ولم يبد على البابا تواضروس أنه يرحب بفكرة خضوع تبرعات الكنيسة لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات، لأن تبرعات الناس هي في إطار تطبيق مبدأ دفع العشور، حيث إن المسيحي مطلوب منه أن يدفع عشر دخله للفقراء وهو أحد أشكال العبادة. وتساءل تواضروس عن سبب المشكلة التي يتسبب فيها بناء الكنائس قائلًا: "لماذا موضوع بناء الكنائس يسبب صداع في رأس المجتمع؟" ورغم من تأكيده على أن حصر تعداد الأقباط هي مسئولية الدولة وليست الكنيسة، إلا أنه قال إنه يعتقد أن نسبة الأقباط في المجتمع تتراوح بين ١٥ و١٧٪، موضحًا أن الكنيسة لديها تعداد المواليد ووثائق معمودية الوفيات، كما يمكنها حصر الوفيات من عدد الجنازات وكلها مناسبات لا تقام إلا في الكنيسة. وأكد تواضروس أنه لا يجد وجهًا للقلق من الإدارة الحديدة، مطالبًا من يحكم أن يحكم بالعدل وبنية طيبة وقال إن الثورة لم تكمل مشوارها بعد، فقد مر عليها سنتان فقط والثورات تحتاج إلى فترة أطول لتحقيق أهدافها. وأضاف البابا الجديد، أن مايقلقه في الدستور هو التلميحات الدينية والتلويح بمواد دينية، معربًا عن تمنيه بأن تخاطب كل مواد الدستور المواطن المصري فقط ولا تخاطب أي مواطن على أساس دينه، حيث إنه سيأني اليوم الذي سيقف فيه كل إنسان أمام ربه ليحاسب، فالدين علاقة شخصية بين العبد وربه. وعن توصيفه لهجرة الأقباط المتزايدة، قال "إنهم خائفون"، مؤكدًا أن الهجرة قرار فردي وأن على المجتمع أن يقدم تطمينات للأقباط ووجه رسالة للأقباط قائلا: "بلادنا غالية علينا ومصر وطن عاش فيه السيد المسيح والتراث له قيمة وغالي علينا". وردا على سؤال الحديدي حول تهجير الأقباط، قال إن الدولة عليها أن تحمي كل رعيتها مؤكدًا أن حق الأقباط في السكن هو حق على الدولة أن تكفله وليس الكنيسة، لكنه عاد والتمس العذر للدولة، حيث إن الأمن بشكل عام لم يكن مستتبًا في البلد. ورفض البابا تواضروس دعاوى بعض أقباط المهجر بتدويل القضية القبطية، لكنه قال إن أقباط المهجر هم مصريون واصفًا القبطي المهاجر بأنه امتداد لمصر، وشرح رفضه لتدويل مشاكل الأقباط بأن المصريين عائلة واحدة ومشاكل العائلات المحترمة لا تخرج خارج البيت. كما رفض فكرة نسب تمثيل الأقباط في بعض المجالس قائلًا: يجب أن ينظر للأقباط مثل بقية المصريين وأن يكون معيار التميز هو معيار الكفاءة فقط. وحول أزمة مطرانية شبرا الخيمة فقد طالب بأن تحل بالقانون وليس بشيء آخر سوى القانون. وفي النهاية قال البابا الجديد تواضروس الثاني إنه يعتبر نفسه بابًا لكل المصريين وأنه يعتبر نفسه خادمًا لكل الشعب.
المصدر: بوابة الاهرام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2012 بواسطة kalamtha2er

عدد زيارات الموقع

416,412

تسجيل الدخول

ابحث