من الأشجار المشهورة في النوبة نخيل الدوم، التي تعد ثمارها من السلع الغذائية التي لها مكانتها، بالإضافة إلى أنها من الأشياء التي كان يستخدمها النوبيون في علاج بعض الأمراض الباطنة، ونخيل الدوم من الأشجار التي لها جذوع ملساء من الصعب تسلقها، وبالتالي لا يتم تقليمها، ولكن جريد هذا النوع من الأشجار تتساقط من تلقاء نفسها عندما تصل إلى درجة معينة من الجفاف، أما الحصول على الثمار فيتم بدون محاولة التسلق، وغالبا ما تتساقط الثمار كلما نضجت بدون تدخل الإنسان، وشجرة نخيل الدوم من الأشجار التي تنبت تلقائيا، فلا يزرعها الإنسان كما يفعل في نخيل البلح، وكذلك بالنسبة للري، لأن شجرة الدوم طويلة الجذور وتمتص ما تحتاج إليه من الماء من باطن الأرض، وهي أقرب إلى النباتات الصحراوية التي تكتفي بقليل من الماء.
والدوم من الثمار التي تؤكل وهي طازجة قبل أن تجف، بمجرد أن يتحول لونها من الأخضر الداكن إلى اللون الأحمر القاني، وتعد من الفواكه في هذه الحالة، وفي هذه المرحلة فإن ثمارها تشبه تماما ثمار التفاح من حيث الشكل فقط، وللدوم لب داخلي خشبي صعب كسره مثل لب ثمار المانجو، ومن داخل هذا اللب كتلة أخرى هي بذرة الدوم، وألياف الدوم شديدة وعصية على الهضم، ولذلك فإن هذه الألياف تساعد على امتصاص بعض ما يؤذي المعدة، وبعد أن تجف ثمار الدوم وتصبح صالحة للتخزين، يتم نزع القشر الخارجي من حول اللب الخشبي، ويستخدم كمأكول بإضافة اللبن إليه وقليل من السكر إن كانت حلاوة الدوم غير كافية، ويتم تركه منقوعا لمدة متوسطة في مكان دافئ حتى تخفف حدة الخشونة، وبعد ذلك من الممكن وضعه في الثلاجة حتى يؤكل باردا.
وبالنسبة للعلاج من بعض الأمراض فإن شرب منقوع ثمار الدوم مفيد في بعض حالات ارتفاع ضغط الدم، كما أنه مشروب مغذي يعالج الضعف العام، وأحيانا يتم تقديمه للضيوف كنوع من الترحيب، مثله مثل الشاي والقهوة والكركديه، وبعض الناس يفضلون نقعه باللبن أو إضافة اللبن عند شربه.