الجارديان: فوز مرسي نصر للشعب المصري ومسمار آخر في نعش النظام القديم
كتب: أحمد شهاب الدين
الصحيفة: صراع الإرادات مستمر.. والجيش سيدافع عن إمبراطوريته بقسوة
اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها فوز مرسي بالرئاسة نصرا تاريخيا لمصر "فالرئيس الجديد يمثل الإرادة الديمقراطية والدستورية للشعب المصري".
وقالت الصحيفة:"ظلت جماعة الإخوان جمعية سرية ومحظورة أمضى معظمهم منذ 84 عاما في السجن أو في المنفى، وهذا وقت طويل للانتظار، وكان على الإخوان أن ينتظروا أكثر من ساعة - الفترة التي استغرقها فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات وهو يقرأ في البيان 456 طعنا انتخابيا - وعندما جاء إلى نهايته وأعلن فوز مرسي لم يصل إلى آخر الجملة اندلعت الاحتفالات في المؤتمر الصحفي، وأصبح محمد مرسي أول إسلامي ينتخب رئيسا لدولة عربية".
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن ما حدث "لحظة تاريخية لمصر ومسمار آخر في نعش النظام القديم، حيث انتشى ميدان التحرير كما فعل فور سقوط مبارك، رغم أن الأيدي التي تمسك بالسلطة لم تتغير، والصراع مع الجنرالات المسنين في المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد ينتهي بعد أسابيع أو أشهر، والبعض يعمل حسابا لذلك، فامبراطورية الجيش الفاسدة تقدر بـ40% من إجمالي الناتج القومي، ومثل جميع المدراء التنفيذيين لن يغادروا بسرعة أو بثمن قليل، سيدافعون عن الإمبراطورية بقسوة وبطء".
وتابعت الافتتاحية:"من الآن لن يكون الرئيس مجرد حامل الشعلة الذي يحتشد خلفه مئات الآلاف الأقوياء، سيكون الرئيس الذي يمثل الإرادة الدستورية والديمقراطية للشعب المصري، وسيكون من الصعب على المجلس العسكري أن يحتفظ بالسلطة التشريعية والتنفيذية وكتابة الدستور".
وقالت الصحيفة:"الكثير مما سيحدث سيعتمد على شخصية رئيس مصر الجديد، الذي سخرت منه الصحافة باعتباره المرشح الاحتياطي؛ لأنه لم يكن المرشح الأول للإخوان. قد يكون مرسي رئيسا بالصدفة ولكنه يمكن أن يتحول ليكون شخص قوي، وما ينفر من الرئيس على أنه تكنوقراط، رتيب، وغير بليغ، بذل قصارى جهده وهي يلقي خطابه".
وأضافت الجارديان"جماعة الإخوان اجتمعت بالمجلس العسكري ولها ثلاث مطالب رئيسية، أولها إعادة البرلمان، إلغاء حق الجيش في القبض على المدنيين، وتشكل جمعية دستورية جديدة، وعرضت الجماعة تقديم مرسوم الجيش لاستفتاء شعبي، ورفض الجيش، وعاد الإخوان إلى التحرير، هذه كانت الأيام الثلاثة التي فاز فيها مرسي، وكان أول إجراء له كرئيس استقالته من عضوية جماعة الإخوان، وسيكون نوابه من خارج الجماعة وسيشمل ذلك المسيحيين، وكل تلك التحركات حيوية في حال تشكيل حكومة وطنية".
وأكدت الصحيفة أن "معركة الإرادات لم تنتهي وستستمر، وفي رصد لردود الأفعال الدولية قال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أنه يحترم النتائج، أمريكا وبريطانيا وأوروبا كانت صامتة لا سيما في ساعات مباشرة بعد الانتصار، معتبرة أن هذا الانتصار ليس لمرشح بعينه ولكن للديمقراطية"، وتختتم "الجارديان" مقالها الافتتاحي بقولها أنها "ليست المرة الأولى في الشرق الأوسط تجد فيها القوى الغربية نفسها في الجانب الخاطئ من التاريخ".