فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

النتيجة الفورية كانت:

فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ

معجزة كبيرة جدا وفورية، ونجد هذا في حديث رائع ومبدع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ أَنَّهُ ، قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ ؟ " ، فَقُلْتُ : بَلَى . فَقَالَ :

" احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، وَإِذَا سَأَلْتَ ، فَاسْأَلْ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ ، فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " .

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

وبناء عليه أنصح نفسي وإياكم أن يكون شعارنا في الحياة هو هذه الآية نرفعها كدرع واقي في وجه كل من يحاول إحباط عزيمتنا أو تخويفنا من أي شيئ...

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

·        حدث بها نفسك كلما انتابها الخوف من شيئ ما وحاولت أن تتملق وتتهرب من أي موقف.

·        تذكرها واجعلها حاضرة في ذهنك عند كل تحدي من تحديات الحياة، فأحيانا نخاف من المفاجآت ونضطرب نفسيا بسبب بعض المؤثرات الخارجية، ولنتذكر دوما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبو بكر وهما في الغار:

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا ، فَقَالَ :

" مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا " .

إذا لا خوف بعد اليوم إلا من الله العزيز الحميد، ولنمضي في حياتنا متفائلين دائما فمن كان الله معه فمن عليه..