كتب : عمرو صابح
فى يوم 22 يناير سنة 1517ميلادية ، احتل الأتراك مصر وبعدها احتلوا معظم بلدان العالم العربى.
قبل الغزو التركى كان الفارق الحضارى بيننا وبين أوروبا لا يكاد يذكر ، وكانت جيوش المماليك تقاتل البرتغاليين فى المحيط الهندى ، وسلطان المماليك يهدد إيزابيلا و فرديناند فى أسبانيا بالتدخل لحماية مسلمى أسبانيا ، وحضارة المماليك يشهد عليها ما تركوه من مساجد وخانقاوات ومدارس وقلاع ، وقوتهم يؤكدها ان المماليك هم من طردوا الصليبيين من العالم العربى كله ، وهم من سحقوا المغول وهزموهم شر هزيمة.
فى الأيام الأولى لدخول الأتراك للقاهرة قتلوا 10 ألاف مصرى ، ونهبوا الأسواق والبيوت ، واعتدوا على الحرمات ، وباعوا أطفال مصر فى أسواق العبيد ، وأحرقوا المساجد وفسقوا فيها ، ولم يكتف سلطانهم سليم بذلك بل جمع كل أرباب الحرف والمهن والطوائف والصناع المهرة والعلماء المصريين وأخذهم معه إلى تركيا وهو عائد إليها.
بعد 400 سنة من احتلال الأتراك لمصر وللعالم العربى ، انهارت الدولة العثمانية تاركة مصر متخلفة ومحتلة ومعها كل الأقطار العربية الأخرى.
أصبح الفارق الحضارى بين العرب والغرب شاسعاً لصالح الغرب الذى خاض عصور النهضة والتنوير والثورة الصناعية بينما الاحتلال العثمانى جاثم فى العالمين العربي والإسلامى ينشر الجهل والفقر والمرض.
من المضحكات المبكيات ان مصر ظلت تدفع الجزية لتركيا منذ الغزو العثمانى وحتى عام 1955، عندما اكتشف وزير المالية المصرى الأمر ، كانت سيادة تركيا على مصر قد انتهت عام 1914 بإعلان الحماية البريطانية على مصر بل أن الخلافة العثمانية ذاتها كانت قد سقطت فى عام 1924 ، ولكن حكام الجمهورية التركية كانوا لصوص كأسلافهم من سلاطين بنى عثمان ، ولم يكتفوا بحصيلة نهب 4 قرون من حكمهم الأسود وواصلوا سرقة مصر لعقود أخرى.
يوم أسود فى تاريخنا وللأسف مازلنا نعانى من عواقبه الوخيمة.
---
كتاب " بدائع الزهور في وقائع الدهور " للمؤرخ المصرى " محمد ابن إياس الحنفى القاهرى " ، هو أفضل مرجع عن وقائع نهاية دولة المماليك وأحداث الغزو التركى لمصر وأفعال الأتراك فى المصريين".
محمد إبن إياس كان معاصراً للأحداث ويدونها يومياً.