"الثورة لم تصل إلى الجامعات حتى الآن، والانتخابات الجامعية باطلة قانونا، وزير التعليم العاليلم يستوعب مطالب الجامعة ويطلق يد الفساد فيها"، هذا ما أكده الدكتور عبد اللهسرور أستاذ التربية بجامعة الإسكندرية، ووكيل مؤسسي نقابة أعضاء هيئة التدريس والمدرسين المساعدين والمعيدين بالجامعات المصرية والمعاهد العليا ومراكز البحوث، والمتحدث باسم اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة المصرية في لقاء خاص لقناة "نريد"، أجرى الحوار محمد عادل عبد الرشيد مراسل"نريد" في مدينة الإسكندرية.
“وسط أجواء ملبدة بالإحباط تجاه ثورة يناير، التيلم تحقق أهدافها المأمولة بعد، رصدت "نريد" أحد أهم الحقول التي لم تصله ايد التغيير حتى الآن، وهي الجامعة، التي يفترض أنها مصنع شباب مصر، ويعد دكتور عبدالله سرور، ، من أبرز الشخصيات السكندرية التي تحمل معول التغيير، حيث ينسب له العديد من المواقف المشرفة في وجه القيادات الفاسدة التي توالت على قيادة الجامعة.
وقد وجه سرور، مؤخرا، خطابا مفتوحا إلى وزير التعليم العالي، د. حسين خالد، يطالبه فيه بالإنصات إلى مطالب الجامعة وعدم السعي وراء بعض رجال النظام القديم، الذين يعيثون في الوزارة فسادا، وسوف يتم نشر نسخة من الخطاب في ختام الحوار.
وإليكم نص الحوار، الذي تطرق خلاله دكتور عبدالله سرور إلى أهم قضايا الجامعة المصرية:
-هل حدث أي تغيير داخل الجامعة إداريا وتعليميا، أو داخل وزارة التعليم العالي؟
لم يحدث أي تغيير إطلاقا، فالثورة لم تصل إلى الجامعات حتى الآن، ولم نلمس أي من مظاهر التغيير الثوري، نفس الوجوه ونفس الفكر الإداري.
-ما تفسيركم لبقاء نفس الوجوه في أماكنها بفوزها في الانتخابات،رغم عدم الرضا الجماهيري عنها؟
الانتخابات باطلة من الناحية القانونية، والمحاكم قضت بإلغاء نتائجها، وقد رفعت دعوى قضائية لرفض الحكم العسكري بتعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات.
- لكن بغض النظر عن قانونيتها، ألا يرى دكتور سرور أنها أفرزت نفس رجال النظام السابق؟
في مصر يُضحك علينا بأن الانتخابات هي الديمقراطية، بينماهي في الحقيقة خطوة الأخيرة في طريق الديمقراطية، فأنت لم تحدث أي تغيير في المناخ العام للجامعات، وبالتالي فهي إذن نفس الأفكار والعقلية الفاسدة راسخة داخل أسوار الجامعات،وبناءا عليه بقاء الفاسدين في أماكنهم نتيجة طبيعية، بالإضافة إلى ظهور تيارات سياسية معينة تريد السيطرة على الجامعة.
- هل تقصد بهذه التيارات الإخوان المسلمين والاتجاه الديني عموما، أم الفلول؟
مبدئيا مصطلح الفلول روج لنا من قبل بعض المستفيدين الجدد،الذين أرادوا السيطرة على كل شيء في مجتمعنا، فالإخوان المسلمون يعتبرون أن كل الأماكن التي يقصون منها الفلول وتسقط في أيديهم هي غنائم الثورة، وبالطبع هم ينظرون للجامعة بهذا المنطق.
- قيل إن الدكتور الجنزوري قد استشار عددا من الشخصيات الجامعية والمنظمات المعنية بشئون الجامعات في اختيار د.حسين خالد، فهل حدث هذا؟
الدكتور الجنزوري لم يستشر أحدا، وما نعلمه أنه قد طرحت أسماء كثيرة لتولي المنصب، بينما جاء اختيار حسين خالد في ظروف غامضة ومفاجأة للجميع.
-كيف يرى ثوار الجامعات المصرية دكتور حسين خالد بعد توليه المنصب؟
كان الرجل نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وبالتالي ليس لهأي علاقة سواء بالثورة أو الثوار، لا من قريب ولا من بعيد، غير أن عهده يبدو كسابقيه،وهذا ما دفعني، من قبيل النصيحة، أن أجري اتصالا به أشرح له الوضع الحقيقي للجامعة المصرية.
-وما الذي دار في المكالمة؟
شرحت له الوضع بالجامعة، ورفعت له مطالب الشرفاء من الأستاذة، وفي مقدمة هذه المطالب نقابة للأستاذة الجامعيين، وحذرته من رجال يلتفون حوله، ليسوا أهلا لتقديم النصح له، ونبهته من محاولتة شق الصف داخل الجامعة.
-وماذا كان رد فعله؟
يبدو أنه لم يستوعب الكلام، أو أنه يراهن على سياسته الرامية إلى شق صف أساتذة الجامعة من خلال محاسبيه ،الذين يمنحون ويمنعون المناصب على هواهم، كما أنه يطلق يد تيار سياسي بعينه في الجامعة على حساب الآخرين.
-ماذاكان رد فعلكم تجاه هذا التجاهل لمطالبكم؟
أرسلت له خطاب مفتوح علني بكل ما دار بيننا في المكالمة، فقد انتقلت من مرحلة النصح إلي الإجراءات الحاسمة، وسنعقد اجتماعا موسعا يوم الأربعاء28/ 12 لبحث سبل التصعيد.
- هل ترى أمل في التغييرفي ظل هذه الصورة القاتمة؟
بالتأكيد، نحن نمتلك العقول والإمكانيات لتحقيق التغيير والتقدم في كافة المجالات، ويجب أن تنطلق نقطة البدء من الجامعة، لكن ينقصنا الإرادة والعزيمة على اتخاذ قرار الغيير.
.................................................................................................
نص الخطاب الموجه إلي وزير التعليم العالي :
خطاب مفتوح إلى وزير الجامعات: