جارديانا النيل
و حديث الصباح
شيوخ المهن
-----
ظاهرة تفشت و هى أنانية شيوخ المهن ممن يتشدقون بأنهم من المناصرون للشباب و صغار المواهب و هم عن ذلك بعيدين كل البعد؟!
فكيف تكون من الداعى لتشجيع الشباب
و أنت تركض لطلب مد الخدمة لما بعد الستين
أما كفاك جلوسا على كرسيك ؟!!
أما تعبت أقدامك و تهالكت نظارتك من فوق أنفك
الغير مشتم للبطالة التى صنعتها أيديكم؟
كم من خريجى الجامعات مصطفين حتى ينتهى
تعاقدكم عند الستين و أنتم لا تودوا التقاعد
و من العجب أن تلصقوا تهمة البطالة للدولة
و السلطة و أين أنتم من تلك التهم .؟!
لقد ساهمتهم فى خلق جيل ناقم على دولته
مستجدى الرزق على أعتاب الأسواق
متجول فى طرقات الضياع بلا مأوى
و لا عمل يتناسب مع دراسته و موهبته
بأنانية شيوخ المهن و المناصب ذوى العجرفة
و التملق.... و نزواتكم المفرطة.
و بكم امتلأت ساحات المجد و الشهرة و لا مكان
للأخر إلا من خلالكم و ليس أى أخر بالتأكيد ؟
فلابد من مواصفات خاصة تطغى على مواصفات
من يستحق...
إن الفانون الذى يستحق بالفعل مناقشته
و طرحه أمام أعضاء البرلمان هو كيفية التخلص
من هؤلاء الأصنام آلهة الكراسى.
أصحاب العمر المديد الطامعون فى الأبدية
ممن إذا رأوا موهبة تعلو عليهم أحبطوها
و غطوها بأوراق الكبر و الغرور بدلا من أن يربت على كتفها و يحنو عليها بخبرته ليرى نفسه فيها .
و يجدد عهده بها تاركا لها مكانه بكل حب و تقدير.
لكن ما نراه الآن على الساحة الأدبية و الفنية
و العلمية هو فوضى بكل ما تعنيه تلك الكلمة
و حان الوقت للتصدى لهم بقوة و عدم التراجع
أمام نزواتهم و عشقهم للبقاء فوق أجساد الصغار.
خاصة من يتخذ من شهرته أو منصبه سلما ليحمى
به المتجاوزون و الغير رسميين ليعطيهم شرعية
التواجد و النصب و الإحتيال .
أين عيون الدولة عن هؤلاء ؟ فقد ضج بهم الكون
و صاروا قوة ( ) تهدد مستقبل مصر و شبابها
ففى الوقت الذى تهتم فيه الدولة بشبابها
نجد من يندد بأحقيته فى البقاء فى وظيفته.
و بفتات من الورق يكرمون عاهات المهن
و مجانين الشهرة فى زمن اختلط فيه
الأبيض و الأسود فنتج الرمادى الغير مجدى
لونا و فعلا....
و ازدادت المحسوبية و الوساطة الفجة و السرقات ....فى كل المجالات
حتى أن الفن بات يباع و يشترى فى المحافل
الثقافية و يتم تمجيد أصحاب البدع منهم
و تراجع دور المبدع الحقيقى أمام هيمنة منافقى
المجالات .. فانتشرت بؤر الفساد الأدبى و الثقافى
و أصبح كل شئ له ثمن و ماتت كلمة المتبنى
للمواهب .
كثرت شاشات المتاجرة و الكسب الغير مشروع
لكن بطرق مشروعة كل يوم تظهر علينا قنوات جديدة تستحوذ على أموال الناس لتبيع لهم الوهم .
أين الوزارات المعنية من كل هذا ؟
أين أعضاء مجلس الشعب و كل ممثل لمحافظة
فيه أين هو من تلك الممارسات ؟
أين الضمير الوطنى؟
أم أن ما سبق أسهل الوصول إليه من الوصول
للضمير المسؤل ...؟
أين الصحافة الحرة و أهلها أم أن زعزعة أمن
البلاد و نشر الفتن أهم من التصدى لهؤلاء
خاصة أن البعض أصبح وسيلة ناجعة فى تعضيدهم
ما عدنا نرى الكاتب المناضل لأجل مبدأ و هدف
بل يقاتلون لأجل أشياء أخرى و لا عزاء
سلام على من كانوا بيننا قناديل من نور
و بأحرفهم كم صالوا و جالوا لنصرة الحق
و ما كانت ألام الناس و عوزهم هو مصدر رزقهم
بل كانت سبب تألمهم و السعى لأجلهم
و التفانى للصالح العام و ليس لأجل الذات
جاردى انا النيل
جهاد نوار