التسامح في الإسلام يحمي الوطن ويحفظ المستقبل(2)
بقلم محمد سعيد أبو النصر
كيف نحفظ الوطن ونحمي المستقبل ؟ سؤال يُطرح علينا بشدة ويفرض نفسه بقوة وفي ظنى جوابًا على هذا السؤال صُنْع التالى :وهذا يتضح من مناقشتنا لهذة النقاط .
1-احترام التعددية :
على المجتمع أن يحترم الاختلاف بين البشر، إذ لا يخلو مجتمع من المجتمعات من التعدديـــة علـــى أســــاس الديانة أو العــــرق أو القوميــــة أو الطائفـــة أو العـــشيرة، وهذه هي ســـمة المجتمعـــات البـــشرية وهذه الأفكار والقوميــــات والطوائــــف تحمــــل قيمًا ومعتقــــدات تــــؤدي إلـــى ثقافـــات مختلفـــة وهنـــا لا بـــد مـــن التـــسليم أن التعدديـــة هي الحل للاســــتقرار المجتمعــــي ، وتولد الثقـــة بـــين أبنـــاء البلـــد الواحــــد، كل ذلك لتحقيـــق المـــــصلحة الوطنيـــــة العليـــــا مقابـــــل الشخـــــصنة والمـــــصلحة الفرديــــة وعندما يحس الشخص بالوطن وأنه ينتمي إليه ،وجزء منه قد يدفعه ذلك للتسامح نحو الآخرين ،والتعايش معهم وإن اختلفوا معه في التوجهات ،وتباينوا معه في الثقافات ،و مع كم هذه الصراعات المتراكمة تركــــز معظــــم الدراســــات والحــــوارات حــــول تقــــارب الأديــــان والحـــــضارات والثقافـــــات علـــــى التـــــسامح كقيمـــــة إنـــــسانية وتربويـــة وثقافيـــة يقتـــضي العمـــل علـــى تعميمها فـــي ســـبيل الـــسلام بـــين الـــشعوب، والتسامح يجعلنا قادرين على التواصـــل الإنـــساني وتبـــادل الأفكـــار والخبـــرات وتكاملها وهو نـــشاط حيـــاتي يـــومي نمارســــه فــــي المنــــزل والــــشارع والعمــــل والمدرســــة والجامعــــة ووســائل الإعــلام وبقــدر مــــا يكــــون الحــوار إيجابيــًا يكــــون مثمـــرًا فـــي حيـــاة الفـــرد وحيـــاة الجماعـــة وبقـــدر مـــا يكـــون ســـلبيًا يكـــون هـدَّامًا لكيـــان الفـــرد والجماعـــة.
1-العدالة والمساوة :
نادى المفكرون والفلاسفة وغيرهم بــــضرورة التــــسامح المتبــــادل والاعتـــراف بـــالحق فـــي الاخـــتلاف والاعتقـــاد والانـــدماج بين البشر ،وجـــوهر الانـــدماج بين البشر يكمـــن فـــي تحقيق العدالـــة والإنـــصاف، والمـــــساواة بـــــين مكونـــــات المجتمـــــع المصري ، فبالعدل سيتم التسامح ، وتتحقق المواطنة ، ويعيش المجتمع في سلام .ولا ننسى ثقافة الحوار فـــي تقـــويض ثقافـــة العنـــف وتحقيـــق الانـــدماج الـــوطني بعيـــدًا عـــن الشخصنة ،" وكل هذا يؤدي إلى الانـــدماج الـــوطني، وبمـــا أن المواطنـــة هي حقـــوق وواجبـــات، وهى أداة لبنـــاء مـــواطن قـــادر علـــى العـــيش والتـــسامح مـــع غيـــره علــــى أســــاس المــــساواة وتكــــافؤ الفــــرص والعــــدل، بقــــصد المــساهمة فــي بنــاء وتنميــة الــوطن والحفــاظ علــى العــيش المـــشترك فيـــه ، فلكي تتحقق هذه المواطنة لا بد من قيامها على ثلاثة أسس وركـــائز أساســـية وهى العـــدل والحريـــة والمـــساواة ، والتـــي تـــستند فـــي عمقها إلـــى منظومـــة الحقـــوق والواجبـــات والتـــي تعـــد أساســًـا وهدفًا للتواصل الحضاري بين البشر .
3- خيار المصالحة :
من النقاط والأسئلة التي تُطرح في إطار التسامح "موضوع المصالحة " المصالحة مع مَنْ سالم والعقاب لمَنْ اعتدى وخان ..فهل تتصالح الدولة مع بعض الكيانات كالأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية ؟أم تعزلها سياسًا وتسجنها قانونيًا ؟
لقد تباينت الإجابة على هذا السؤال، ومِن الذين تعرضوا للإجابة عنه الأستاذ :عماد أديب، حيث يقول في أحد مقالاته مجاوبًا عن هذا السؤال " دول الربيع العربي، جميعها، ارتكبت جريمة كبرى عقب النجاح الأولي لثوراتها وقيامها بإسقاط رموز النظام القديم! تلك الجريمة هي التفكير الجدي والسعي الفعلي لإقرار قوانين العزل السياسي، لكل مَنْ كان له علاقة بالنظام القديم، بدلًا من السعي إلى المصالحة الوطنية الشاملة. العزل وليس المصالحة، الانتقام وليس التسامح، الإبعاد السياسي وليس تعبئة كل طاقات الوطن. هذا المنهج لا يمكن له أن ينهض بأي مجتمع! عار علينا أن تتحول المرحلة «الانتقالية» إلى مرحلة «انتقامية» يتم فيها تصفية الحسابات القديمة بين عهد وآخر، وبين رموز نظام جديد ورموز نظام رحل! حاولوا أن تتصوروا ماذا كان يمكن أن تكون عليه دولة جنوب أفريقيا اليوم، لو لم يتعامل المناضل العظيم نيلسون مانديلا بمنهج التسامح والعفو والعدالة الانتقالية؟ لو كان مانديلا، الذي اعتبر أطول معتقل سياسي في عصره، انتقاميًا، لكانت بلاده تعيش حتى كتابة هذه السطور في بحار من الدم والدم المضاد، ولكانت جنوب أفريقيا مسرحًا للعنف القبلي والعنصري والمذهبي.
وفي رواندا، التي بلغ تعدادها قرابة 10 ملايين، وفقدت خلال حربها القبلية بين «الهوتو» و«التوتسي» نحو 15 في المائة من السكان، استطاعت هذه الدولة الصغيرة أن تحقق أعلى معدلات للتنمية عقب أكبر مصالحة وطنية في تاريخ البلاد. ولم يعد أحد في «رواندا» يقول: هذا «توتسي»، أو هذا «هوتو»، بل انتهت القبلية من عقل المجتمع تماما.وسوف تظل الأمور شديدة التوتر في ليبيا بسبب قوانين العزل السياسي التي صدرت تحت الحصار وأسنة الرماح، وسوف تزيد من الاتفاق القبلي والمناطقي والسياسي بين أبناء الوطن الواحد. أما تونس، فإن الثأر والثأر المضاد بين أعضاء نظام بن علي ونظام الثورة في ازدياد بشكل واضح في محافظات العاصمة والجنوب التونسي، في وقت انخفضت فيه لغة الحوار السياسي العاقل، وزادت فيه لغة عنف الشوارع التي تقودها التيارات الدينية المتطرفة في مقابل التيارات العلمانية المضادة. ولم تتوقف المحاكم التونسية عن نظر قضايا يرفعها ضحايا النظام القديم من أجل القصاص أو التعويض.
أما الحالة المصرية، فهي الأكثر تعقيدًا، لأنها فشلت في جميع الحالات! هناك ضحايا للثورة لم يأخذوا حقوقهم ،ومن ناحية أخرى، فشلت القوى السياسية في التوصل إلى صيغة للعدالة الانتقالية يقوم فيها أقطاب النظام السابق بـ«التطهر السياسي الذاتي» من أخطاء وخطايا التجربة، ثم الدخول بشكل فيه نقاء وتطهير لتجربة عالم ما بعد الثورة. الحالة المصرية لم تؤدّ إلى قصاص، ولم تؤدّ في الوقت ذاته إلى مصالحة وعدالة انتقالية! العزل السياسي، تاريخيا، لم يحقق سوى نجاحات محدودة، وبالذات في مرحلة ما بعد المافيا النازية وإيطاليا الفاشية." وما ذهب إليه الكاتب في مقالة، نقبله، ونتفق معه في أغلب ما قال ، بيد أننا نحب أن نضيف بأن المصالحة لها شروط لا بد أن تطبق وهي من أخذ شيئًا من أموال الدولة أو من آحاد الناس بغير حقه فليرده ،وليحاسب على هذا الفعل من الناحية القانونية ، ومن امتدت يده إلى الوطن بإفشاء أسراره ، ونقل أخباره ، وقتل أفراده وجنوده ، فلا بد من محاسبته ومعاقبته ، إذا لا تعنى المصالحة ترك المحاسبة ،أما من لم يقتل ولم يخن ولم تثبت عليه أي جريمة يحاسب عليها القانون وقد كان منتميًا الى حزب سياسيي أو جماعة دينية فعلى الدولة أن تفتح له كلتا يديها ولتبدأ معه صفحة جديدة ،فإن أحسن في هذه الصفحة أحسنت له من باب قوله ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ 60 ﴾ [ سورة الرحمن، الآية : 60] وإن أساء عاقبته بالقانون ﴿جَزَاءً وِفَاقًا 26 ﴾ [ سورة النبأ، الآية : 26] على ما صدر من أعمال يستحق عليها العقاب ، وبالتالي يحدث السلم المجتمعي ويعاقب المخطأ، ويترك من عاش مسالمًا ولم يضر الآخرين

janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2017 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

330,182
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية