نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

ما أن تكون جنديا لله أو أسيرا للهوى. 
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
وقال الله تبارك وتعالى:
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
*****
ألم يأخذك الحنين إلى أن تكون جندي من جنود الله لتساهم في جعل كلمة الله هي العليا؟
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
[سورة النمل]
تبسم ضاحكا من قولها، أدخلت السرور إلى نفسه، أسعدته بفصاحتها وفطنتها وعدلها، فلم تتهمه بأي شيء كما يفعل بني آدم.. بل التمست له العذر وحذرت قومها ..
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
في هذه السورة العظيمة التى أنصح بقراءتها مرارا وتكرارا حتى نعرف مهمتنا الأساسية في هذه الحياة الدنيا..
في هذه السورة سنجد مجتمع داود عليه السلام وقصته مع الله تبارك وتعالى، وسنجد مجتمع أعظم ملك عرفته البشرية على وجه الأرض .. ملك الإنس والجن والطير والوحوش والريح والجبال .. إنه سليمان عليه السلام..
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
وهنا يعلمنا الله أن ندقق بشدة وبقوة في كل ما خولنا فيه ربنا، في البيت والعمل وفي كل ما نقوم به من حركة في حياتنا الدنيا .. لا يصح أن نغيب عن الواقع، ولا يصح أن يغيب أحد ممن نرعى، لا بد من أن نشد الوثاق، ونراقب أنفسنا وكل من هو تحتنا، فمراقبتنا لأنفسنا ستجعلنا نرى ونشعر بمراقبة الله لنا.
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
الهدهد هنا يمثل عقلك أنت أيها الإنسان .. الذي جعلك الله خليفة في الأرض .. أنت السيد والكل مسخر لك .. فإن لم تنتبه لذلك وتؤدي رسالتك في الحياة استلمك من هو أدنى منك .. وسخرك لنشر الفساد، وإن لم تصدقني فاقرأ قول الله تبارك وتعالى :
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)
[ سورة الزخرف ]
بمجرد أن نتبع هوانا أو نتبع أي مخلوق، بمجرد أن نغفل عن ذكر الله، بمجرد أن تأخذنا الدنيا، بمجرد أن نعيش بأفكارنا ناسين مهمتنا الأساسية في هذه الحياة الدنيا .. بمجرد أن نغفل عن ذكر الله يقيض لنا الله شيطانا فهو قرين .. والعياذ بالله.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)
وهذه حتى لا نشعر بأن هناك ظلم، فقد أعطانا الله حياة كاملة وعمرا طويلا بسنينه وشهوره وأيامه ثم ابتلانا بشتى الإبتلاءات لنعود إليه مسرعين، قبل أن يجيئ الواحد منا ربه مقيد مع قرينه .. علينا أن نتحرر منه الآن بالتوبة والإستغفار .. وبغسيل رؤسنا وما تعي وتحمل من أفكار، ثم بعد ذلك بتطهير قلوبنا بتجديد الإيمان والنية والإحسان.
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
أرأيتم أي شجاعة هذه التى تكلم بها الهدهد؟ ذلك أنه يملك عقلا ونظرة وإرادة وفطرة سليمة فطره وفطرنا الله عليها تبارك وتعالى..
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
أنا وأنت وكل موحد بالله لسنا أقل من هذا الهدهد إذا ما حافظنا على فطرتنا ، وطهرنا أفكارنا وانتقيناها كم ننتقي الطيب من كل شيء .
الآن أختم بكلمة سمعتها من فضيلة الدكتور عمر عبد الكافي جزاه الله خيرا :
قلوب العارفين كعيون ترى ما لايراه الناظرون
وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمين 
حرر عقلك من الأفكار السلبية المظلمة .. وحرر قلبك من حب الدنيا .. وسوف يهب لك ربك جناحان تطير بهما في ملك الرحمن ليريك من آياته في ملكوته فنحن على ملة الخليل إبراهيم وعلى دين الصادق الوعد الأمين الذي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2015 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,394

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »