الشيماء عطية

قبل أن ابدأ مقالي سأنقل لكم صور من حياتنا في أحوال مختلفة .. الصورة الأولي .. مدرس في مدرسة تعليم أساسي يشرح لتلاميذه درس ما , انه يقرأ من الكتاب و لكن عيناه و أسلوبه ينمان عن عدم تركيز و غرق في التفكير في شئ ما حتي ان احد الطلاب قال له " انا مش فاهم حاجة يا استاذ " نظر إليه بعين غاضبة و رد عليه " اقعد اتنيل هو انتوا من امتي بتفهموا , احفظوا اللي في الكتاب و انتو تنجحوا" .. الصورة الثانية .. شباب في الجامعة في الكافيتيريا دار بينهم هذا الحوار .. الاول : بقي كدة يا جماعة المحاضرة شغالة جوة و احنا قاعدين هنا نضحك و نهزر .الثاني : يا عم كبر الجمجمة انت اصلك جديد علي الشلة , اصلا الدكتور اللي جوة دة مش بفهم منه حاجة و اخرتها بنصور المحاضرة و المذكرات و تلخيص زمايلنا بنحفظهم قبل الامتحان و نرجعهم فيه و بننجح كل سنة .. و ادينا اهو في الكافتيريا بنضحك و نهزر و لا تاعبين نفسنا و لا حاجة .. كبر انت بس دماغك و كل حاجة حتبقي تمام .. الصورة الثالثة .. في النادي .. الاول : الحق مها جاية اهي ..الثاني : يوووه حتيجي تصدعني و توجع دماغي عشان مخرجتش معاها امبارح.الاول : ليه يا بني في حد يقول علي حبيبته كدة .. امال بعد الجواز حتعمل ايه؟الثاني : جواز هي فيها جواز كمان يا عم فال الله و لا فالك.الاول : غريبة دنت كنت حتموت و تكلمها ايه اللي جرالك و بعدين متتجوزش ليه اديك اتخرجت و اشتغلت و ابوك جايبلك الشقة و كل حاجة جاهزة .. مش دة اللي كان نفسك تحققه عشان تتجوز مها قبل متطير من ايديك.الثاني : كان بقي , انا فعلا كنت بحب مها جدا بس بعد مرتبطنا بحوالي 6 شهور حسيت اني مش بحبها و اتغيرت ناحيتها هي كويسة بس انا مش عارف مالي , مبقتش حاسس بيها مش عارف ليه و مش عارف ازاي اوضحلها دنا حتي من كتر مزهقت بدور علي غيرها .. الصورة الرابعة .. في المنزل: الاب : امال فين اسماء الام : خرجت مع اصحابهاالاب : اصحابها مين و راحوا فين.الام : انا عارفة بقي , هو انا حعملها تحقيق و لا انا اصلا فاضية للكلام دة كفاية شغلي و شغل البيت اللي ورايا طول الوقت و انت و لا هنا , بقي يعني اليوم اللي تقعد فيه بدل متساعدني تقعد تسالني و تقرفني اووووف. الصورة الخامسة .. في احد الحفلات .. الاولي : جوزك امور اوي و شيك يا بختك بيه لا و عربيته تجنن , شوفي بيهزر مع اصحابه ازاي ..الثانية : اتفضليه يا ستي و افرحي بشياكته و عربيته (تبتسم بسخرية)الاولي : ايه يا بنتي في ايه امال فين قصة الحب الفظيعة اللي الكل كان بيحكي عنها .الثانية :حب , حب ايه بس اللي بتتكلمي عنه شايفة اللي بيضحك و يهزر دة تقريبا مبيكلمنيش الا للضرورة القصوي .. صدقيني كل حاجة في حياتنا بقت باردة و ملهاش لازمة دة حتي مجينا مع بعض في الحفلة دي عشان منظرنا قدام الناس و لولا كدة كان جاه كل واحد لواحدة. الصورة السادسة .. في حجرة طالب ثانوي .. الام : ذاكر بقي يا احمد , عاوزين مجموع كويس , لازم تدخل طب او صيدلة و لا ان شالله حتي هندسة .. متفضحناش يا ابني اديك شايف رامي ابن عمك رفع راس عمك لما دخل كلية الطب و احنا بقي مش اقل منهم .الابن : ماما هو مش المفروض يكون عندي حلم معين عاوز احققه و عشان كدة المفروض ادرس الدراسة اللي تحقق حلمي او حتي تناسب ميولي, دة حتي مفيش أي علاقة بين دراسة الطب و الهندسة يعني المفروض الطالب علي حسب قدراته يدرس دة ولا دة و عموما يا ماما انا عندي حلم و نفسي احققه , نفسي ادخل كلية العلوم ادرس فلك و اكمل دراستي فيه و اكون من علماء الفلك.الام : يا مصيبتي فلك ايه و علوم ايه , يعني تطلع ايه و تاخد كام و الناس تقول علينا ايه ابنهم خايب و معرفش يدخل كلية من كليات القمة و دخل علوم .. بقي كدة يا احمد بقي دي اخرة تربيتي فيك . الصورة السابعة في العمل الاول : عزت شوفت اخر خبر , مش في واحدة زميلتنا بتعمل ماجستير و حتيجي تقعد معانا عشان هي عاملة بحثها علي القسم بتاعنا لانها عاوزة تطورة.الثاني : دي فاضية دي و لا ايه تطوير ايه و زفت ايه محنا كدة كويسين و مروقين و بنقرا الجرنال .. يا ادي وجه الدماغ اما نشوفها عاوزة ايه دي كمان. .الصورة الثامنه.. شاب يصلي في مسجد يفكر اثناء الصلاة في صاحبته اللي حيقابلها بعد قليل و عيناه تزوغ يمينا و يسارا. الصورة التاسعة.. مسئول سياسي في احد المؤتمرات يتحدث عن التقدم و الازدهار و الانجازات التي تحققت في عهد القائد العظيم و الناس أمامه ما بين مبتسم يضحك في نفسه علي كذب المسئول و تزويره و ما بين مهلل متظاهر بالسعادة الشديدة. الصورة العاشرة .. أمام التلفاز الاول : (في نفسه) ايه الفيلم الرخم دة اللي ما فيه منظر كدة و لا كدة و الممثلة دي مالها لابسه كل هدومها كدة ليه خسارة عليها دي كانت في الفيلم اللي فات محصلتش كان عليها شوية مايوهات.الثاني : فيلم رائع هايل شايف الاضاءة و الموسيقي التصويرية و القصة هايلة , المخرج دة بجد هايل عرف ازاي يعالج المشكلة.الاول : ينظر اليه باستغراب و يجتهد لاخفاء غيظه و احساسه بانه امام انسان معتوه. ******************* عشر صور من الاف الصور في حياتنا تنم علي فقدانا لشئ مهم في حياتنا و هو العمق او لنقل المصداقية في حياتنا جعلنا نمارس كافة انشطة حياتنا دون وعي كاف لما نفعله و دون تفكير منطقي و سليم و دراسة لنائج تصرفاتنا .. لماذا صرنا نعاني من السطحية في كل شئ في حياتنا؟؟ في تفكيرنا و عبادتنا و دراستنا و عملنا و علاقتنا و حياتنا بشكل عام , لماذا فقدنا الروح في كل شئ حتي صرنا بدن بلا روح و عيش بلا حياة او هدف و افتقدنا القدرة علي حل مشكلاتنا..لا ادري هل نكذب علي انفسنا ام ان انفسنا هي التي تكذب علينا؟ و ماذا يجب ان نفعله حتي نستعيد ان نحيا حياتنا بعمق و مصداقية و احساس حقيقي بها و ان نستعيد ايماننا الحقيقي بالله و انفسنا و الاخرين و الاشياء و ان نستغل الطاقة الحقيقية الكامنه بداخلنا.

المصدر: الشيماء عطية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2011 بواسطة kalamtha2er

عدد زيارات الموقع

420,679

تسجيل الدخول

ابحث