نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 


الأطفـــــــــــــــــــــــــال في حياتنا
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كان لي في هذا الموضوع مقالة تحدثت فيها عن الخطوات التى يجب أن يتبعها كل من الرجل والمرأة، خطوات مستوحاة من كتاب الله في الآيات التالية... أرجو أن نعيشها آية آية لأهميتها القصوى .. فإن أخطر قضية في حياة الإنسان عموما هي قضية الزواج السعيد والذرية الصالحة.. فهيا بنا نعيش لحظات مع كلام المولى عز وجل الذي يبين لنا الخطوات التى يجب أن يتبعها كل مسلم قبل إقدامه على الزواج:

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)

في صدر الآية يخبرنا المولى عز وجل عن مصير الذين كفروا ، حتى نتجنب ذلك المصير المشئوم.

فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)

ثم يذكرنا سبحانه وتعالى باهمية التسبيح له في المساء والصباح.. وهذه في حد ذاته الخطوات المؤكدة التى تباعد بيننا وبين الكفر والعياذ بالله... ثم أن التسبيح لله حين نصبح وحين نمسي يجعلنا ندخل في إنسجام تام مع الكون كله الذي يسبح بدوره لله العلي العظيم.

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)

ثم يطمأننا المولى عز وجل أنه سبحانه هو واهب الحياة والبركة والرزق بكل ألوانه، حتى ذاك الذي نراه ميتا فإنه سبحانه يخرج منه حياة ورزقا لنا..ثم يختم الآية أن مصيرنا إليه سبحانه بعد موتنا سيخرجنا من قبورنا ليوم البعث والحساب. وهكذا يحذرنا مولانا بأسلوب جميل وبديع أننا لا يجب أن ننسى مصيرنا.

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)

وهنا يقول لنا المولى عز وجل لا تتكبر فأنت من تراب، ثم عليك أن تستخدم بشريتك في الإنتشار، أي أن تنشر بكل ما وهبك الله من مواهب وملكات بين البشر.. قال الشيخ الشعراوي رحمه الله في أحد دروسه القيمة: أن كل ملكة وموهبة منحها الله لك هي أمانة عندك يجب أن ينتفع بها الآخرين.. فتكون بذلك قد أديت آمانتك فيما وهبك الله من مواهب وقدرات.

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

الآن وبعد أن حققنا كل ما سبق وجاء في الآيات التى سبقت هذه، أصبحنا مؤهلين لعملية الزواج والإنجاب ومواصلة رحلة العودة إلى خالقنا العلي العظيم...فيكون حالنا هو { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }.

أجمل وأهم حدث بعد الزواج ، هو أن يرزقنا الله بذرية ... وأجمل ما في الذرية أن تكون صالحة.. وأجمل ما في الذرية الصالحة أن تكون قرة أعين لكل من يراها..وأجمل ما في قرة العين هو رضى الرحمن عنا.

ولكي نعرف أهمية الأولاد... وكيفية تربيتهم.. والوصول بعقولنا وقلوبنا ومشاعرنا إلى المستوى المطلوب لفهم معنى هذا العطاء الكبير من الله تبارك وتعالى .. علينا أن نعود إلى كتاب الله لنعرف القصة من أولها..وننتبه لأهميتها.. ونعيش مواطن الجمال والعطاء الرباني فيها..

نعود إلى قصة السيدة مريم رضى الله عنها وأرضاها منذ البداية... كلنا يعرف مريم أم نبي الله عيسى عليه السلام، وكلنا يعرف مرتبتها ودرجتها وكيف جعلها الله مثلا لنساء العالمين.. فهيا بنا نعرف بداية قصتها لنحذوا حذوها : يقول المولى تبارك وتعالى في محكم آياته:

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران

ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ

أنا لا افسر القرآن فلست أهلا لذلك.. ولكني اضع أحساسي بالآية في كلمات أرجو من الله تبارك وتعالى أن يوفقني في خطها وتعبيرها..

إذا الذرية بعضها من بعض.. لابد للأب والأم أن يتخذوا سبيل الصلاح والهدى، فتكون المكافأة من الله ذرية صالحة، فيستمر الصلاح والهدى في الأرض بخلافة الذرية...

إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي

الآن لدينا البداية... بداية الحمل... إعلان من الله تبارك وتعالى أن هناك مخلوق جديد، روحا طاهرة نقية ستحل بداركم، ذرية تحمل لكم أسمكم وتخلفكم في حياتكم... فماذا ستفعلون مع هذا النبأ بقدوم من يخلفكم في حياتكم؟ الإجابة كانت من امرأة عمران .. أن سارعت إلى ربها بنذرها ما في بطنها.. ليحفظه الله لها... ويحرره من كل ما يسوءها .. وتدعوه أن يتقبل منها ربها نذرها...

وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ

ثم تكون النتيجة مريم إبنة عمران التى إصطفاها ربها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين.. خطوات لو اتبعناها كانت لنا ذرية صالحة، تكون قرة أعين لنا، وخلفا صالحا يعمر الأرض ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويؤمن بالله العلي العظيم، فتستمر حياتنا الصالحة بعد موتنا بدعاء من خلفنا من ذرياتنا وبعملهم الصالح نزداد رفعة وقربا من الله العزيز القدير.

الآن قد وصلنا إلى درجة عالية من الحس المرهف والفهم الواسع والإدراك الكبير لأهمية الطفل في حياتنا،فيجعله الله في بطن أمه 9 شهور.. يتخلق فيها خلق من بعد خلق.. يتغذى معها، ويفرح بفرحها، ويستمتع بما تقرأ من قرآن، وحين قدومه يملأ دنياهم فرحا وسرورا... ثم تبدأ رحلة نموه، ونرى بأعيننا ومشاعرنا عظمة الخالق العلي الكبير في كل يوم يكبر فيه الطفل ويملأ حياتنا فرحا وسرورا وشكرا وتسبيحا لله العلي العظيم .

هذا ما وفقني الله إليه ، فما فيه من صواب فهو من الله سبحانه وتعالى وبفضله، وما فيه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم..

وفي النهاية أوجه رسالتي هذه لكل شباب الأمة.. أمة الحبيب المصطفى، خير خلق الله، سيد ولد آدم، خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين، صل اللهم عليه وسلم وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.

أخي في الله ، في هذا الزمان الذي نشهد فيه إنقسام مريع بين فئات المجتمع، ونرى فيه أهوالا وأهوال تحيط قريبا منا أو في أوطاننا.. كل هذا معناه أن الله سبحانه وتعالى بالغ أمره، وأن العالم كله الآن ينقسم إلى قسمين، فريق المؤمنين وفريقا آخر اتبع هواه وابتعد كثيرا عن الصواب..

لهذا علينا أن نتمسك بديننا ففيه عصمة أمرنا، وعلينا أن نتقي الله في أولادنا، وذلك بإتباع وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة الزواج والخطبة والنكاح... حتى ننجوا بأنفسنا من الهلاك والضياع والتعاسة والشقاء...

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .. وأفوض أمري إلى الله، وأدعوه مخلصا له الدين والنية أن يردنا إليه ردا جميلا، وأن يحفظ شبابنا من الهلاك والضياع وبراثن الشرك، وأولها المخدرات.. تلك التى يبيعها شياطين الإنس والجن ليهلكو شبابنا ويضعفوا الأمة ليستمروا في إذلالنا.. فلا تعطوهم الفرصة لتحقيق ذلك..

حقوق الطبع والنشر محفوظة لكل مسلم ، مع كامل الحرية في التصرف فيها كيف يشاء  من نشرها وتوزيعها حتى يساهم الجميع في الأجر وتكون صدقة جارية بإذن الله .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم.

20/10/2012


 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 20 أكتوبر 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,325

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »