رواية شعرية
إرحل يا قلب
--------
أودعته فى صدرى زمنا طويلا
فلما نما و عفا و قاربت الثلاثين
أحسست بلذعة من نبضه تحيى الحنين
فأخرجته لأمنحه حريته طول السنين
فى أذنه وشوشته عمن أحبه
و أخذت به و أريته ذاك الذى أحبه
قائلة : أنظر له مليا ..أنظر قد تحبه
قد لا يبدو وسيما لكننى يا قلب عشقته
صوته..نبرته الحنونة بل كل مُچونَه
أنظر إليه يا قلبى ..إخفق و انبض
انبض بحبه فى كل وريدٍ و عصب
انبض بحبه أعلن ثورة الصخب
فقال قلبى: إمنحينى له لَيلة
أطلقينى لأذهب عنده و أُحيى ليله
فأطلقت سجينى ..و ذهب
ما نمت ليلة و معه عقلى ذهب
أتُراه ماذا يفعل؟ هل أساء الأدب
أيُغنى أيرقص أم بالشوق تعب ؟!
فأمضيت ليلتى أرجو صَحوة الفجر
أُعلل نفسى بلقاء حبيبى المنتظر
ليتنى ألتقيه و قلبى
يا ويلتى مالى كأنى أحتضر
لكن هنيئا لى لقد مَنّ علىّ القدر
و رأيت حبيبى يا له من قدر
ماذا دهاه وجما متجهم الوجه زأر
ملقيا بقلبى و موليا فى ضجر
و قفت أغمغم ماذا خبأ لنا القدر
لست أفهم و تدحرج قلبى
و لصدرى ما عبر...
تحت أقدامى ثبت كالحجر
فاذا به طعنة و طعنة من قاتل فجر
يا ويلتاه!
اقتلك الغادر؟!
أقتلك و هجر ؟
صدقنى ما علمت انه ماكر
سامحنى يا قلب
و حظك العاثر..
و إلى سجنك عد لكن لا تمت
امكث فى زاوية من زوايا حجرتى
اخبؤك فى مدفأتى الخالية من النار
لكنه صاح و ثار..انه احترق
و ما بها من شرر و لا نار
و فى كومة الرماد
بحثت عنه لكنه ما عاد !!
لقد فقدت قلبى ما له من أثر
فنثرت رماده فى فناء بستانى
ليسكن وردة أو زهرة أقحوان
و يستقر هناك ساكنا للأبد
إرحل يا قلب إرحل وحيدا
و لا... تعد ما عاد لك بى
حاجة إرحل دون عود
جاردى انا
بقلمى
جهاد محمود أبو نوارج
gardiana elnil
2 يوليو 2018