بقلمى / حافظ عبدالله

لعدة ليال متتالية يجري التعذيب للنفس بالنفس ذاتها ، من دون معرفة الأسباب التي تقود الإنسان إلى هذا ، عالم آخر من أعاجيب هذا الزمن ، الآن بداخلى وفى جوف هذا الليل أبدو وحيداً على هذا الكوكب ، كل المسؤوليات تخصني وحدي وليس سواي ، وليس في الظن الاعتماد عليها ، لا يمكنني الاتكاء عليها وتحميلها أخطائي ، فالنفس تبدو خائنة بعضاً من الوقت ، ومحملة بالقدر الكافي بأثقال في حينٍ آخر ، هذا الشعور بالوفاء للقيم والأخلاق والدين الذي يمنعني من أن أكون مخموراً ناجياً من كل هذا التفكير ، يعذب أكثر وبقوة لا وصف لها ، إنه حقاً اختيار لليوم والطريقة واللحظة التي يموت بها الإنسان ، موتاً هادئاً وديعاً لا يأخذه منه إلا الألم ، والشعور بالألم جراء هذا التصادم المعرفي والانتقالي بين الذات واختياراتها العبثية يقودني كل ليلة إلى مقصلة الجنون ، فما هذا أيها الزمن العجيب ، أين أجدني ؟ وكلما مررت بنهرٍ لأشرب جف وتوارى بشريانه خلف الغمام ، ثم طالبني بالبكاء ليرتوى منى ، فحتى متى العطاء من الروح ؟ أخبرني قبل أن يهرم فكري وأترك نفسي على جرفٍ قديم ، تتنازعنى فيه تلك الذكريات لآحلام كنت أرتجيها ولم ترتجينى يوما ، فبعض أحلامنا تموت داخلنا ، كجنين يرقد بسلام داخل أحشاء أمه ، فيأتيه الموت ليريحه من شقاء دائم كان على شغف بلقائه ، وبعضها تولد ليتخطفها الموت وهي بعمر الزهور ، وبعضها الآخر يولد فيكبر معنا ، ويقضى جلً وقته يزاول لعبة السراب إلى مالانهاية بأنفسنا ، فنموت نحن وتبقى هى مجرد أحلام كانت .

 

المصدر: عزةالشيخ
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2018 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,908
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية