د. علي احمد الزبيدي
مفهوم يتردد كثيرا في بلداننا العربية ، ويكثر في الدول التي تعيش زمن الدكتاتورية، ويتم تداوله من الطبقة الفقيرة من الشعب عادة..
يفسر هذا الشعار بعض الخبراء في علم النفس هو مرض معدي من جيل الى اخر والسبب هو الحرمان والعوز الحياتي في بلاد كثرت فيها علامات الفساد والتخلف الفكري والدكتاتورية المقيتة والتي تطبق منذ ازل التاريخ، ناهيك عن توارث الاجيال القديمة والتي اسست هذا الورم السرطاني الخبيث الذي لاحل له الا بتغيير ثقافة الشعب من الجذور.
احد قادة التظاهرات في ميدان التحرير بمصر يتحدث عندما كان شعب مصر يطالب بتغيير النظام انذاك وازالة مبارك عن دفة الحكم، يقول ان الهدف الذي اقبلنا عليه، هو عمل مستورد من الخارج وليس صنع محلي فقط..
وانما الفكرة مشتقة عن تجارب حدثت في بعض الدول الاجنبية وبمساعدة التكنلوجيا في جمع وتأسيس الافكار التي ساعدتنا فيها مواقع التواصل الاجتماعي بالدرجة الاساس والحركة التي عملها التونسي (بو عزيزي) الذي حرق نفسه مطالبا بتغيير النظام القمعي في بلده بسبب التفرد بالسلطه والحرمان والاضطهاد الذي يطبق على الشعب..
فبعد تأسيس الفكرة استهوى الشعب المصري ان يخرج بتظاهرة مليونية للاطاحة بالرئيس مباركوانهاء الحقبة الدكتاتورية في مصر..
وعلى لسانه يقول ان الشعب كان لديه القوة والارادة في التغيير ولم يقبل في وقتها على ان يبيع نفسه للدولة للعدول عن قراره، ورغم العروض التي وصلت لقادة التظاهرات من الرئاسة المصرية..!!
ويوعز السبب، طفح الكيل والتجاوزات التي تحصل في البلد من وزارة الداخلية ضد ابناء جلدتهم، والازمة الاقتصادية الخانقة للمجتمع المصري من الطبقة الفقيرة، والتي تعاني من انعدام المعيشة وفرص العمل.
ورغم تلك الاحداث كانت هناك مجموعة تقف وتمجد نظام مبارك.. وبعد الاطاحة به جاء "مرسي" وايضا كان لديه جمهور يطبل ويزمر له ويرفع الشعارات الرنانة..!!
حصل ماحصل من احداث وبقت آثار الشعارات والهتافات متلبسة بالشعب الفقير الذي يمجد قادته لاجل ان يعيش بأمان وحرية فقط..
كذلك نرى تلك الامور في دول الخليج ، فيعضمون ملوكهم وامرائهم ويصل الحد الى عبادتهم احيانا..!!
وياليت بعد تلك الافعال يعيش الشعب بحرية ومكانة عاليه ويترفه بالخيرات الموجودة، لابل ترى ان اغلب الذين "يهوسون" للمسؤول او الرئيس او رجل الدين او السياسي.. هم من الطبقة الفقيرة التي قد تكون المتضررة الوحيدة من فساد تلك الشخصية المتلبسة بلباس الدين او الخير..!
المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي منذ عام 2003 ولغاية الان، هي من جراء افعالهم وانتخابهم لشخصيات فاسدة وبائسة لم تجلب لهم سوى الدم والموت والتخلف، ورغم هذا عندما يخرج المسؤول الفلاني او الشخصية الفلانية ترى البعض يهرول وراء عجلته او عبائته او بدلته ليتبارك بها وينادي باعلى صوته (عاش السيد القائد).. !!
نحن لغاية الان وبعد سنين عجاف لانعرف من هو القائد الحقيقي في العراق..؟؟
والحليم تكفيه الاشارة..