بقلم : ممدوح الدسوقى

كثير من النساء يعشن أسيرات لمعتقدات ومفاهيم خاطئة وبالية .. ويطلقن أمثال غريبة وعجيبة , ويؤمن بها , مع أنها تظلمهن ظلما شديدا واضحا وذلك عند تطبيقها طالما يؤمنن بها .. ومع ذلك لا يعترفن بخطئهن , بل ويلقين هذا الظلم على القدر والقسمة والنصيب!!

ومن أظلم هذه الأمثلة وأشدها افتراء وقسوة على المرأة ومعتقداتها الاجتماعية , والفكرية , هذا المثل الذي يعتنقنه اعتناقا شديدا والذي يقول " ضل راجل ولا ضل حيطة "!! .

أي أنهن يحتمين بأي راجل والسلام , بدلا من الاحتماء بالحائط , وهن بهذا يطبقن هذا المثل علي كل الرجال .. وقد يكون لديهن كل الحق لو أن الرجل المقصود يستحق ذلك , ويشعر بمسئوليته نحو الإنسانة التي اختارته وفضلته على كل حيطان الدنيا !! .

ولكنني أعتقد غير ذلك , بل وأدعوهن لتعديل هذا المثل ليصبح " ضل حيطة ولا ضل راجل" أفضل .. ولكن بعد التعرف علي نوعية من الرجال الذين ينطبق عليهم المثل طبعا ( بعد تعديله ) ..

فمثلا سيدتي .. ماذا تقولين في رجل لا يغضب , ولا يحس , ولا يثور , ولا يهش , ولا ينش , ولا يسأل أو يستفسر عن أحوالك , يدعك تفعلين ما يحلو لك , ولا يهتم بالعيون التي تتطلع إليك " وقد تلتهمك التهاما " , وهو لا يدري بشيء .. هذا الرجل ليس له طعم , ولا رائحة ـ مثل الفول النابت هادئ ومريح علي المعدة , بدون تسبيك أو بهارات ـ وكأنه لم يمكث في بطن أمه سوى أيام قليلة ثم خرج للحياة .. وسوف تعتقدين أنه ناقص "سوا " أو لم ينضج بعد حتى يصبح رجلا .. !!

أتستطيعين الاعتماد عليه بعدما فضلتيه علي الحائط؟؟ .. أشك!!

وماذا لو كان رجلا بخيلا ؟!! ... قد تقولين في قرارة نفسك انك لا تحتاجين شيئا , لأنك ميسورة الحال وتستطيعين أن توفري احتياجاتك واحتياجاته أيضا , وبالرغم من أن البخل أبشع صفات الرجل .

إلا أن المصيبة الأكبر لو كان الرجل بخيلا أيضا في مشاعره وأحاسيسه " بيخاف علي صحته" ولأنه رجل وليس حائط , يخشي علي كرامته من أن يقول لك كلمة حب عذبه , أو أن يمد لك يده بلمسة رقيقة حانية , أو حضن دافئ يشعرك معه بالأمان والحنان , الذي قد يعوضك عن المشقة , ويحميكي من الحرمان "العاطفي " .

وكذلك الرجل الأهبل الأهطل , ماذا تفعلي معه ؟ والذي كلما رأي امرأة .. يخر صريعا أمامها يستسلم لها ويرفع يداه , لأنه عينه زايغة , وصاحب نزوات , قد تهدد كيان الأسرة , ودائما تضعها في مهب الريح , ومفترق الطرق ...

وغيره الرجل الكذاب " أبو لمعه " صاحب البطولات العنترية الخيالية , التي يصنعها في خياله , فهو البطل والمؤلف , والمخرج , بل المشاهد الوحيد المصدق لهذه البطولات , فقد يبني لك قصورا , وأحلاما في الهواء , وعندما تحاولين التحقق منها , تجدين نفسك تقبضين علي السراب , لأن هذا الرجل غير موجود معك إلا بلسانه فقط , فهل تأمني لهذا الكذاب ؟!! .

وماذا هي فائدة الرجل المعطل , والمنهك القوي دائما وأبدا ؟!! فهو ثلاجة خمسون قدم , لا يتحرك , ولا تنفع معه علاجات , ولا تشفع فيه تنهدات , حتى لو رقصتي له بصاجات !!

وربما يتحرك أسد من أسود " قصر النيل" !! أما هو فلن يتحرك ولن يأتي منه "رجا " , ودايما بسلامته متنرفز , وهات يازعيق , وشخط ونطر .. وقد يصل الأمر أحيانا للضرب والأهانات!! ...

أمال أيه ؟؟!! بيعوض نقصه , ويثبت ذاته , لأنه راجل مش حيطة!! .

عزيزتي المرأة:

هل مازلت مصرة علي أن هذه النوعية ( عفوا ) من الرجال أفضل من الحائط الذي يستر حتى لو كان مائل ؟! .. وهل هذا الرجل يستر أم أن المتغطي به عريان؟!!

وهل هذه النوعية تستحق أن يقال عنها " رجل " قد تلتحفي به في الشتاء , ويكون كالنسمة العليلة في الصيف ؟!! أم تستحق أن نقول عنها:

" ضل حيطة ولا ضل راجل "...

مع الاعتذار لكل حيطان الدنيا!!
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 195 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة kalamtha2er

عدد زيارات الموقع

415,102

تسجيل الدخول

ابحث