كتب/مصطفي السبع
شتاء طوبة
الساعة الثانية عشر والنصف وبعد منتصف الليل فصل الشتاء وبالتحديد شهر طوبة شهر المطر الغزير والجو الشديد البرودة وأثناء هطول الأمطار تنظر ليلى من شرفة غرفة نومها التى تطل على حديقة المنزل والشارع الخارجى للمنزل كى تشاهد جمال المطر ورائحتة الجميلة المنعشه وفجأة زوجها المحامى الكبير ممدوح نائما فى فراشه حيث أنه يستيقظ يوميا فى الساعات الاولى من الصباح ليذهب الى مقر عمله وهو مكتبه الكبير الذى تساعده فيه شقيقته نها المحامية ايضا فهى تعيش مع شقيقها بنفس المنزل نظرا لوفاة والدها وولدتها ولم يتبقى لها فى الحياة سوى شقيقها ممدوح هو الذى ساعدها ووقف بجوارها حتى تخرجت واصبحت محاميه تعمل معه بنفس المكتب .
نعود مرة اخرى إلى ليلى زوجة ممدوح والتى مر على زواجهما اكثر من عشرة سنوات ولم تنجب حتى الآن ونظرا للحب الشديد بينهما لم يخطر ببالهم موضوع الانجاب من عدمه ليلى أثناء تواجدها بشرفتها وبيديها قهوتها التى تعودت عليها كل ليلة وهى تنظر إلى سور حديقة المنزل وجدت شاب يقف بجوار شجرة خارج المنزل وهو يحتمى بها من شدة الأمطار وهى يبكى بشدة ويدعو من الله أن يعفو عنه وينقذه من هذه الامطار والجو الصقيع علما بأنه كان يرتدى ملابس صيفيه قديمه مما ادى ذلك لاهتمام ليلى بمراقبته ثم قام هذا الشاب بمد يديه تحت الامطار ليتوضأ بها حتى يصلى وبالفعل وهو واقف تحت الشجرة بدأ يصلى ويدعو الله ان يرزقه ويعفو عنه من برودة الجو والأمطار.
الموقف بالنسبه لليلى غريب للغاية ولأول مرة ترى هذا الأمر فقامت باستدعاء حارس المنزل عم عاشور وطلبت منه ان يستدعى هذا الشاب داخل المنزل ليحتمى به من الامطار الى ان تهدأ ويظل بجوار عم عاشور حتى طلوع صباح اليوم التالى توجه عم عاشور الى هذا الشاب وطلب منه الدخول داخل المنزل عم عاشور وجد الشاب متأثرا من شدة البروده والأمطار فأخذه وذهب به الى غرفته وأوقد بجواره نارا حتى يمنحه دفأ ليعوضه عن البروده التى دخلت جسمه.
نزلت ليلى من غرفتها وتوجهت لغرفة عم عاشور حتى تطمئن على هذا الشاب دخلت الغرفه وجدت الشاب يجلس بجوار النار وهو يرتجف من شدة البرودة فاقتربت منه وسألته من أنت وماهى قصتك.
نظر اليها الشاب وبدأ بالحديث اليها وفى بداية كلامه قدم لها الشكر على مافعلته معه وقبل ان يتحدث لها ويعرفها بنفسه سألها كيف وثقتى بى وشعرتى بالامان نحوى وطلبت من عم عاشور أن يصطحبنى الى داخل المنزل ابتسمت ليلى وقالت له لقد شعرت بالاطمئنان والامان نحوك عندما وجدتك تتوضأ بمياه المطر كى تصلى تحت المطر وسمعت بكاءك فصعبت علي ابتسم لها هذا الشاب وبدء حديثه معها
قال لها انا يوسف خريج كلية الحقوق وكنت اعمل سائق عند رجل من كبار الاغنياء يدعى عزمى له إبنا يسمى فؤاد وإبنه إسمها شهيرة توفيت أمى بعد ولادتى بعام ونصف وتولى والدى تربيتى إلى ان انتهيت من المرحلة الثانوية وكان والدى يعمل مزارعا بالحديقة الخاصة لفيلا عزمى وبعدما مرض والدى واشتد به المرض توفى والدى واصبحت وحيدا فقمت بممارسة عمل والدى مزارعا بالحديقة وتوليت أمورها وبعد مرور الوقت كان هناك سائق يقود السيارة الخاصة لإبناءه فؤاد وإبنته شهيرة وكان مختص بتوصيلهما يوميا الى الجامعة شهيرة وفؤاد من كثرة دلع والدهم لهما كانت الحياة بالنسبة لهم كشرب الماء لايشعرون بأى مسؤلية ولا أى نقص فى حياتهم كل طلباتهم مجابه ملابس من افخر الملابس العالميه سفر رحلات خروجات سهر شرب كل ما تحلو انفسهم لها انا كعادتى كنت أشاهدهم ليلا ونهارى بحكم عملى بالحديقة التى تحيط الفيلا التى يعيشون بها كنت دائما اواظب على صلاتى
ففى يوم من الايام حدثت مشكلة بينهم وبين السائق الخاص بهم بسبب رجوعهم متأخرا وهما فى حالة سكر عندما طلبت شهيرة من السائق أن يحملها ويدخلها الى الفيلا لعدم إستطاعتها السير على الاقدام من كثرة شرب الخمر فى هذه الليلة فرفض السائق حملها فقام فؤاد شقيقها بصفع السائق على وجهه وقام بطرد السائق من الفيلا ثم قام السائق بإلقاء مفاتيح السيارة على الارض وثار على فؤاد كى يرد له الاساءة فاستغاث فؤاد بحراس وخدم الفيلا الذين أمسكوا بالسائق وأبلغوا عزمى والدهم الذى جاء وشاهد الوضع امامه وبالرغم من الحالة التى وجد فيها أبناؤه وهم فى حالة سكر الا انه تجاهل ذلك وطلب الشرطة التى جاءت لتمسك بالسائق واتهمه بالتهجم على ابنته لسرقة مصوغاتها الذهبية التى ترتديها قاموا الشرطة بالقبض على السائق وذهبوا به الى القسم للتحقيق معه.ولم اعلم حتى الان ماذا فعلوا مع هذا السائق
ثم قام عزمى والدهم باستدعائي ووجه لي سؤال هل تجيد قيادة السيارات فكانت إجابتى له نعم فقال لى إذا فعليك أن تترك زراعة الحديقه وتتولى انت قيادة السيارة فوافقت وكلى خوف من الاحداث القادمة ..
استلمت مفاتيح السيارة وانا فى انتظارهم كل يوم كى يستدعونى حتى أذهب معهم للأماكن التى يترددون عليها علما بانهم كانوا يتغيبون بكثرة من الجامعة فمعظم اوقاتهم فى السهرات والحفلات والشرب حتى صباح اليوم التالى وفجأة من كثرة غيابهم قامت ادارة الجامعة بفصلهم حيث كانت شهيرة فى السنه الاولى بالجامعة وفؤاد فى السنه الثانية من الجامعة وعندما علم عزمى بهذا الخبر لم يعطى له اى اهميه وقال لفؤاد سوف اشترى لك سيارة خاصة لتمارس عملك فى العزبة الخاصة بي اما شهيرة فلها سيارتها وسائقها لتذهب كما تريد فؤاد كان اكثر حظا وسعاده لانه اصبح حر ويمتلك سيارة ويتولى شؤن مزرعته فكثرت مغامراته مع النساء وكثرت سهراته داخل البارات وكثر نشاطه فى ذلك وترك شهيرة بمفردها معى لأقوم بتوصيلها كل يوم الى الاماكن التى تذهب اليها كل ليلة ثم نعود مرة اخرى اذهب لغرفتى لانام بعض الوقت وعندما تاتى العاشرة مساء تستدعينى شهيره لأذهب معها فى الاماكن التى تسهر بها يوميا وكالعادة تعود فى ساعة متأخره من الليل وهى فى نفس حالة السكر من كثرة الشرب طوال السهر.
بدأت شهيرة تهمل حياتها ايضا وتسير بنفس خطوات شقيقها فؤاد دون مراقبه من الاسرة فهى اسرة مفككه كل ما يهمها هو المظاهر الكاذبه امام الناس والعيشه المودرن التى يبحثون عنها دائما استمرت شهيرة فى السير وراء الرياح التى تدفع بشهيرة نحو القاع فتسهر طوال الليل وفى النهار نائمة والغريب فى ذلك هو عزمى باشا الذى لا يهتم بل بالعكس كان يشجعها على الخروجات والسهر وكأنها تقاليد يعيشون بها هذه العائلة حتى كوثر هانم زوجة عزمى باشا كان كل اهتمامها هو السهر يوميا مع صديقتها مرة عندها والمرات الأخرى عند صديقاتها فالتسيب والاستهتار كان هو سمات وصفات هذه العائلة كاملة من الاب الى الام الى الابناء.
ففى يوم من الايام وأثناء عودتى انا وشهيرة من حفلة عيد ميلاد صديقتها ولكن فى هذه الليلة شهيرة كانت فى حالة عصبية شديدة ولأول مرة أتحدث معها وأسألها ماذا بكى ففوجئت بها تتحدث معى بدون أى رسميات وقالت لى ان صديقها تجاهلها اثناء الحفل وتركها وجلس بجوار صديقتها وكان مهتما بها مما ادى ذلك لإهماله لي فتركت الحفلة وجئت حتى أذهب الى البيت..
طلبت منها الهدوء وان كل شئ سوف يكون على مايرام وقولت لها انتى جميلة وكل الشباب يتمنون اشارة منك فعليكى أن تنسي هذا الشاب طالما لم يهتم بحبك له.
فنظرت لى فى المرآه وهى جالسه بالكرسي الخلفى ثم قامت بالرد علي وهى تقول حب يعنى ايه حب انا اول مرة اسمع هذه الكلمه فما هو الحب.
فقلت لها الحب هو امتلاك شخص لشخص آخر هو تقدير هو احترام لمشاعر الطرفين فى الخوف والامان هو الاستقرار فى الحياة إستغربت شهيرة لحديثى عن الحب وقالت لي لم اسمع عن هذا الحب من قبل.
وسألتنى هل تحب فقولت لها لم يصادفنى حتى الان ولكننى بارع فيه فقالت لى كيف ذلك وانت تقول انه لم يصادفك من قبل فقلت لها من قرائتى لروايات الحب والخواطر الرومانسية فوهبت لي أحساسا وشعورا جميلا فقالت لي هل لديك هذه الروايات فقلت لها نعم انها بغرفتى التى اسكن بها داخل الفيلا
فطلبت منى شهيرة ان تستعير منى رواية من روايات الحب التى امتلكها فأعطيتها رواية تسمى الحب الضائع الذى يضيع بين البشر بسبب اطماعهم واستهتارهم بالحياة ونتائجه التى تسببت فى انهيار بعض البشر ودمرت حياتهم بسبب ضياع الحب.
اخذت شهيرة هذه الرواية لتقرأها كانت صفحات هذه الرواية
تزيد عن خمسمائة صفحة لأن الكاتب ابدع فيها من حيث بداية الانسان ونشأته مرارا بالحياة التى يعيشها بدون حب فاستخرج منها روايته الطويلة جداا لان احداث الحياة التى يعيشها الانسان بدون حب كبيرة جداا لانها تبدأ معه منذ بدايته حتى نهايته الحزينة..
إستمر يوسف فى سرد قصتة لليلى عن الاحداث التى حدثت بعد ذلك.
شهيرة بعد حصولها على الرواية لتقرأها إنقطعت اخبارها وأصبحت لا اعلم عنها شيئ وانا انتظرها كالعاده ليلا حتى تستدعينى للخروج معها ولكنها لم تأتى لى فتوقعت بأنها مريضة فى تلك الليلة وهى اول ليلة لم تخرج فيها شهيرة منذ حصولى على قيادة سيارتها وفى اليوم التالى تكرر نفس الشئ مر اسبوعا كاملا ولم ارى فيه شهيرة الامر لا يهمنى كثيرا بل كنت متعجبا بعض الشئ عن عدم خروجها كما تعودت.
ثم مر الاسبوع الثانى وايضا لم ارى شهيرة وفجأة وانا جالس بمفردى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وجدت شهيرة امامى.. فى البداية عاتبتنى بسبب عدم سؤالى عن غيابها فكانت اجابتى خوفا من شقيقها فؤاد حتى لا يسيئ الظن بى فضحكت لي وقالت لا تخف فقولت لها لماذا جئت الى هنا فى هذا الوقت الم تشعرى بالخوف من شقيقك او والدك عزمى فقالت لى وهى ضاحكه لماذا الخوف من عائلة لا تشعر بالحياة فنظرت اليها متعجبا مرة اخرى ماذا بك ياسيدتى فأنتى من تلك العائلة اجابتنى انها منذ بداية قراءة الرواية وهى تشعر بأنها خارج نطاق هذه العائلة وأكملت حديثها لي وهى تقول كأننى ولدت من جديد فقولت لها كيف حدث ذلك قالت لى السبب هو الحب هى الرواية التى قرأت نصفها حتى الان وكانت سببا فى تغير مجرى حياتى وايقنت ان الحب الضائع هو سبب مانحن فيه الان .
شعرت بسعاده عندما سمعت هذا الحديث من شهيرة ثم جلست بجوارى لنقرأ سويا باقى الرواية وطلبت منى ان اصطحبها فى هذا التوقيت بالسيارة لنجلس سويا على النيل بالفعل تم ذلك وجلسنا على النيل نتحدث عن الرواية حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى وقمنا بالعودة الى الفيلا مرة اخرى وعند نزولها من السيارة قالت لي اشكرك يايوسف لاول مرة ارى الفيلا ليلا وادخلها وانا واعيه كل الوعى وبداخلى احساس وشعور جميل وسنلتقى بالمساء مرة أخرى.
تعددت اللقاءات ليلا بينى وبين شهيرة وفى ليلة من الليالى الشتوية اشتد المطر ونحن نجلس سويا بجوار غرفتى التى توجد بين اشجار حديقتهم فخوفا من الامطار دخلنا سويا داخل الغرفة وجلسنا سويا ورأيت المياة على شعرها ووجها وملابسها وهى مرتجفه بسبب برودة الجو ومياه الامطار التى سكنت ملابسها فقمت بإحضار الفوطه لها لتجفف مياه الأمطار الموجوده على جسمها وقمت بتشغيل موقد النار الخاص بى لعمل كوبا من الشاى الساخن ولكنها طلبت منى كوبا من القهوه بالفعل قمت بعمل كوبا لها من القهوة وامسكت به وهى مرتجفه ويديها ترتعش من شدة البرد ثم طال بنا الحديث عن الرواية والكلام فى الحب حتى بدأت تفضفض لى عن حياتها وعن علاقتها مع اصدقائها وانها اذنبت فى حقها كثيرا وتركت نفسها للرزيله اكثر من مره مع اكثر من شاب بسبب الاستهتار وعدم درايتها بالحياة وفوجئت بل صدمت عندما اعترفت لى بأنها ليست عذراء والصدمة الكبرى ايضا عندما علمت منها بان والدتها كوثر هانم تعلم كل شيئ عنها فسألتها ماشعور كوثر هانم عندما علمت بذلك قالت لى لا شيئ وطالبتنى ان اخفى هذه الحقيقة على شقيقى ووالدى فقلت لها كيف حدث ذلك وفى اى مكان وزمان قالت لى منذ عام تقريبا عندما كنت فى حفلة عيد ميلاد صديق لى وكان هو اقرب صديق لي وبعد إنتهاء الحفلة كنا كالعادة فاقدين الوعى بكل شيئ حولنا نتيجة الشرب طوال الليل وتركنا اصدقائنا وذهبنا الى غرفتة وبعد لحظات كنا فى احضان بعضنا البعض وفقدنا فى تلك اللحظة كل شيئ لدرجة أننى فى صباح اليوم الثانى عندما استيقظت من نومى وجدت نفسي عارية تماما وصديقى بجوارى فصرخت وهرولت سريعا خارج الغرفة ومعى ملابسى حتى ارتديها ثم وجدت على ملابس وجسمى بعض اثار الدم فاصبت بصدمه كبيرة كادت ان تسقطنى أرضا ويغشي علي من ماحدث
قام صديقى بتهدأتى وقال لى سوف يكون كل شيئ على مايرام فقولت له ماذا ستفعل قال لى سوف اتحدث مع عائلتى وساتقدم لخطبتك شعرت بالهدوء النسبي وقام بمساعدتى حتى ذهبت الى الحمام لاستكمل ملابسي بعد الشاور بالفعل انتهيت من الشاور وارتداء ملابسي
استكملت الحديث معى شهيرة فقالت خرجت من منزل صديقى وذهبت الى الفيلا ودخلت غرفتى ولم اخرج منها الا وقت الطعام فقط الجميع فى الفيلا لا يعتنوا ولا يهتموا بالآخريين ولا يبحثون عن احد حتى اذا غاب عنهم فترة فلكل منا حياته الخاصة وبعد مرور بضعة ايام ذهبت الى منزل صديقى ولم اجده وعندما سالت عنه بواب المنزل كانت المفاجاة لي كالصاعقة عندما اخبرنى بأنه ترك المنزل والبلد منذ ايام قليلة وهاجر الى خارج البلاد كاد ان يغشي علي من هول المفاجأة وتماسكت وذهبت وانا حزينة الى الفيلا ثم تحدثت مع والدتى ولكنها اخذت الموضوع كعادتها خوفا على سمعتنا امام العائلات الكبيرة وطلبت منى ان لا اتحدث مع اى احد فى تلك الامر وخصوصا والدها عزمى وشقيقها فؤاد
وفوجئت بوالدتى تاخذنى الى طبيبها الخاص وشرحت له كل تفاصيل الحادث وعما حدث لي وطلبت منه ان يقوم بإجراء عملية لإعادتنى مرة اخرى عذراء خوفا من الفضيحه. وتمت بالفعل العملية ومع ذلك اعترفت لك بأننى لست عذراء وبالرغم من ذلك ومن اجراء هذه العمليه وانا مازلت اشعر بأننى لست عذراء هذه قصتى مع عائلتى وحياتى وهذه هى القصة هى سبب ما وصلت اليه من انحراف حتى تركت الجامعه واتجهت نحو فى طريق السوء حتى الآن
سكتت شهيرة عن الكلام وبدأت تسيل الدموع بكثرة على خدودها فوضعت يدى عليها لاواسيها وفجأة وجدتها ترتمى بين أحضانى وتطلب منى ان أضمها لأنها تشعر بالبرودة القاسية وتريد ان تختبئ بى لتشعر بالدفأ وانا فى حيرة ورعب من هذا الأمر.فماذا أفعل .
فقمت بالابتعاد عنها عندما تذكرت الله سبحانه وتعالى واستغفرت الله وقمت باحضار البطانية الخاصة بي ووضعتها عليها لحمايتها من صقيع الجو كان ايمانى بالله فى تلك اللحظة اقوى من وساوس الشيطان فهزمته عندما قمت امام شهيرة وتوجهت الى حنفيه المياة كى أتوضأ وبعد انتهاء الوضوء توجهت الى القبلة وقمت بصلاة ركعتين شكر لله.
وبعدما انتهيت من الصلاة سألتنى شهيرة لماذا تصلى الان وهذا التوقيت ليس بتوقيت الصلاة فقلت لها الصلاة جائزة فى اى وقت حتى لا يتسلل الشيطان بداخلى والان قمت بالصلاة لاشكر الله على نعمه وفضله علي لاننى إنتصرت على الشيطان وكان فضل الله علي عظيما.
شهيرة استعجبت من امرى وقالت لي لم ارى شخص مثلك من قبل فقامت شهيرة وخرجت من غرفتى وتوجهت الى فيلتها وهى صاعدة غرفتها وجدت شقيقها فؤاد يجلس فنادى عليها وسألها أين كنتى الان فقالت له كنت جالسه بالحديقه لاشاهد الامطار وتركته وذهبت وصعدت على سلم الفيلا ظن فؤاد انها ستذهب الى غرفتها ولكنه شاهدها تذهب لغرفة والدتها فشك فى الأمر فصعد وراء شهيرة ووجدها تدخل غرفة والدتها فاقترب فؤاد من الغرفة وسمع شهيرة وهى تقص على والدتها ماحدث لها فى تلك الليلة عندما ذهبت وجلست معى وقصت لى قصتها كاملة فنهالت عليها كوثر هانم والدتها بالسباب لانها اخطأت عندما تحدثت معى عن ما حدث معها وانها حاولت بكل الشتى باقناع طبيبها الخاص لعمل العملية لتخفى الفضيحة التى تسببت فيها شهيره وقالت لها والدتها لماذا تذهبين ليوسف هل لتكرار الخطأ الذى وقعتى فيه من قبل وكان هيسبب لنا عار لولا معرفتى بالدكتور ميخائيل الذى أنقذنا من الفضيحة ووافق على عمل العملية فى نفس اللحظه سمعهما فؤاد وأصابته الصدمه وثار مما قام بدفع باب الغرفة بقوة وعصبية شديدة وأشهر مسدسه ناحية اخته وانهال عليها بالسباب على مافعلته من فعل اساء للعائلة ...
واكمل يوسف حديثه ظن فؤاد ان السبب فيما حدث لشقيقته هو انا وعندما تحدثت له شهيرة واتهمته هو والديها بالتقصير نحوها واتهمتهم ايضا بالانفلات الاخلاقى الذى يصيب العائلة وان كل انسان يعيش بمفرده ويعمل مايحلو له دون اى عقاب اوحساب مما وصل بنا الامر الى هذا.
فؤاد وهو فى حالة غير طبيعية والمسدس بين يديه وامه تتوسل إليه أن يترك المسدس من يديه حتى تقص له عن ماحدث فؤاد ينهار ويطلب من امه الصمت وهو يبكى ويقول لهذه الدرجة تطيح بنا فى الوحل من اجل سائقها وقبل ان تنطق شهيرة بالحقيقة خرجت الطلقة من المسدس اصابتها بقلبها وأنهت حياتها على الفور فانصدمت كوثر هانم واصيبت بأزمة قلبية حاده وانتهت حياتها هى الأخرى نزل فؤاد على سلالم الفيلا يصرخ بجنون فسمعته بعد ضرب الرصاص وشعرت بأن الامر أصبح خطرا وخصوصا عندما رأيته يصرخ بأعلى صوته وهو ينادى بإسمى من بين اشجار الحديقة فهرولت سريعا ناحية سور الفيلا وصعدت اعلى السور وقفزت بالشارع المجاور واستمريت فى الجرى بالشوارع وانا لا اعلم اين اذهب الى أن وصلت الى منزل مهجور ودخلت به حتى أنتظر به للصباح وفى اليوم التانى خرجت فى الصباح ابحث عن مكان يؤوينى او عمل اعمل فيه واثناء تجولى بالشوارع رأيت الناس يتحدثون عن هذه الحادثه وانها منتشرة بالجرايد وعندما تقربت منهم لمتابعة ماتكتبه الجرايد شاهدت عنوان الحادثه بأن فتاة تقتل على يد سائقها ثم هرب والمباحث تبحس عنه.كما ذكروا إسمى بجوار عنوان الحادثة
جن جنونى من هذا الخبر وتركت المكان الذى كنت اتواجد فيه وحتى الآن أسير ولم اعلم الى اين انا ذاهب وعندما دخل علي الليل جئت الى هنا فاشتدت الامطار الغزيره التى منعتنى من التحرك وانا ارتجف وارتعش من الجو البارد وشدة الامطار فقمت بمد يدى الى الامطار لاستغل نزول الماء من السماء حتى أتوضأ لاصلى رقعتين حتى ينجينى الله ويرزقنى بمن يساعدنى فى هذه المحنة.
ليلى بكت بشدة من قصة يوسف وقالت له لا تقلق فاستمر هنا مع عم عاشور حارس المنزل وسوف اعرض حكايتك على ممدوح زوجى فهو محامى كبير ومشهور وان شاء الله سوف يقف بجانبك حتى تثبت براءتك يوسف اطمئن رويدا رويدا ووجه الشكر لليلى على هذا العمل الخير الذى عملته معه من اجل ان تحافظ عليه وتقف بجواره.
ممدوح المحامى زوج ليلى نائما فى ذاك الوقت حيث يقوم مبكرا ليذهب الى مكتبة وممارسة عمله ولكنه شعر واحس بدخول ليلى عليه فى هذا التوقيت وسألها لماذا السهر حتى الآن فى هذا الجو الصقيع فقالت له ليلى اكمل نومك وسوف اقص عليك ماحدث فى تلك هذه الليلة عندما تعود من عملك
فاستشعر ممدوح القلق وقام من نومه وجلس على سريره وقال لها مابك ياليلى وماذا حدث احكى لقد ذهب النوم ولن انام مرة اخرى وسأظل جالسا هكذا حتى الصباح.
جلست ليلى بجوار ممدوح وقصت عليه كل أحداث يوسف الى وان وصل الى هذا المنزل وهو الآن بغرفة عم عاشور حارس المنزل تعصب ممدوح من حديث ليلى لان يوسف امام ممدوح وامام العدالة مجرم وقاتل فطلبت ليلى من ممدوح ان يهدأ حتى يرى بنفسه يوسف ويسمعه وبعد ذلك يقرر ماذا يفعل معه.
قام ممدوح من على سريره وخرج من غرفته ليذهب الى غرفة عم عاشور ليقابل يوسف ليعرف منه الحقيقة وعند اقترابه من الغرفة سمع صوت ملائكى يقرأ القرآن بطريقة اروع من الخيال فاهتزت مشاعر ممدوح وهدأ هدوءا شديدا ودخل على عم عاشور ويوسف وانتظر حتى انتهى يوسف من قراءة القرآن وتوجه اليه وقال له احسنت يايوسف بارك الله فيك.
كان يوسف خائفا من مقابلة ممدوح ولكنه فوجأ بمقابلة ممدوح له وكأن القدر نصف يوسف هذه المرة ليظهر امام ممدوح بأنه برئ ويحتاج للمساعدة وكأن الله يعوض يوسف عن ماحدث له من ظلم كان سيؤدى الى اعدامه.
تقرب ممدوح من يوسف وقال له انه قرأ عن الحادث من خلال الجرايد ولكنه الان مؤمن ومقتنع ببرائته سوف يقف بجواره حتى ينقذه من حبل المشنقه.
ثم طلب ممدوح من يوسف ان يأتى معه الى قسم الشرطة ليسلم نفسه بالفعل تم حبس يوسف وقبل إحالته للتحقيق بدأ ممدوح فى تجهيز اوراق القضية واكتشف من تقرير النيابة أنهم وجدوا شهيره مقتولة وغارقة فى دمائها بغرفة يوسف والادلة كلها ضد يوسف تعجب ممدوح من تقرير النيابة وطلب مقابلة يوسف على انفراد حتى يخبره بما وجده بتقرير النيابه يوسف ثار امام ممدوح وقال له هذا التقرير غير سليم ولا يمت بالواقع بأى صله وبدأ يشرح له كل التفاصيل حتى يمكن ممدوح من خيط ينهى به القضية لصالح يوسف مع العلم بان ممدوح مقتنع تماما ببراءة يوسف رغم تعقد القضية امامه بعد الاطلاع على تقرير النيابة وذهب ممدوح لمكتبة وجلس مع شقيقتة نها المحامية بنفس المكتب وسرد لها قصة يوسف وبدأو يبحثون عن خيوط القضية معا دون ان يشعر بهم أحد فاستوقفت نها عند طبيب كوثر هانم والدة شهيرة التى اخذت شهيرة له وذهبت لعمل عمليه ترقيع لابنتها وقالت نها لممدوح يجب علينا ان نصل الى هذا الطبيب اولا فمن الممكن ان يكون لديه حقيقة الأمر التى تساعدنا فى الوصول الى خيط القضية الذى سوف يكون سببا فى براءة يوسف
ذهب ممدوح الى السجن لمقابلة يوسف ليسأله عن اسم الطبيب الذى ذهبت اليه شهيرة فاجابه يوسف للاسف كل الذى اعلمه عنه انه كان طبيب كوثر هانم الخصوصى منذ سنوات عديدة الامر اشتد صعوبة على ممدوح وخصوصا ان هذا الخيط كان قوى ومؤثر فى تغير سير القضية ممدوح خرج وترك يوسف داخل السجن وذهب الى المديرية وطلب مقابلة وكيل النيابة وسرد له كل التوقعات التى يتوقعها ممدوح وطلب من وكيل النيابة باستخراج تصريح تفتيش الفيلا وغرفة نوم كوثر هانم بالتحديد بالفعل ذهبوا رجال الشرطة ودخلوا الفيلا وقامو بالتفتيش داخل غرفتها وقاموا باخذ كل الروشتات العلاجية بكوثر هانم وايضا قاموا بتفتيش غرفة يوسف ولم يجدوا شيئ أخذوا كل الاوراق الخاصة من روشتات وخلافه لكوثر هانم وذهبوا بها الى النيابة وقامت النيابة باستدعاء طبيب كوثر هانم الدكتور ميخائيل توادروس وعندما سألته النيابة عن سبب العملية التى خاضها لشهيرة اجاب الدكتور ميخائيل بأنه رفض بشده فى عمل هذه العملية ولكن كوثر هانم صديقه للدكتور منذ زمن وهى مريضته أيضا وهناك علاقة حميمه تربطه بالعائلة وعندما قصت لى كوثر هانم عن ماحدث لشهيره قمت بعمل هذه العملية اعترف الطبيب امام النيابة ان الذى تسبب فى فض غشاء البكاره لشهيرة كان طالب وهو زميلها بالجامعه هرب وهاجر الى أوروبا فى تلك اللحظة انتهت مهمه الدكتور ميخائيل .
النيابة اصدرت حكما ببرائة يوسف من قضية الاعتداء على شهيره ولكن يبقى متهما فى قضية قتلها ممدوح المحامى اصبح هو وشقيقته نها فى ورطه كبرى ولكن رئيس النيابة بعدما تأكد من براءة يوسف من الاعتداء على شهيره بدأ يشك فى فؤاد شقيقها وهو يعلم كل شيئ عن اخلاق فؤاد وجولاته مع اصدقاء السوء وعلاقته وتردده على البارات وصالات القمار ثم قام باصدار تصريح اخر لمعاينة الفيلا بالكامل داهم الفيلا رجال الشرطة ومعهم رئيس النيابة والبحث الجنائي والكشف عن البصمات رجال الشرطة قاموا بإحضار الكلب البوليسي لاستكشاف مايمكن اكتشافه وذهبوا لغرفة يوسف ووجدوا بالغرفة آثار بقع دم صغيرة جدا وقاموا بتصليط الكلب البوليسي عليها حتى يسير وراء نقاط الدم الموجودة فى كل اماكن الفيلا الكلب البوليس خرج من غرفة يوسف وذهب الى الفيلا ووقف عند اول درجة من السلم وبدأت يلهث بها بلسانه تقدم اليه خبير البحث الجنائي فوجد بالفعل بقعة من الدم ثم امر الكلب بالتواصل حتى وصل الى غرفة نوم كوثر هانم فقام العسكرى المرافق للكلب بفتح الغرفة امام الكلب فدخل الكلب مسرعا واكتشف اكثر من ثلاثة بقع من الدم على ارض الغرفة ثم عثر الكلب على الكتاب الروائي وهو ملقى تحت سرير الغرفة وبه ايضا آثار من الدم فاخذه رئيس النيابة وفتحة فوجد فى نهاية الصفحة بعض الكلمات وعليها توقيع شهيرة وهى تشكر يوسف لانه اعادها للحياة الحقيقية بعدما عاشت حياة مظلمة خيالية بسبب عائلتها وتمنت لقاء يوسف قبل ان يحدث لها ماحدث من احداث مؤسفه فى حياتها فى نفس اللحظة كان يتواجد فؤاد ووالده عزمى باشا وهم ثائرين على رجال المباحث ورافضين مايقومون به بعد القبض على يوسف فتوجه رئيس النيابه الى فؤاد ويتهمه بقتل شقيقته ثار فؤاد على رئيس النيابة ورجال المباحث وطالب منهم ان يخرجوا من الفيلا وقام بمحاولة طردهم الا ان فى تلك اللحظه شاهدوا الكلب البوليسي يخرج مهرولا وبسرعه الى حديقة الفيلا فالجميع تعجب لما فعله هذا الكلب وقالو يبدو ان هناك امر ما اكتشفه الكلب بالفعل وقف الكلب فى منطقة بجوار بوابة الفيلا وبدأ يحفر بأرجله وساعده العسكرى المرافق معه حتى وجدا جوانتى ومسدس داخل الحفره فقام رئيس النيابة بالتنبيه على رجال البحث الجنائي بأخذ بصمات كل من كان فى الفيلا وقت الحادث اعترض بشدة فؤاد على هذا فأمر رئيس النيابة بالقبض عليه واحالته الى التحقيق لحين الانتهاء من كشف البصمات بالفعل جاء التقرير الاخير لكشف البصمات ووجدوا البصمات مطابقة لبصمات فؤاد انهار فؤاد واعترف بجريمته لقتل شقيقته عندما سمعها تحكى لوالدتها عن الاحداث التى مرت بها وانه سمعها وهى تتحدث عن يوسف فظن ان يوسف السائق الخاص بها هو المتسبب فيما حدث فثار عليهم وهو بيديه مسدسه ودون ان يشعر ضغط على المسدس فخرجت منه الطلقة فى اتجاه شقيقته فأدى ذلك الى وفاتها فى الحال ورأيت والدتى منهاره ثم ارتمت على الارض وهى مريضة بالقلب فأصيبت بسكته قلبية فى الحال ثم نزلت مسرعا ابحث عن يوسف لاتخلص منه ولكنه هرب من سور الفيلا فذهبت الى الفيلا مرة اخرى وكان والدى مسافرا8 الى العزبة فاتصلت به واخبرته بما حدث ان يوسف قتل شهيره وهرب وقفلت مع والدى الخط وصعدت لغرفة شهيرة وحملتها ونزلت بها وتوجهت الى غرفة يوسف ووضعتها بالغرفة وخرجت من غرفتها وتوجهت الى حديقة الفيلا ثم قمت بحفر حفرة لأدس فيها المسدس والجوانتى الذى ارتديه ثم قمت بابلاغ الشرطة وعندما حضروا قولت لهم اننى كنت قادم من سهره مع اصدقائي وصعدت الفيلا ووجدت باب غرفة امى مفتوحا فاتجهت نحوه وفوجئت بأمى ملقاه على الارض فاقده النطق والوعى ونزلت وابحث عن شقيقتى وجدتها غارقه فى دمائها بغرفة يوسف الذى قتلها ثم هرب.
بالفعل اقتنع الظابط بكلامى وتم استدعاء النيابة وتوالت الاحداث واتهم يوسف بقتل شقيقتى وظننت ان الأمر قد انتهى ولكن سرعان ما اكتشف امرى حاليا وتم اكتشاف الحقيقة فعلا انا قاتل شقيقتى .
اعترف فؤاد اخيرا بكل ما خططه حتى يثبت التهمه على يوسف ولكن الله عظيم قادر على كل شيئ وعلى كشف الحقائق فسخر ليلى وممدوح ونها للوقوف بجوار يوسف لينقذاه من جريمة لم يفعلها ومن حكم غير عادل فأنزل الله حكمه العادل لينجى يوسف من حبل المشنقه خرج يوسف بعد البراءه وهرول سريعا لممدوح المحامى وطلب منه ان يذهب الى منزله ليشكر ليلى وبالفعل ذهب ممدوح ومعه يوسف ونها لمقابلة ليلى وعندما دخل يوسف الفيلا ووجد ليلى امامه رقع تحت قدميها ليقبلها ثم امسك بيدها ليقبلها ايضا ووجه لها الشكر الكبير لماقامت به نحوه ثم طالبت ليلى من ممدوح ان يصطحب يوسف معه الى مكتبه ليعمل به علما بان يوسف يحمل شهادة ليسانس الحقوق بالفعل استلم يوسف عمله بمكتب ممدوح وللصدف الجميلة جلس فى نفس مكتب نها شقيقة ممدوح واصبح يشاركها فى كل القضايا الى ان بدأت شرارة الحب بينهما التى ادت الى الزواج.
تزوج يوسف من نها شقيقة ممدوح..
صدقت الآيه الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ...
صدق الله العظيم
مصطفى السبع