من آداب القرآن في إدارة الحوار وتدريب اللسان على أدب الكلام كما علمنا الرحمن.

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

يخبر العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء ملائكته الكرام بأنه سبحانه سيجعل في الأرض مخلوقا جديدا يخلف بعضه بعضا…

إذا فيجب علينا أن نتبع نفس الأسلوب في تعاملنا مع من حولنا من خلق الله العلي العظيم بغير تكبر ولا مغالطة ولا تزييف.. هذه تعلمنا التواضع لعظمة الله.

قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ

عندما نعرض الأمر أو القرار الذي اتخذناه فسوف نجد نقاشا وربما طلب منا أفراد الأسرة تبريرا أو تفسيرا أو إيضاحا وهذا من حقهم لأن الله تبارك وتعالى علمنا ذلك في سياق الآية الكريمة التى بدأ بها ربنا في تعريفنا بقصة آدم عليه السلام ..

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)  

عندما نكون على ثقة من الأمر، وقد توكلنا على العلي العظيم فإننا يجب أن ننقل هذه الثقة إلى من حولنا لكي يتحملوا المسئولية كاملة أمام ربهم .

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)  

قبل أن نكلف أحدا بمهمة ما يجب علينا أن نعلمه إن لم يكن قد تعلم فعلا، حتى يقوم بالعمل المكلف به على أكمل وجه… وهذا ما نستخلصه من الآية الكريمة والله أعلى وأعلم.

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)  

وعلى الطرف الآخر أن يكون صريحا ولا يتقبل عملا ليس له خبرة فيه، ولا يعلم أصوله وقوانينه، فيخبر من كلفه بالعمل أنه لا دراية له به.

قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)البقرة .  

وهكذا يجب أن نقدم الفرصة كاملة لغيرنا لتستمر الحياة والإبداع، وننمي قدراتنا ومواهبنا، ونتغلب على الأنا التى تجعلنا محبين للسيطرة وحب التملك والظهور،ونستبدل ذلك بمحاولة الحصول على رضا الله وتوفيقه.

هذا واستغفر الله لي ولكم وأقر وأعترف بأن ما فيه من خطأ فهو مني وما فيه من صواب فهو من الله العلي العظيم وهو رزقا حسنا لمن يتدبر الآيات ويستخلص منها الحكمة والعبرة والموعظة ثم يفيض علينا مما أفاض الله عليه.

سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك