نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

لا يدركُ أحدُكُمْ حقيقةَ الإيمانِ حتى يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبَّ إليهِ مِمَّا سِوَاهُما ، وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يحبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بعدَ إِذْ أنْقَذَهُاللهُ مِنْهُ كما يَكْرَهُ أن يعودَ في النارِ

الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/442

خلاصة حكم المحدث: صحيح  

يدرك بمعنى يلحق، أو يفهم، أو يحقق، يقال أدرك زمانه، أي عاش حتى رآه، وهناك حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشرح لنا هذه المسألة:

إن لكل شيء حقيقة، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه

الراوي: أبو الدرداء المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2417

خلاصة حكم المحدث: حسن

أي الإستسلام الكامل لله رب العالمين، والرضا الكامل بقضاءه وقدره، وعلامة هذا الرضا أن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، أي يطمئن إطمئنان كامل بحكم الله وحكمته البالغة في كل ما ندركه ويدركنا من أحداث ووقائع.

لا يدركُ أحدُكُمْ حقيقةَ الإيمانِ

أحيانا كثيرة يشرح لنا الحديث النبوي الشريف آية قرآنية كريمة، وأحيانا أخرى تشرح لنا الآية الكريمة الحديث، وذلك نستدركه مما يلي من آيات القرآن:

حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ

من هنا نفهم المعنى الحقيقي لإدراك حقيقة الإيمان، فعندما أدرك الغرق فرعون قال آمنت، أي عندما نعيش أو نصل إلى حقيقة الإيمان نكون قد أدركناه...

حتى يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبَّ إليهِ مِمَّا سِوَاهُما

عندنا آية كريمة بل عدة آيات تحقق لنا هذا المعنى الجميل، جدا والذي إذا ما أدركناه وحققناه في حياتنا أصبحنا من أسعد المخلوقات، يقول الله تبارك وتعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (البقرة)

إذا الإيمان معناه الحقيقي أن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، نحب من خلق الله كما نريد ولكن حبنا لله عندما يكون أشد فنحن مؤمنين حقا، بمعنى أن نتقي الله فيما نحب، فلا نغضب ربنا من أجله، ولا نوافقه في معصيته ونسكت عنها، ولا يكون لنا هدف من محبتنا له، فيكون الحب لله خالصا..

ولدينا آية أخرى في نفس المعنى، يقول الله تبارك وتعالى:

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ { الأنفال}.

ولكي نحقق هذه المرحلة علينا أن نتابع ونطبق خطوات الحديث :

وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يحبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ

ستوجل قلوبنا عندما يكون حبنا لمن نحب في الله، وليس لشيء آخر، وعندما نفرغ قلوبنا من كل تفاهات الدنيا، ومن كل الأغراض والمصالح التى يزينها لنا شياطين الإنس والجن ، ولنواصل كلمات الحديث ربما استطعنا أن ندرك الحب الإلهي العظيم:

وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بعدَ إِذْ أنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ كما يَكْرَهُ أن يعودَ في النارِ

هنا المرحلة الفاصلة، فكلما زين لك الشيطان شيئا من الدنيا أو من الشهوات أو من الشبهات، تذكر تلك الكلمات،فلا تجعل  حب الدنيا والأشخاص يطغى  على حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .

إن لكل شيء حقيقة، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه

والآية التالية تشرح لنا معنى الحديث الشريف لنبي الرحمة والهدى والنور صلى الله عليه وسلم :

مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) { الحديد}.

وهنا تفسر لنا الآية الكريمة الحديث الشريف، فلا نفرح بما آتانا، وهذه فلسفة إيمانية عميقة جدا، لأن المؤمن الحق تراه يوجل من النعمة خوفا من أن تكون فتنة فتخرجه عن الإيمان… وستجدون هذا المعنى في منتهى الوضوح في الآية التالية والتى بعدها:

إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ { المؤمنون}.


سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,276

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »