بقلم / خالد البطاوى
نحن لا نحتاج من العالم شيئاً . . . تجف العطور على جوارحنا بعد بضع ساعات .. تذبل الأزهار يوماً .. تغمض أنوار المدينة عينيها كل ما حل المساء .. بعد كل صباح سواد .. وبعد كل ليل شروق .. نحن لا نحتاج لتلك الجماليات لنبقى، كما لا ننتظر أن تُقدَم لنا الهدايا لنسعد، فالورد لا ينتظر الربيع ليزهر. نحن لا نحتاج من العالم شيئاً .. نحن نحتاج فقط أن نعامل بأخلاق ورقي، نحتاج لتلك القيم الأصيلة التي زرعها آباؤنا الأولون، تلك القيم والمبادئ الإنسانية الراسخة في زمانٍ كان .. ليت الزمان يعود يوماً. كم نشتاق لتلك الأيام الجميلة، تلك التي تحمل في طياتها معاني الحب، التقدير، الإحترام، الطيبة والأصالة، أين تلك المعاني القيمة التي توسدت تراب الماضي، كيف لنا أن نرتدي ثوب النقاء الأبيض وهناك من يسعى لتلطيخ كل شيء جميل؟ اختلفت المعاني .. يا للأسف ..! إلى أين يأخذنا هذا الزمان ..! لماذا أصبحنا قوما يقلد كل ما هو سيء، لماذا أصبحت الأمة ترقى على معاني الفساد والظلم والكراهية؟ نحن أمة الإسلام، أمة قد كرمها الله بأسمى أخلاقيات الدين الإسلامي، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله، لماذا تنازلنا عن المبادئ التي جاء بها الإسلام وأصبحنا أمة تعيش فقط لتطغى؟ لماذا أصبح هم البعض منا السعي بشتى الطرق لتحطيم الآخر وقد وزع الله أرزاقه على البشر بالتساوي؟ هل أصبحنا نخشى الناس أكثر من خشيتنا رب الناس؟ هل أصبحنا نقدم حب الدنيا ومغرياتها الزائلة على حب نعيم الآخرة؟ هل أصبحت مبادؤنا وتقاليدنا الطاهرة هو آخر ما تبنى عليه حياتنا وتربى عليه أجيال المستقبل؟ واسفاه على أمة سميت في القرآن الكريم بخير أمة.