بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا

وقال الله تبارك وتعالى :

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ

*****

وحد بين عقلك وقلبك ومشاعرك لكي ترى وتسمع بفؤادك الذي لا يكذب.

***

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ

أمر واضح وصريح لكل مسلم أن لا يتبع ما ليس له به علم من الكتاب والسنة.. أي أن كل نظرية وكل فكرة وكل علم وكل منهج لا يوافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يجب علينا أن نتبعه أو نصفق له أو نتداوله ونتبادله مع الآخرين، وهذا جوهر تحرير العقول من الغزو الفكري الذي أصبح منتشرا كالهواء الذي يحمل السحاب.

إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا

وهنا يتضح لنا مسئوليتنا الكاملة عن ما نسمع وما نرى وما يسكن في وجدنا ومشاعرنا وعقيدتنا لأن الفؤاد هو مجموع الإنسان ككل بسمعه وبصره وفكره ومشاعره وعقيدته...

هذا يعود بي أنا شخصيا إلى أول نداء من الرحمن الرحيم لعباده الكرام .. حيث نادى علينا ربنا ليأمرنا وينهانا ,, فهيا بنا نعيش كلمات النداء عسى أن تميل قلوبنا إلى التلبية بالقلب والعقل فيكون السمع والبصر تحت قيادة الفؤاد.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

الكلمة هي في الأصل فكرة وشعور وعقيدة ووجهة نظر يمضي بها الإنسان في كل اتجاه .. لذلك لا يجب أن نتكلم إلا طيبا ولا نسمع الخزعبلات المزخرفة والمزينة والتى لا تتجاوز أن تكون كعود الكبريت الذي يضيء لحظات ويؤلم حامله عمرا كاملا..