حسين الربيعي 


٢٢ كانون الثاني ٢٠١٩
-------------------------
الى كل الذين يعولون على امريكا باستعادة حرية واستقلال العراق ..
فما اشبه اليوم بالبارحة .
يتحدث الامريكيين ، ومن يصدقهم بخبث او غباء ، عن خطر ايراني ، بينما الخطر الامريكي هو الداهم ، وهو المسيطر على الساحة العراقية ، وقواعد الجيش الامريكي على بعد امتار عن المدن العراقية .
بل ان منتجات امركيا الارهابية من القاعدة الى داعش ، مرورا بجيش النقسبندية وغيرها من العصابات الارهابية ، كان لها ولا زال الخطر الاول الذي دمر العراق ، وقتل من شعبه ، ناهيك عن جرائم قوات الاحتلال ومرتزقته .. بلاك ووتر وفضائح سجن ابي غريب ، وقتل الابرياء من اطفال ونسوة وعجزة .. ما يملئ الذاكرة قيئا ، حتى من اسم امريكا وليس من التعامل معها .
علينا ان نحرك ذاكرة من يريدون ان يمسحوا وطنيتهم بحفاظات الاطفال "بامبرز" ، بدعوا ان امريكا ستحررهم ، وهم يتجاوزون عن كل جرائم امريكا ، وكأنهم يقولون : 
لا محبة الا بعد عداوة . 
ولكن اية عداوة تجاوزوها ليبنوا محبتهم لامريكا ؟
لقد تجاوزت عداوة امريكا ، الوطن .. العراق ، فطالت الشرف العشائري والعائلي .. 
كم مثل الطفلة عبير الجنابي ، اعتدي على شرفها وانهيت حياتها ..
وكم من امرأة عراقية اعتدي على شرفها ..
وكم من عائلة فقدت معيلها ..
لا زال يداهمني كلما تذكرت قصة عبير حزنا كبيرا ، ولازال قلبي يظهر حقدا على امريكا ، كلما تذكرت اننا لم نقم بالثأر لهذه الطفلة التي انتهك عرضها جنود امريكيين ، ثم احرقوها هي وافراد عائلتها .... ولم نثأر لغيرها ، ولم نقدم على تقديم شكاوي للمحاكم الدولية المختصة بهذه الشؤون ... بل لم نفعل الا ان البعض يحاول ان يغيب الذاكرة الوطنية ، ويقلب العلاقة مع المجرم الحقيقي الى علاقة محبة وعشق !!
اي جريمة .. ان ياخذ البعض ،الحقد الطائفي ، كي يتحدث عن خطر مزعوم غير موجود .. بخطر واضح وبين ومعلوم .؟
نقطة اخيرة ، فقط للتذكير ، فان امريكا لم تكن العدو للعراق والعرب منذ ان احتلت العراق ، امريكا هي العدو الرئيسي مع الكيان الصهيوني .. فامريكا هي الداعمة لهذا الكيان الذي يغتصب ارضنا ومقدساتنا .. اقول هذا لمن لا زال يتمسك بعروبته ودينه .
اقرأوا كيف تعلمنا من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، ولماذا لا زال شعارنا ومطلبنا ، هو مقاومة الاحتلال الامريكي :
يروي محمد حسنين هيكل، الذي كان مقرّباً من جمال عبد الناصر، أنه في شهر آذار/ مارس من عام 1953، حطت طائرة جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأميركية آنذاك في القاهرة. وعلى سلّم الطائرة، همس السفير الأميركي لدى مصر في أذنه قال: «إن الرجل القوي في النظام الجديد هو شاب اسمه جمال عبد الناصر وليس محمد نجيب». كان قد مضى على قيام الثورة في مصر تسعة أشهر فقط. طلب دالاس من سفيره أن يرتب له لقاء مع الشاب القوي. وإلى مائدة عشاء اجتمع أربعة: جون فوستر دالاس والسفير الأميركي وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وعرض دالاس فكرة إقامة حلف في الشرق الأوسط يرتكز على عواصم ثلاث: «أنقرة أكثر العواصم الإسلامية تقدماً، وكراتشي أكبر العواصم الإسلامية من حيث السكان، والقاهرة أكثر العواصم الإسلامية عراقة».
كان دالاس يخطط لاستكمال سلسلة الأحلاف لتطويق الاتحاد السوفياتي بها. وكان أيضاً يسعى إلى إدماج إسرائيل في المنطقة تحت علم الحلف المزمع إنشاؤه.
سأله عبد الناصر: ولكن لماذا هذا الحلف، ولمواجهة أي خطر؟
أجاب دالاس: الخطر الشيوعي.
رد عبد الناصر: كيف تريدني أن أرى خطراً مزعوماً على مسافة أربعة آلاف كيلومتر، ولا أرى خطراً حقيقياً على مسافة مئة كيلومتر؟
الصورة : الهوية الشخصية للطفلة المغدورة عبير الجنابي .

 

 

 

المصدر: عزةالشيخ
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2019 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,414
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية