جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الناشط مايكل نبيل
كتبت – سارة عرفة:
شن الناشط والمدون المصرية مايكل نبيل هجوما على الجيش المصري في مقالة له بجريدة ''هاآرتس'' الإسرائيلية، وقال إن ''الجيش يدرب جندوه على أن إسرائيل هي العدو الأوحد''.
وقال نبيل في مقاله الذي بدأه بالقول ''لم تعد تروقني اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل''، إن أجهزة الدولة المصرية أيضا ترفض حتى الآن ترفض التطبيع مع اسرائيل، وأن الإعلام التابع للدولة مازال يروج لدعيا معادية لإسرائيل''.
ونسب نبيل إلى أحد العسكريين المتقاعدين قوله ''إن إسرائيل هي من قامت بإلقاء أسماك القرش التي وجدت في مياه البحر الأحمر عند شرم الشيخ في 2010 وهاجمت السياح مما أضر بالسياحة في مصر''.
وشبه نبيل الاتفاقية بعقد الزواج الذي لا ينتهي بمدة زمنية محددة معروفة مسبقا، ولا يقبل التجديد، وأبدى استغرابه من تصميم الدول على توقيع اتفاقيات ثابته لا تقبل التجديد حتى بعد مرور عقود عليها، واستطرد منير قائلا:'' لست أرفض هذه الاتفاقية بسبب رفضي لإسرائيل، بل العكس تماما''.
وتابع نبيل مقاله قائلا إن اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل التي أبرمت في عام 1970 لم تجدد من وقتها، مما جعلها عبارة عن قطعة ورق لا تستطيع أن تعزز أو تحمي عملية السلام بين البلدين، وهذا وضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن نجدد الاتفاقية، أو إما أن نشاهد الاتفاقية وهي تنهار''.
ولفت مايكل نبيل إلى أن الرئيس الرحل أنور السادات عندما وقع على الاتفاقية أراد أن أن تكون اتفاقية سلام حقيقي، لكن بعد اغتياله عام 1979 قامت السلطات المصرية بتحويله الاتفاقية من سلام إلى وقف إطلاق النار، بسبب رغبتهم في تعويض الخسائر التي لحقت بالجيش بعد الحرب مع إسرائيل، على حد قوله.
وأشار إلى أنه برغم مرور 33 سنة على اتفاقية السلام، إلا أن إسرائيل ليست موجودة على الخريطة التي تدرس في مدارس مصر، بل يدرس الطلية مقع فلسطين في حصص الجغرافيا.
وأضاف مايكل نبيل أن مصر حتى الآن لم تقوم بإلغاء قانون كان قد سن قبل الاتفاقية يجرم الصهيونية، ويعاقب أي مصري صهيوني وذلك بسحب جنسيته، وعلى الرغم من أن الرئيس السابق حسني مبارك كان معروفا بانه ''صديق إسرائيل'' على مدى ثلاثة عقود هي فترة حكمه، إلا انه لم يحاول إلغاء هذا القانون.
وأشار إلى المكتب الذي عثر عليه الثوار في مبنى أمن الدولة المنحل بعد تنحي مبارك في أعقاب ثورة 25 يناير، والذي عرف فيما بعد بقسم ''مكافحة الصهيونية''.
وقال نبيل إن الحكومة المصرية لم تضع أبدا بوضع تعريف محدد لمعنى الصهيونية، مما يعني، من وجهة نظر الكاتب، أن أي معاهدة سلام بين مصر واسرائيل تعتبر جريمة في نظر القانون اذا أراد، كما حدث من قبل عندما جرمت الحكومة ''شهود يهوه'' وما قاموا به من أجل دعم السلام والتعايش المشترك.
واستغرب نبيل من ضرورة أخذ تصريح من المخابرات المصرية في حالة رغبة أحد المصريين السفر إلى إسرائيل، وإلقاء القبض على النشطاء المصريين الذين يدعمون عملية السلام بتهمة التجسس لصالح اسرائيل.
وقال أنه واجه نفس التهمة من قبل، وأضاف ''كل ما سبق يفسر الهجوم الذي حدث عند السفارة الإسرائيلية في مصر العام الماضي، فالجيش هو من سهل كل هذا، كما سهل الهجمات الإرهابية على الحدود مع اسرائيل''.
وأضاف نبيل أن المصريين يشعرون أنه تم خدعاهم بهذه الاتفاقية التي قامت حكومتهم بالتوقيع عليها من أجل شرطين، الأول هو الانسحاب من سيناء، والثاني هو التقدم في عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين، وهذا ما لم يحدث. فنظرا للشرط الأول يعاني المصريين من تهديد مستمر من الجانب الإسرائيلي لاحتلال سيناء، أو تسليمها للفلسطينيين للعيش فيها، أما لشرط الثاني فلم تؤخذ أي خطوة ايجابية فيه مع تزايد عدد المستوطنات الإسرائيلية.
وقال مايكل نبيل أن اسرائيل يمكن أن تكون ديمقراطية، لكن مصر تعاني من فجوة بين الخطاب السياسي وبين أراء المواطنين العاديين.
ويرى في أن القيادات الإسرائيلية ليست حريصة على بناء علاقة سلمية مع المواطنين المصريين، حتى أن السفارة الإسرائيلية ليس لديها موقع الكتروني، وأن موقع المركز الاكاديمي الإسرائيلي في مصر ليس لديه نسخة عربية.
واستطرد نبيل قائلا يبدو أن عمل السفارة الإسرائيلية هي توطيد العلاقة مع الحكومة الديكتاتورية وليس أنشاء علاقات جيدة مع المواطنين، فهم لم يقوموا أيدا بدعوة أي نشطاء سلام مصريين لمناسباتهم، فالأمر يقتصر فقط على مسؤولين رسميين من الحكومة المصرية.
وأشار إلى أن القيادات الإسرائيلية تبدو غير عابئة بخرق الحكومة المصرية لاتفاقية السلام، فهم لم يقوموا بشكوى ضد أوامر الأمن المصري باعتقال المصريين الذين هاجموا السفارة الإسرائيلية، أو حتى قدموا تظلما من حجب الحكومة المصرية للمواقع الإسرائيلية على الإنترنت، او اعتقال مصريين بتهمة احتفاظهم بأرقام تليفونات لإسرائيليين، واكتفت إسرائيل بالدفاع عن حقوق الأنسان المنتهكة أمام منظمة حقوق الإنسان، والشكوى للحكومة الأمريكية من ديكتاتورية النظام في مصر في السابق والحاضر.
وأردف نبيل قائلا أن المخابرات المصرية ألقت القبض عليه العام الماضي نتيجة كتابته مقال بعنوان'' حكومة نتنياهو تثير رعب الإسرائيليين ليصوتوا لصالح أجندة أحزاب اليمين''، وقال ان السبب يمكن ان يكون نتيجة ان اسرائيل تريد أن تبقي مصر في الخطر الدائم لإسرائيل، لتجني مكاسب سياسية من وراء ذلك.
واختتم نبيل مقاله قائلا:'' أنا اتفهم جيدا مدى صعوبة أن تعيش كمواطن اسرائيلي في عالم يشيد بإنجازات هتلر مع اليهود، وينادي بـ''هولوكوست'' (محرقة اقامها هتلر لليهود)جديد كخطوة نحو الخلاص، كما اتفهم جيدا مشاعر من يرسل أطفاله إلى مدرسة مع علمه بان هذه المدرسة يمكن ان تفجر على أيدي ارهابيين، يراه شعبه شهيدا''.