حضارتنا إذا أردنا أن نصفها عبارة عن وردة إن سحقت فسوف يبقى عطرها يفوح ، فنحن أمة لها حضارة ولسنا كالأمريكان أو الهنود الحُمر، والفرق بيننا وبينهم أننا أمة السلم قبل الحرب لكن عند الحرب كلُّ قتيلٍ عندنا يموتُ آلاف المرَّات ،وإن اغتصاب أرضينا العربية ، وتهديم بلادنا بواسطة الأجراء المرتزقة من مدعي الجهاد لا يجعلنا ننهزم ،وهم أن هزموا الجيوشَ .. لا يستطيعون هزيمة الشعور والوجدان، وقتل الإيمان في الصدور ، وهم إن قطعوا الأشجارَ من رؤوسها فستظل الجذور ماسكة في الأرض فنحن الأمة المنصورة الحية القوية بإذن الله
فيا أيها الغرب :نحن موجودون بوجدان البشَر، وتحت الحجر ،موجودون على دمع الشجَرِ، وفي أحواضِ الزَهَرِ، موجودون في غَضَبِ الرعدِ، وزخَّاتِ المطَرِ
فيا سماسرة هذا العالم ومرتزقته ..ويا لصوص الحضارات ويا من صادرتم آلاف البيوت وبعتم آلافا من الأطفال إيماننا أكبر من سرقاتكم ،وثقتنا بالخالق أعظم من طائراتكم ودباباتكم ما بيننا وبينكم لا ينتهى بمعركة طارئة ،فحضارتنا ستبقى على صدروكمْ كالنَقْش في الرخام، وكالماء في الوديان ..
ونحن كما قال نزار "
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
على دفاتر الجبالْ
في المدِّ .. في الجَزْر ..
وفي الشروق والزوالْ
باقونَ في مراكب الصيْدِ
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
وفي قصائد النضالْ ..
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
باقونَ في عطر المناديل ..
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
والعقالْ ...
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
في الجراحِ .. في السُعالْ
باقونَ في سنابل القمح ..
وفي نسائم الشمالْ
باقونَ في الصليبْ ..
باقونَ في الهلالْ ..
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
وفي معاول العُمَّالْ
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
في أسِرَّة الأطفالْ ..
باقونَ في الدموعْ ..
باقونَ في الآمالْ .."
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
وفي صحاري ليبيا
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
تغيّروا .. تغيّروا ..ش
