نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله


بسم الله الرحمن الرحيم 

أحمدك ربي كما علمتنا أن نحمد وأصلي وأُسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

كلنا يعلم أنه لا إيمان بغير تقوى .. بل أن الله تبارك وتعالى  حدد ذلك في سورة البقرة فقال :

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ 


لفت نظري بشدة كلام الله عز وجل ( هدى للمتقين ) وعلى قدر فهمي البسيط أن هذا القرآن الكريم لا يهتدي به إلا من يتقي الله، وبناء عليه فإن تقوى الله هي وسيلتنا لنهتدي بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث هدى ورحمة للعالمين.

إذاً فتقوى الله هي أهم قضية في حياة البشر، لهذا سنحاول من الآن فصاعدا أن نتتبع آيات التقوى ..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

لعلكم تتقون تحملنا مباشرة أن الحكمة من الصيام هي تقوى الله، ولدينا شهر كامل نتدرب فيه على التقوى .. نتقي الله في كل كلامنا وتحركاتنا وأفعالنا وذلك خلال شهر رمضان ..

ومن العجيب أننا بعد رمضان قد ننسى موضوع التقوى وتجرفنا تيارات الحية ومغرياتها فنتبع الهوى أو خطوات الشيطان والعياذ بالله..

ولكن من فضل الله ورحمته قد خصص لنا 7 نداءات بدأت كلها بـ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله .. موزعة في سور القرآن .. سنتابع ذلك سويا بإذن الله على التوالي واليوم نبدأ بأول نداء من العزيز الحميد يأمرنا فيه بأن نتقي الله ونترك الربا:

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ.

[279 سورة البقرة]

وكأن التقوى لا تتحقق إلا إذا تركنا الربا والمرابين، فالربا هو نظام إقتصادي عالمي تقوم عليه معاملات البنوك والشركات والأفراد ..

وقد أحل الله البيع وحرم الربا ثم أمرنا أن نترك ما بقي منه فهو لأهله وليس لنا.

ومن عجائب القرآن أن نجد في أول نداء من الرحمن لعباده الكرام يأمرهم فيه بأن لا يقلدوا أهل الكفر والعصيان فقال سبحانه وتعالى :

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

أي يجب أن لا نقلد أحدا لا في كلامه ولا في أفعاله لأن المؤمن هو شامة وعلامة مميزة بين خلق الله كلامه عظة وفكره راقي جدا وصمته عبرة.. 

وفي النداءات التالية سنجد مواطن تقوى الله محددة في نداء أثبت فيه ربنا لنا الإيمان وأمرنا بالتقوى في قضايا محددة تقوم عليه كثيرا من المعاملات وسنعرضها على التوالي إن شاء الله.

هذا ما وفقني الله له وما فيه من صواب فمن الله والحمد لله وما فيه من خطأ فمني وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين والحمد لله رب العالمين.


 




  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 114 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2018 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,236

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »