ارتفع عدد قتلى ضحايا حادث الدهس فى سوق برلين أمس الأول، إلى ١٢ قتيلا و٤٨ جريحا، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الحادث «عمل إرهابى» ارتكبه، على الأرجح، طالب لجوء، وسط غموض حول هوية المنفذ حتى الآن، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابى مسؤوليته عن واقعة الدهس، وسط برلين، فيما تمكنت الشرطة الألمانية من التعرف حتى الآن على هوية ٧ من الضحايا الـ١٢ الذين قضوا نحبهم فى الحادث، من بينهم ٦ ألمان وسائق بولندى، وهناك بلاغات بمفقودتين إسرائيلية وإيطالية.
وأعلنت الداخلية الألمانية، أمس، إغلاق أسواق عيد الميلاد ببرلين، حدادا على الضحايا، وسط حالة استنفار أمنى فى فرنسا وبريطانيا وعدة دول أوروبية لتأمين أعياد الميلاد ورأس السنة.
وقالت ميركل: «أعرف أنه سيكون صعب علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء لألمانيا»، وتابعت «سيكون الأمر مشينًا لجميع هؤلاء الألمان الملتزمين بمساعدة اللاجئين والأشخاص الذين هم بحاجة لحمايتنا»، وقال وزير داخلية ولاية سارلاند الألمانية، كلاوس بويلون، إن «ألمانيا فى حالة حرب».
وأفادت وسائل إعلام ألمانية أن سائق الحافلة باكستانى وصل لألمانيا كلاجئ، ونقل تليفزيون «آر. بى. بي» المحلى عن مصادر أمنية، قولها إن المهاجم جاء لألمانيا عبر مدينة باسو على الحدود النمساوية فى ٣١ ديسمبر ٢٠١٥، وإنه ولد فى باكستان ومعروف لدى الشرطة لارتكابه جرائم صغيرة، ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن مصادر ضالعة فى التحقيق قولها إن المهاجم يدعى «نافيد ب».
وذكر تقرير للشرطة الجنائية أن المشتبه به فى الهجوم كان يحمل تصريح إقامة مؤقتة منذ يونيو ٢٠١٦، وأضاف التقرير أن خطر إرهاب المتشددين الإسلاميين فى ألمانيا ما زال كبيرا، فيما أكد وزير الداخلية الألمانى، توماس دى مايتسيره أن المشتبه به نفى تورطه فى الهجوم، وقالت مصادر أمنية إن المشتبه به الذى تم اعتقاله ربما لا يكون هو منفذ حادث الدهس. وقال دى مايتسيره إن ملابسات الحادث لا تزال غير واضحة، ورجحت شرطة برلين إن سائق الشاحنة توجه عمداً للسوق، وأنها تحقق فى خيوط تشير إلى أن الشاحنة مسروقة من موقع بناء فى بولندا، وأوضحت مجلة «فوكس» الألمانية أن القوات الخاصة التابعة للشرطة داهمت حظيرة طائرات فى مطار تمبلهوف السابق ببرلين تستخدم كمركز لإيواء اللاجئين، ودعا حزب البديل إلى تطبيق حظر فورى على دخول أى أشخاص غير معروفى الهوية لألمانيا عقب الحادث الذى قوبل بتنديد أوروبى ودولى واسع.
وبينما أغلقت أسواق الميلاد فى برلين ليوم واحد احتراما للضحايا وأقاربهم، طالب وزير الداخلية الألمانى بضرورة استمرار الأسواق والاحتفالات فى كل مكان لأن «إلغاءها سيكون خاطئا»، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها ستعزز إجراءات الأمن عند الأسواق الخاصة بعيد الميلاد فى البلاد، وأعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند ان فرنسا تواجه «مستوى عاليا من التهديد» الارهابى، وقالت شرطة لندن، إنها تراجع خطط التأمين عقب هجوم برلين واغتيال السفير الروسى فى أنقرة.