نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ الضمير هنا يعود إلى الإستعانة بالله العلي العظيم، أي أن الذي لا يخشع قلبه لله الواحد القهار لا يستعين به سبحانه، لأنها كبيرة عليه، وتجده يستعين ويستغيث بمثله من البشر ممن لا يقدرون على شيء إلا بأمر الله، إذا فالإستعانة بالله والخشوع له سبحانه قرناء جميعا، إذا غاب أحدهما غاب الآخر. شرح فضيلة الدكتور/ محمد هدايا. وقال الله تبارك وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ فتنة بمعنى اختبار، كالذي يدرس في كلية الطب أو الهندسة لا يمكن أن يكون طبيبا أو مهندسا أو غير ذلك إلا إذا تجاوز الإمتحان بنجاح. إذا فالله تبارك وتعالى يبتلينا حتى نخشع له سبحانه، وغالبا ما نفعل ذلك عندما يصيبنا ما نكره ( الشر) والفطن النبيه هو الذي يستعين بالله العلي العظيم في كل أمور حياته ومع كل إبتلاء من العزيز الحميد، خاصة وقد عرفنا أن الإبتلاء يكون بالعطاء أو المنع، أي بالخير أو الشر، أي بما نحب وأيضا بما نكره. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ هذا ما تعلمناه من فاتحة الكتاب، نعبد الله ونستعين به .. وكأن أي عبادة يلزمها إستعانة، فكيف نعبد الله ولا نستعين به؟ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إذا العبادة إستسلام لله والإستعانة هي ثقة به تبارك وتعالى وهنا لدينا آفاق أخرى عميقة جدا، إذا عندما يقل الإيمان فعلينا أن نستعين بالله بمزيد من عبادته، العبادة هي تمهيد النفس وترويضها لتستسلم لله رب العالمين.. ومن له دراية بمعالجة النفس يعرف مدى حاجته للإستعانة عليها بالله العلي العظيم . وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ بالصبر والصلاة نكون في معية الله تبارك وتعالى، وعلى الصبر نستعين به ليفرغ علينا صبرا ويثبت أقدامنا وقلوبنا على دينه. إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ إذا المداومة على الصلاة أكبر علاج للنفس في حالة هلعها وجزعها وامتناعها، لأننا نصلى بفاتحة الكتاب. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ لذلك كلما أصابنا شيء من الشر فعلينا أن نستعين بالله، والفطن هو الذي يستعين بالله حتى عندما يصيبه ما يفرحه، فإن أصاب مال أو جاه أو علم أو منصب فليستعين بالله العلي العظيم شكرا وعرفانا ليكون عبدا شكورا، ولكي يوجهه الله إلى أوجه الخير. يقول فضيلة الدكتور النابلسي جزاه الله خيرا: فكل إنسان يعاني من نقص في حياته, نقول: هذا نقص في استعانتك لا نقص في ‏قدراتك, وكل إنسان حقق شيئاً نقول له: هذا ليس من ذكائك ولا من قدراتك, ولكن من ‏توفيق الله لك.‏ هذا الكلام هو عين العقل، فكل فرحة مع الوقت تذوب وتختفي، فالإنسان أبن المتغيرات وقلبه يتقلب دائما من حال إلى حال. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا وكلما داومنا على الذكر كلما ظل نور الله ساطعا في قلوبنا .. بجانب أننا لا يمكن أبدا بحال من الأحوال أن نشعر بالطمأنينة والأمن والآمان إلا بذكر الله تبارك وتعالى، مع ملاحظة أن كل ما يعكر علينا صفو حياتنا هو سلبي وهو من الظلومات وهو من الشيطان، لذلك جعل الله الذكر والتسبيح حبال للنجاة ليخرجنا من الظلومات إلى النور بإذنه. فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ذكر الله لنا معناه أنه يعطينا كل ما نحتاج، يعيننا ويعطينا ويكفينا ويسلمنا من كل شر ومن كل سوء، ذكر الله لنا معناه أننا أحياء غير أموات، ننعم بنعمه سبحانه ونتمتع بذكره وشكره بالصبر والصلاة وهذا نجده في الآية التالية على هذه مباشرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) [سورة البقرة] أي أنه بذكر الله فهو سبحانه وتعالى معنا يمدنا بالحكمة والرؤية الواضحة لكل معاني الحياة الجميلة، فذكرنا لله راحة قلبية وسعة صدر وفهم عميق لبواطن الأمور، وذلك لأن ذكر الله نور. قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ إذا الإستعانة بالله العلي العظيم على الصبر، والصبر يكون جميلا إذا عرفنا أنه سبيلنا الوحيد إلى ما عند الله من خير ونعم عظيمة بعظمة العاطي الوهاب. أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [ سورة الزمر]. المسلم حاله الدائم نجده في : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ دائما هو في كنف الرحمن الرحيم، وحاله الدائم هو الحمد لله رب العالمين، ورجاءه ينحصر في اهدنا الصراط المستقيم، وغاية أمله في الدنيا والآخرة هو أن يكون على صراط الذين أنعم الله عليهم، وأخوف ما يخافه ويخشاه أن يكون من المغضوب عليهم أو من الضالين. فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [ سورة النور ]. إذا كنا نخاف يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار فعلينا بذكر الله، والإبتعاد عن الغفلة ولو لحظة واحدة، لأن عواقب الغفلة نجدها فيما يلي: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ كلمة يعش من العشى الليلي، أي من لا يرى بنور الله فهذا معناه أن الشيطان قد وضع على عينيه غشاوة وفي سمعه وقرا، ويصور له أنه على حق والنتيجة هي ضلال بعيد والعياذ بالله العلي العظيم. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وهكذا قد جعل الله لنا علامة نعرف بها أين نحن بالضبط من ذكر الله، فكل ضنك يصيبنا هذا معناه أننا بعيد عن ذكر الله، لأن ذكر الله يكون كثيرا كثيرا كثيرا، ويكون في الصباح والمساء والظهيرة وقبل العصر وبعده وفي جميع أوقاتنا، باللسان وبالقلب وبالتفكر في خلق الله وآياته. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وادخلنا اللهم برحمتك في عبادك الصالحين واجعلنا اللهم من الذاكرين لك كثيرا والمسبحين بحمدك في جميع حالاتنا وفي كل أوقاتنا.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,442

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »