واصلت الأحداث الدامية المستمرة في سوريا سيطرتها على عناوين كبريات الصحف العربية الثلاثاء، التي أبرزت تحركات أوروبية لفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى عقد مجلس الشعب المصري أولى جلساته، بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، إلى جانب تحذيرات من جانب شباب الثورة، من عودة نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، ولكن في "ثوب جديد."

الشرق الأوسط:

أفردت صحيفة "الشرق الأوسط" عنواناً على صفحتها الرئيسية يقول: مصر: افتتاح برلمان الثورة.. والكتاتني يتعهد بـ"القصاص للشهداء".. الشباب: نظام مبارك لا يزال يحكم في ثوب جديد.

وكتبت الصحيفة في التفاصيل: في أولى جلسات مجلس الشعب المصري الجديد بعد ثورة "25 يناير (كانون الثاني)"، انتخب النواب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سعد الكتاتني، ليكون رئيساً للبرلمان.. وتعهد الكتاتني بالقصاص لـ"شهداء الثورة" والاستمرار في محاكمات بقايا النظام السابق.. وشهدت الجلسة الأولى لغطاً إجرائياً كبيراً، بسبب بنود اللائحة التي يجهلها كثير من النواب الجدد.

إلى ذلك، أعرب عدد من شباب الثورة عن إحباطهم مما آلت إليه الأحوال بعد عام كامل على بدء الثورة، خاصةً كونهم يرون أن البرلمان لا يعبر بشكل حقيقي عن الثورة، وعن طموحهم في إحداث تغيير شامل للنظام.. وينظر العديد من الشباب المصري إلى الثورة على أنها سُرقت من أيديهم، وأن نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، لا يزال يحكم في ثوب جديد، وأن غنائمها تم توزيعها مبكراً قبل أن تحقق أهدافها، بين المجلس العسكري والجماعات الإسلامية.

القدس العربي:

وفي الشأن نفسه، أبرزت صحيفة "القدس العربي" عنواناً يقول: يمين مجلس الشعب: الإخوان ملتزمون وسلفيون يضيفون بما لا يخالف شرع الله.

وجاء تحت العنوان: افتتح مجلس الشعب المصري الاثنين أولى جلساته، في خطوة يراها المصريون أحد أهم نتائج ثورة 25 كانون ثان/ يناير التي تحققت حتى الآن.. واستهل النائب محمود السقا، الذي يترأس الجلسة بصفته أكبر الأعضاء سناً الجلسة بطلب قراءة الفاتحة على أرواح شهداء ثورة 25 كانون ثان/ يناير، وأعقب ذلك قيام الأعضاء بترديد اليمين بالتتابع وفقاً للمحافظات.

وكان من اللافت التزام جميع نواب الإخوان المسلمين بأداء اليمين الذي ينص على "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على سلامة الوطن والنظام الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب، وأن احترم الدستور والقانون"، فيما أضاف بعض النواب السلفيون "بما لا يخالف شرع الله".. وأضاف نواب ليبراليون إلى القسم "حماية أهداف الثورة والوفاء لدم الشهداء"، وحينها تم قطع الصوت الخاص بالنائب.

وفور آذان الظهر بدأ العشرات من النواب في الانسحاب من قاعة المجلس.. وكان من الطريف في جلسة الاثنين إشادة رئيس الجلسة بالجرس، كما كان من اللافت ارتداء العشرات من النواب أوشحة عليها "لا للمحاكمات العسكرية."

الحياة:

وفي الشأن السوري، عنونت صحيفة "الحياة" صفحتها الرئيسية: سوريا: "الإخوان" ينوهون بـ"الطروحات الجادة" في الخطة العربية.. السعودية تعتبر الوضع السوري بالغ الخطورة.. عقوبات أوروبية جديدة.. دمشق ترفض "التدخل العربي في شؤونها."

وذكرت في التفاصيل: تفاوتت ردود الفعل على قرار المجلس الوزاري العربي، الذي اتخذه في جلسته ليل أول من أمس في القاهرة، بدعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، بتفويض صلاحياته لنائبه، فاروق الشرع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، تشارك فيها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها.

وفيما رفضت الحكومة السورية هذا القرار، اعتبره "المجلس الوطني السوري" اعترافاً من الدول العربية بحق الشعب السوري في الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي.

وأكدت جماعة "الإخوان المسلمين" أنها مستعدة لدراسة المبادرة الجديدة للجامعة، مشيرة خصوصاً إلى "البند الذي ينص على تنازل بشار الأسد عن مسؤولياته لنائبه."

ورأى "الإخوان" أن القرار يشكل "انتقالاً بالموقف العربي من دوامة التسويف إلى محاولة التطوير الجاد والملتزم، ينم عن شعور بالمسؤولية العربية."