كتبت/مرفت شحاتة 

لم يتجاوز عمره الـ20 عامًا ووجد نفسه داخل زنزانة محاطة بـ4 جدران، محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل لم يرتكبها لديه الثقة بأنه برئ ولن يشنق يظهر في أثناء المحاكمة هادئ بشكل غير عادي فلا يبدو عليه كشخص يقتل لحظة غضب الأمر الذي لفت انتباه القاضي وعلق عليه وطرح عليه سؤال إذا كان يحب الإفصاح بشيء فرد الشاب جون لي: "السبب في هدوئي سيدي القاضي، هو أنني لن اشنق فالله يعلم أني برئ". كان جون لي، في الثلاث أعوام الأخيرة، قبل القبض عليه يعمل في خدمة "الآنسة إيما آن كيز" امرأة عانس عجوز داخل منزلها الموجود في دوفن كبستاني مع بعض الأعمال الآخرى التي كانت تكلفه بها ويحصل مقابل ذلك على 4 شلنات في الأسبوع ورغم أنها غنية إلا أنها تتصف بالبخل وفي يوم 14 نوفمبر 1884، وجدت السيدة مقتولة داخل حجرة بسكين البستاني الذي كان يستخدمه لي وسرعان ما تم القبض علي لي الذي كانت غرفته الصغيرة تقع بجوار حجرة الخزين الذي وجدت فيه الأنسة كيز مذبوحة بتهمة القتل، وحكمت عليه المحكمة في يوم 4 يناير 1885 بالإعدام شنقا بعد التبين أن كيز كانت قاسية مع كل من يعملون لديها، سواء من خلال فرض عليهم ساعات طويلة للعمل الشاق أو تقديم لهم القليل من الطعام وإعطائهم أقل الأجورةوفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه أغرب من الخيال و عاملت الآنسة كيز، عامل بستانها لي بشكل أكثر قسوة عن الآخرين، فكانت تخصم له كل فترة من راتبه رغم قلته، كما قالت له إنها سوف تنقص من أجره شلن كل أسبوع، ما جعل المحكمة ترى أن هذا هو السبب في قتل لي لها وقبل تنفيذ الإعدام بيوم، جاء لـ"لي" في منامه أن الثغرة التي يقف عليها فوق منصة المشنقة لن تفتح في هذا الوقت كان رجال السجن يجهزون المشنقة وجربوها 5 مرات وفي كل مرة عملت بشكل طبيعي، والمشنقة في تلك الفترة تكونت من ضلفتي باب في الأسفل يمسكهما ترباس يتحكم فيه من خلال ذارع متواصلة بالرافعة، وعندما يقف الشخص الذي يتم إعدمه ويضع كل قدم على ضلفة من ضلفتي الباب ويتحرك ذراع الرافعة وينسحب الترباس فتسقط الضلفتان إلى الأسفل ومعها الشخص المشنوق إلى بئر وهو معلقا بحبل في رقبته وبمجرد استيقاظ لي من النوم في صباح 22 فبراير 1885 في الساعة الـ7 صباحا روى للحارس "صموئيل بنيت" ما شاهده في المنام، قائلا: "رأيت في منامي أنني أقاد إلى حديقة صغيرة تنصب وسطها المشنقة ثم أدفع لصعود درجات المشنقة ثم أدفع لصعود درجات المشنقة.. ثم وضع غطاء على رأسي، وأدخل حبل المشنقة حول عنقي.. سمعت منفذ حكم الإعدام يدفع الرافعة، وأحسست بالترباس يتحرك تحت قدمي، لكن الباب الذي أسفلي لم يفتح! لذلك اعتقد أنهم لن ينجحوا في إعدامي" وتحول الحلم إلى حقيقة في أقل من نصف ساعة، عندما غادر لي من زنزانته في الساعة الـ8 صباحا، وسار رافعا رأسه عبر ممرات سجن أكستر في طريقه لمكان تنفيذ الحكم ولم ترتسم على وجهه أي تعبيرات، وكأنه لم يكن ذاهبا للمشنقة، فكانت المشنقة بالفعل في حديقة صغيرة داخل أسوار السجن لا يستطيع السجناء رؤيتها، وجرى تقييد قدميه ووضع الغطاء على رأسه والحبل حول رقبته، وفعت الرافعة وسمع كل الحاضرين صوت الترباس، وهو يتحرك من مكانه إلا أن ظل جون في مكانه لم يسقط داخل البئر لكون الباب لم يفتح ظل لي هادئا كالمعتاد عليه وعاد إلى زنزانته مرة أخرى يفحص المختصون، باب المشنقة وتجربته التي كانت تعمل في كل مرة بشكل طبيعي وكفاءة وجاء للمرة الثانية لي لكن تكرر ما حدث وفي المحاولة الثالثة الذي أيضا تكرر فيها ما وقع في المرتين السابقة، تحدث الشاب من خلف الغطاء قائلا: "لن تتمكنوا من إعدامي.. فالله يعلم أني برئ" وسقطت الدموع من عين القسيس الحاضر لتنفيذ الحكم قائلا لهم "برجاء هذه إرادة الله.. لا يجب أن تحاولوا إعدام هذا الفتى مرة أخرى"، وبالفعل أمر ضابط السجن برجوع لي إلى زنزانته وكتب تقرير بما حدث إلى السلطات الأعلى، وتم تخفيف الحكم عليه إلى السجن المؤبد، وقضى داخل السن لي 20 عامًا ثم إفرج عنه وعاش 15 سنة بعد ذلك خارج السجن يحكي قصته ومعرفته أنه لن يموت وتوفى عام 1920 بشكل طبيعي.
المصدر: عزةالشيخ
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2018 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

328,554
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية