كتب الصحفى حاتم الوردانى 

مما لاشك فيه أنه لا عيب إذا وجدت الرجل الصالح الصادق الأمين ان تعرض عليه ابنتك او أختك للزواج بها لأن هذه السنة قديمة وليست حديثة العهد فمثل (أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك )
فهذه السنة من السنن الغائبة والمستغربة والمهجورة التي هجرها أكثر المسلمين وقد جاء ذكر هذه السنة في القرآن الكريم حين عرض الشيخ الصالح ابنته على موسى عليه السلام في قوله تعالى : { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } [27 سورة القصص آية 27 ] فصاحب مَديَن يعرض ابنته على موسى عليه السلام ، وقد جاء غريباً مهاجراً ولم يتحرج من هذا العرض ، ولم يشترط في موسى أن يكون من قومه أو وطنه أو جلدته وإنما اكتفى بشرط هو الدين والخلق والكفاءة .
أما السنة المطهرة فقد أكدت فكرة عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح ..
أخرج الإمام البخاري في باب [ عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير ] ( إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا ، قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت له إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ؟ فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئاً وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال لعللك وجدت علي حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها ) . رواه البخاري
 فهل نجد الآن من يتصدى لظاهرة العنوسة ويواجهها بهذه السنة الغائبة والمستغربة عند كثير من الناس !!!!!!! ويضيف الشيخ عبد الله بن زقيل : قال القرطبي في تفسيره (13/179) عند قصة موسى وصاحب مدين عندما عرض عليه تزويج ابنته له : أُنْكِحك " فِيهِ عَرْض الْوَلِيّ بِنْته عَلَى الرَّجُل ; وَهَذِهِ سُنَّة قَائِمَة ; عَرَضَ صَالِح مَدْيَن اِبْنَته عَلَى صَالِح بَنِي إِسْرَائِيل , وَعَرَضَ عُمَر بْن الْخَطَّاب اِبْنَته حَفْصَة عَلَى أَبِي بَكْر وَعُثْمَان , وَعَرَضَتْ الْمَوْهُوبَة نَفْسهَا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَمِنْ الْحَسَن عَرْض الرَّجُل وَلِيَّته , وَالْمَرْأَة نَفْسهَا عَلَى الرَّجُل الصَّالِح , اِقْتِدَاء بِالسَّلَفِ الصَّالِح قَالَ اِبْن عُمَر : لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَة قَالَ عُمَر لِعُثْمَانَ : إِنْ شِئْت أُنْكِحك حَفْصَة بِنْت عُمَر ; الْحَدِيث اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ .ا.هـ. أحاديث أخرى في الباب : إلى جانب حديث عبد الله بن عمر ، الذي أورده الأخ أبو لجين ، وردت نصوص أخرى وهي : - ‏عَنْ أُمَّ حَبِيبَةَ ‏‏قَالَتْ ‏: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ انْكِحْ ‏أُخْتِي ‏‏بِنْتَ ‏أَبِي سُفْيَانَ ،‏ ‏قَالَ :‏ ‏وَتُحِبِّينَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، لَسْتُ لَكَ ‏‏بِمُخْلِيَةٍ ،‏ ‏وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ ‏‏أُخْتِي ،‏ ‏فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏إِنَّ ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ ‏‏ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ ‏، ‏قَالَ : بِنْتَ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ ؟ ! ‏ ‏فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي ، إِنَّهَا لَابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ ، أَرْضَعَتْنِي ‏، ‏وَأَبَا سَلَمَةَ ‏ ‏ثُوَيْبَةُ ‏ ‏، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ . [رواه البخاري (5107) . وبوب عليه البخاري كما ذكر أبو لجين : عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير . ]

 

 

المصدر: عزة
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2019 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,489
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية