نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

فكر جديد وعمر مديد من العزيز الحميد

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن نبدأ رحلتنا الثانية إلى بعض الملامح القوية والفعالة في سورة الكهف، يسرني ويسعدني جدا أن نجدد أفكارنا الشابة بتجديد إيماننا كما أمرنا وقائدنا ومعلمنا وهادينا وشفيعنا الذي بعثه الله فينا هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم حيث ترك لنا فكرة تجديد الإيمان في قلوبنا في حديث صحيح:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" جَدِّدُوا إِيَمانَكُمْ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا ؟ قَالَ : أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " .

تجديد الإيمان هو تجديد للطاقة الإيمانية ورفع للروح المعنوية واستبدال كل ما هو سلبي بكل ما هو إيجابي، أي ببسيط العبارة علينا أن نجدد أفكارنا في إطار :

" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "

والمسألة في منتهى البساطة، ونستخرجها من كتاب الله ، حيث قال الله تبارك وتعالى:

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

 

إذا الكون كله متحرك ومتجدد، قال العلماء أن جسم الإنسان يتجدد كلية كل فترة معينة فعلينا أن نجدد أفكارنا نحن أيضا بتجديد إيماننا في إطار ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)). وهذا نفسه ما نحن بصدده اليوم واستخلصناه من قول أهل الكهف، فتابعونا رحمكم الله:

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

[ سورة الكهف ]

 

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى

 

إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى.. هم شباب المستقبل.. هذا ملمح قوي جدا يحث الله تبارك وتعالى فيه الشباب أن يعمل انطلاقا من إيمانه بالله، ليزيده الله هدى ..

 

الانطلاقة الأولى في حياة كل شاب يجب أن تكون من الإيمان بالله

 

تماما كما فعل أصحاب الكهف، فتية أمنوا بربهم وهجروا قومهم بناء على منطق فكري واقعي وبديهي كما سنرى من سياق الآيات:

وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)

 

جدد إيمانك بالله وسيربط الله على قلبك ويثبتك على دينه

 

ملمح آخر في منتهى القوة والأهمية .. إذا رأيت الحق في أي صورة من صوره سواء بقلبك أو بعقلك أو بهما معا فخذه بقوة واعتبره قاعدة انطلاقك إلى الأمام دوما.

 

هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

 

لا تقبل ولا ترفض شيئا مهما كان إلا بسلطان بين

 

علينا أن نتحرى الحق ونبحث عن دليله وبرهانه قبل أن نرفضه أو نقبله، حتى لا  نكون إمع ، وحتى لا نمضي في حياتنا وعلى عيوننا غشاوة.. وهذا ما فعله فتية أهل الكهف.

هذا مجرد اجتهاد ولا إلزم به أحدا .. وما به من صواب فمن الله سبحانه ومابه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

تعليق:

 

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى

هذا معناه أن الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نتحرك بفكرنا مع الكون كله .. قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .. لنعيش أجمل ما في هذه اللحظات الكامنة في الفارق الكبير بين النهار وضجيجه وحركته الدائمة وبين السكون والهدوء والصمت الجميل.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 5 أكتوبر 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,325

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »