نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله


لكل نفس مقام وحوار فهل عرفنا مقامنا عند ربنا؟


عندما أردت أن أربط بين النداء الأول من الله العزيز الحميد وبين أصناف الناس التى حددها وحدثنا عنها ربنا سبحانه وتعالى.. وجدت نفسي أفكر بسرعة وبغير تردد في كلمة قالوا في كتاب الله تبارك وتعالى وكانت النتيجة مذهلة جعلتني أسجد لله شكرا وتقديرا وإجلالا وتعظيما لله الواحد القهار.


كان ذلك فقط في ترتيب الآيات في سورة البقرة .. فكلمة قالوا تدل على أن هناك حوار دار ..وتدل على فكر وعقيدة ومشاعر ونية الذي قال .. فتابعوا معي رحمكم الله حتى نتعرف على أصناف البشر خيارهم وشرارهم: ..

ولكن قبل ذلك دعونا نستمع سويا إلى أول نداء من الرحمن الرحيم لعباده المؤمنين.. فقد أمرنا فيه بأن لا نقول راعنا ونقول أنظرنا.. فالأمر والنهي من الله في نفس مادة الكلمة وهي قل ولا تقل .. وبناء عليه يعرفنا ربنا أهمية الكلمة وتأثيرها من خلال الكلمة في كتاب الله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

الآن سنتعرف على فئات البشر وتصنيفهم في كتاب الله والتي جاءت قبل هذا النداء لنتعرف كل الفئات  حتى نستطيع أن نتعامل معهم وفق ديننا الحنيف.

الفئة الأولى:

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)

[سورة البقرة.]


أخطر فئات المجتمع، ونجدها بكثرة بين الناس، منهم الجاهل والمتعلم، ومنهم العربي والشرقي والغربي، ومنهم المدرس والصانع والبائع، ومنهم البواب والساعي والمتعجرف..

تجده يسيء إلى نفسه وابنه وجاره، ويعتقد أنه يُصلح، وسوف نجد في كتاب الله تعريفا تفصيليا في معظم سور القرآن التي يحدثنا فيها ربنا عن ردود فعل الناس مع الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

الفئة الثانية :

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)

هؤلاء فئة من الناس نعوذ بالله أن نكون منهم، يتهمون الناس بالسفه وهم السفهاء، وهكذا سنجد هذا الأسلوب عند كل سفيه يتعامى عن خطأه ويقذف به غيره من الناس.. ولكن الحمد لله رب العالمين أنه بينهم لنا.


الفئة الثالثة:

وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ

[سورة البقرة]


وهؤلاء من أخطر الناس، فهو دائما يقول عكس ما يُخفي، ومنهم تأتينا كل المشاكل في علاقاتنا الاجتماعية والاقتصادية والعائلية لأنهم فتحوا الباب على مصراعيه لشياطين الإنس والجن بنفاقهم.


الفئة الرابعة المكرمة والمحببة بإذن الله إلى الله :


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

[سورة البقرة 25]


هذا مصير كل من آمن بالله وعمل صالحا، ولكي يحفظ الله لنا إيماننا ويجعله دائما في زيادة وليس في نقصان جعل لنا في سورة البقرة نداءات تأسيسية أخلاقية تكوينية لنقيم عليها صرح الإسلام فقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :

بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ

ومن ثم سنجد أن أول قواعد البناء الأخلاقي الإسلامي في الكلمة فبها نبيع ونشتري ونتعامل مع الله ومع الناس .. لذلك كان أول نداء من الله لمن به آمن في قل ولا تقل:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

يدعم هذا النداء أحاديث كثيرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يزيد من صرح الكلمة وأهميتها أن الله تبارك وتعالى قسم الكلام كله إلى طيب وخبيث، وقال أيضا إليه يصعد الكلم الطيب…

إذا فالكلمة هي أول لبنة في صرح الأخلاق التي عليها يكون الإيمان عاليا نقيا وزاهيا ومحبوبا من كل خلق الله .


الفئة الخامسة (( ملائكة الرحمة والنور الذين يقومون على خدمة الذين آمنوا)):

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

وهنا يعلمنا ربنا الرحمن كيف يجب أن يكون الحوار مع من هم دوننا، أو مع من سيقومون بخدمتنا، أو مع كل جهة من جهات التعامل والتبادل الحضاري والاقتصادي، لابد من الحوار الراقي المهذب القائم على دليل وبرهان من سنة الله ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

وهناك فائدة أخرى مهمة جدا نستخلصها من كلام الملائكة، وهي أن مهمتهم الأولى تكمن في تقديس اسم الله تبارك وتعالى وربما كان هذا هو أصل العبادة الذي يجب أن يتبعه كل من آمن بالله الواحد القهار.

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.

[ سورة الذاريات ]

إذا فمهمة كل عابد لله تكمن في تقديس ربه سبحانه وتعالى وتعظيمه وتسبيحه وذكره ذكرا كثيرا.. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وادخلنا اللهم برحمتك في عبادك الصالحين، آمين والحمد لله رب العالمين.

هذا والله أعلى وأعلم وما فيه من صواب فمن الله وهو رزقا حسنا لمن يسمع ويرى .. وما فيه من خطأ فهو مني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين. والحمد لله رب العالمين.



  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 229 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ibrahimelmasry

من خلال الكلمة سوف نتعرف هنا على أصناف البشر .. كيف يفكرون وكيف يتكلمون .. وكيف يتفاعلون مع الحق والباطل.. وكل ذلك من خلال كلمات قالوها فسجلها ربنا الرحمن المستعان ثم بينها لنا حتى لا نكون مثلهم ونعرف كيف نتعامل معهم

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,142

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »