نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 اليوم سنعيش لحظات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم 
إخواني في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
بما أن اليوم هو يوم الجمعة خير الأيام عند الله وفيه عمل محبب إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد فكرت أن نبدأ يومنا بالصلاة والسلا م على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم بعد ذلك نبدأ درسنا الأول وهو في غاية الأهمية.. أعلم أنكم عندكم من المعلومات ربما أكثر كثيرا مني.. ولكن هناك نقطة مهمة جدا لا يصح أن تفوت المسلم عالما أو متعلما.. وهذه النقطة تكمن في أنه عندما تجد نفسك أمام آية من آيات الرحمن فهذا معناه أنها رسالة خاصة بك من العلي العظيم.. هكذا كان حال من سبقونا بالإيمان... فقالوا حكمة لا زالت راسخة في عقلي وقلبي، فحواها .. 
إذا علمت وإذا رأيت وإذا عرفت شيئا فتمسك به فإنه مما فتح الله به عليك.
****
سنعيش لحظات مع أمر الله لنا بالصلاة على خير الآنام وخاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الوعد الآمين
صلى الله عليه وسلم 
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
****
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) الأحزاب.
سنعيش مع الآية الكريمة واحدة واحدة حتى نستطيع أن نفهمها ونتعايش بها ومعها.. فدققو معي أثابكم الله ..
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ 
لست مفسرا للقرآن، ولكنها خواطري ومشاعري وتفاعلي مع الآيات، ولا إلزم أحدا بها، يبلغنا الله سبحانه وتعالى أن العلي العظيم في علياءه وكبرياءه وعظمته وملكوته يصلي هو ملائكته على النبي صلى الله عليه وسلم .. هذا خبر من فوق سبع سماوات، من سيدنا ومولانا وولي نعمتنا الرزاق ذو القوة المتين.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ 
عندما يأمرنا ربنا بالصلاة والسلام على رسول الله فهذه دعوة صريحة مباشرة لكل من أراد أن ينضم لمائدة الرحمن فينعم بما أعده الرحمن لضيوفه الكرام، وهذا ما لايستطيع أن يتصوره بشر ولا جن ولا إنس ولا ملائكة، لأنه من قدرة العلي العظيم سبحانه وتعالى.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
إذا نحن هنا أمام أمر واضح من الله العلي العظيم بأن نصلي ونسلم عليه تسليما، ليت قلمي ، وليت شعري، وليت فؤادي ليشرح هذه الآية الكريمة.. ولكن أقسم لكم بالله أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم هي مفتاح كل خير، وستغير حياتك 180 درجة، وستنعم بالحياة الدنيا قبل الآخرة، وستجد أثر صلاتك على نبيك صلى الله عليه وسلم في كلامك وفي أهلك وفي أصدقائك وفي سائر حياتك... فلا تحرم نفسك مما أعده لك ربك على مائدة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"
واسمحو لي أن أحملكم معي إلى أرجاء فسيحة عالية نقية طاهرة، حيث الإجتماع الذي تم بين نبي الله الصادق الوعد الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وبين ربه العلي العظيم الواحد القهار ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء: يقول العلي العظيم لنبيه بعد أن صعد به جبريل عليه السلام إلى ما فوق سبع سماوات ، وبعد أن سجد لربه ورأى من أيات ربه الكبرى حيث ترك وراءه رفيق رحلته جبريل عليه السلام الذي قال له أقترب يامحمد فإنك إن اخترقت اقتربت، أما أنا فإن اقتربت احترقت { أو كما قال }، فيقترب نبينا ورسولنا وقائدنا وأسوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول له ربه :
" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"
يرد نبي الرحمة في هذا الموقف العظيم الجليل بين يدي الله تبارك وتعالى ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا رغم حالة الرهبة والإجلال والخوف والخشوع لعظمة مولاه، رغم كل ذلك مما يعتمل في النفس البشرية لم ينسانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشملنا بالسلام والرحمة والبركة من العلي العظيم قائلا :
"السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
أدخلنا نبي الرحمة والهدى ضمن التحية والسلام والرحمة والبركات، لم ينسنا ولم يستأثر لنفسه بشيئ ، ثم عاد إلينا بأجمل وأعظم هدية من الرحمن الرحيم لعباده المكرمين.. ألا وهي الصلاة، أول فريضة تفرض في السماء، وأول فريضة يرفع بها الله العليم السميع البصير رسولا إليها، ليفرضها عليه وعلى أمته في هذا الجو الإلهي المشبع بالرحمات والنفحات والبركات والأنوار..
{ أتصوره صلى الله عليه وسلم وهو في هذا الموقف العظيم، موقف لا يستطيع أن يتصوره إنس ولا جن، موقف لم يستطع جبريل عليه السلام أن يحضره، لأنه أكبر منه، فكل له مكانة عند ربه }...
"السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
هل أدركت الآن قيمة الصلاة على نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم ؟ هل أدركت قيمة الصلاة التى عاد بها إلينا والتى نؤديها وكأنها واجب ثقيل على بعضنا؟ هل ستترك مائدة الرحمن التى أعد لك فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟ لا أعتقد فإن الله سبحانه وتعال خلق الإنسان على حب الكمال والجمال والنوال، وكل ذلك لن تجده مجتمعا إلا عند الواحد القهار إذا ما لبينا الدعوة إلى مائدة الرحمن.
الرأفة والرحمة
لذلك أمرنا الله أن نصلي ونسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم حتى نتنعم بهذا الفضل العظيم، فقد اعطى الله تبارك وتعالى صفتان كبيرتان عظيمتان من صفاته سبحانه وتعالى إلى نبيه المصطفى الصادق الوعد الأمين محمد صلى الله عليه وسلم فقال:
{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله:
" من صلى علي صلت عليه الملائكة، ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه، ومن صلى الله عليه لم يبق شيءفي السموات ولا في الأرض إلا صلى عليه "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
أقل ما نفهم من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نعيش ونحيى حياة الذين آمنوا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصلي عليه ونسلم ثم نستسلم إستسلامنا لله رب العالمين .. 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
إذا فنحن عندما نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقد حققنا الهدف من الآية ودخلنا في زمرة المؤمنين التابعين لمحمد ولإبراهيم عليهما أفضل الصلاة والسلام ،
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
وطالما إننا دخلنا في زمرة الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصبحنا جماعة واحدة ، بل وفريق واحد من المؤمنين التابعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولملة أبراهيم حنيفا الذي قال عنه ربه: 
{ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا }
تنفيذ أمر ربه بالصلاة والسلام تسليما على نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم....

فائدة أخرى نحن في اشد الحاجة إليها في هذا العصر
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " .[رواه مسلم].
هل تذكرون هذا الحديث ، ألا ترون معي أنه يتوافق تماما مع الآية الكريمة التى نادى فيها العلي العظيم على عباده المؤمنين ليصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لابد وأن نكون مؤمنين موحدين متحدين متحابين مترابطين يحب بعضنا بعضا ويتولى بعضنا بعضا، الصلاة على النبي تساعدك على هذا فتنعم بكل ما أعد الله لك من رحمات ونفحات وبركات وسلام عام ودائم بينك وبين نفسك ثم بينك وبين العالم أجمع.

لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
صلاتك على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تصلح ما بينك وبين الناس، وتقوي إيمانك لدرجة أنك تقبل الناس على علاتهم، وتتجنب إساءتهم، وتغفر لهم لأنك تحب أن يشاركونك جنات النعيم التى تسعى أنت من أجلها.
لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه
هذا هو الحب في الله، نبدأ بالصلاة علي نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فنحبه، وبحبه نحب أل بيته، وبحب آل بيته نحب أصحابه، وبحب أصحابه نحب سائر المؤمنين، لأننا بصلاتنا على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم نخرج من دائرة الحياة الصغيرة إلى دائرة الكون الواسع الفسيح الذي يسبح للرحمن جل وعلا.
لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه
إذا كنت تحب لنفسك الفوز بالجنة فلابد من أن تأخذ بيد أخيك لتدخلوها معا، هذا هو معنى الحديث على قدر فهمي، لابد من أن نتعلم أن نتغاضى عن اخطاء الآخرين، وأن نحاول أن نصحح مسارهم، وأن ندعو لهم بالهداية..
هذا ما نحصل عليه إذا ما صلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشنا سيرته العطرة بقلوبنا وعقولنا وذاكرتنا، وأقسم لكم بالله العلي العظيم أن الصلاة على نبي الرحمة تغير حياة من يصلي عليه فتخرجه من ظلومات نفسه وأحزانه وأوهامه ومشاكله إلى راحة البال والإطمئنان والثبات والقول السديد. 
رابط ارشيف نادي العضلات الإيمانية

http://forum.amrkhaled.net/showthrea...E1%DB%C7%ED%C9

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,495

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »